أقامت جماعة
الإخوان المسلمين
المصرية، مساء الأحد، بمدينتي اسطنبول التركية ولندن البريطانية، حفل تأبين المرشد العام السابق للجماعة، محمد مهدي
عاكف، الذي وافقته المنية، مساء الجمعة، بسبب ما وصفته الجماعة بالإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له داخل السجون المصرية.
وأكد نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، إبراهيم منير، أن "عاكف" يمثل "تاريخ الإخوان والحركة الإسلامية بمصر والعالم كله تمثيلا شريفا"، لافتا إلى أنه "ظل صامدا ثابتا طوال حياته دون أن يضعف أو يتراجع"، ومؤكدا أنه كان "محافظا على ثباته ودينه، وفيا لعهده مع الله".
وقال، خلال كلمته، "إننا لسنا في مجلس عزاء، ولكن في مجلس تهنئة ومدعاة للفخر، فهو الذي ثبت ولم يلن على مدار حياته وودع هذه الدنيا مثل الإمام البنا، ودُفن بليل، ويخافه هذا النظام الانقلابي الهش وهو ميت ولا يخافون الله وملك الموت"، مشدّدا على أن "دعوة الإخوان مستمرة وباقية مهما كانت المحن".
واستشهد "منير" ببعض أرقام الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها سلطة الانقلاب بحق المصريين والمعتقلين في السجون، مشيرا إلى أنه "يضع هذه الأرقام أمام وسائل الإعلام والعالم أجمع لعل الضمير العالمي الإنساني يتحرك".
ووجه نائب المرشد العام للإخوان المسلمين نصيحة إلى مؤيدي سلطة الانقلاب، قائلا: "اقفزوا من السفينة التي ستغرق، واغسلوا أيديكم من هذا الانقلاب".
وتقدم الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمود حسين، باسمه وباسم جماعة الإخوان ومرشدها محمد بديع، وباسم القائم بأعمال المرشد محمود عزت، وباسم أسرة "عاكف"، بخالص الشكر لكل المعزين من جميع أنحاء العالم، قائلا: "أحسن الله عزاءكم، ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم".
وأضاف: "لقد عايشت الأستاذ عاكف لسنوات طويلة، وزاملته في السجن لأكثر من عامين ونصف، وقد كان جنديا بحق، وهو المرشد الوحيد الذي أصر على عدم الاستمرار في منصبه رغم الكثير من
المطالبات التي كانت تدعوه لذلك".
ووجه "حسين" رسالة إلى سلطة الانقلاب، قائلا: "اسمعوا كلمة الشعوب الإسلامية عندما استشهد الأستاذ عاكف من مساجد بريطانيا وأمريكا وإندونيسيا وباكستان وفلسطين والسودان، وحتى في سجون الاحتلال، لتعلموا أن الجماعة باقية وتحمل زخما شعبيا في العالم كله ولا تعبأ بدبابتكم".
كما تقدم مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية، ياسين أقطاي، بخالص التعازي لجماعة الإخوان والأمة الإسلامية في وفاة "عاكف"، ناقلا تعازي الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم.
وأكد "أقطاي" أنه يتحدث دائما عما يحدث في السجون المصرية من انتهاكات واسعة، لافتا إلى أنه "كتب مقالا يُنشر، اليوم الإثنين، بهذا الخصوص، لعل من يساند الانقلاب عالميا يرى ويعي".
واستنكر المقارنة التي وصفها بالظالمة التي تحدث أحيانا بين حزب الحرية والعدالة المصري وحزب العدالة والتنمية التركي، مؤكدا أن الإخوان "نجحوا في الصمود والثبات، ولم ينجروا لما كان يراد لهم، وذلك بالعبارة الذهبية للمرشد الحالي د. بديع (سلميتنا أقوى من الرصاص)، وبالتالي فقد نجحوا وثبتوا في المحن والاختبار والمصائب".
ومن بين المشاركين في مراسم التأبين، كل من: محمد حكمت وليد (مراقب الإخوان بسوريا)، وعمر بدوي النجار (ممثل الجماعة الإسلامية في لبنان)، وصهيب حميدات (من قيادات الإخوان بالعراق)، ويونس البداري (عضو مجلس شورى الإخوان بليبيا)، وعبدالرزاق مقري (رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية)، وصلاح عبدالمقصود (وزير الإعلام في حكومة هشام قنديل)، وإسلام الغمري (ممثل الجماعة الإسلامية بمصر)، وعبدالله الكريوني (أحد أبناء الحركة الإسلامية ودعوة الإخوان بمصر).
وكذلك، سعد برهان الدين (عضو المكتب التنفيذي لإخوان السودان)، وسيف الدين عبدالفتاح (أستاذ العلوم السياسية)، وعبدالخالق الشريف (عضو مجلس شورى الإخوان)، وطلعت فهمي (المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان)، وهمام علي يوسف (مسؤول المكتب الإداري للإخوان المسلمين المصريين بتركيا)، بالإضافة إلى وفد حركة حماس الإسلامية.
وفي نهاية حفل التأبين الذي تم تنظيمه بتركيا، أقيمت صلاة الغائب على روح "عاكف".
إلى ذلك، قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، إن "النظام المصري منع الجنازة الشعبية لمرشد الإخوان المسلمين السابق محمد مهدي عاكف، فصلى عليه ملايين المسلمين حول العالم".
جاء ذلك في كلمة للقرضاوي، عقب صلاة الغائب على "عاكف"، في منزله بالدوحة، مساء السبت، بحضور الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، وقيادات من المعارضة المصرية وعدد من العلماء.
ووجه "القرضاوي" الشكر إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي أكد أنه سمح بإقامة صلاة الغائب في أي مسجد يتم اختياره، إلا أن الناس تقاطروا على بيت الشيخ للعزاء.
وأكد "مشعل" أن "عاكف" تميز بعلاقات قوية مع مختلف الفصائل الفلسطينية، وكان بيته مزارا لقيادات فتح وحماس، خصوصا الراحل ياسر عرفات، لافتا إلى أن "عرفات" لم يكن ينزل القاهرة، إلا ويتوجه إلى منزل عاكف، "لمواقفه المخلصة، وتاريخه الجهادي الطويل منذ الاحتلال".
وفي السياق ذاته، أقيم حفل تأبين آخر لـ"عاكف" بمدينة
لندن البريطانية بحضور عدد كبير من الشخصيات المصرية والعربية والإسلامية، من بينهم: محمد سودان (أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة)، وعزام التميمي (أكاديمي وإعلامي)، وعمر الحمدون (رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا)، وزهير سالم (مدير مركز الشرق العربي)، وأسامة التكريتي (مدير مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات)، وأيضا، داوود عبدالله (نائب رئيس المجلس الإسلامي)، وأحمد الشيبة (كاتب وإعلامي إماراتي)، ضياء المغازي (نائب رئيس جامعة المنيا بمصر الأسبق)، وعبدالوهاب يعقوبي (قيادي بحركة حمس الجزائرية)، ومعين شبيب (مدير مؤسسة العون التعليمي الفلسطيني في بريطانيا)، وخالد عمر (ممثل الجالية الإريترية ببريطانيا)، محمد فريد الشيال (أستاذ متفرغ في الدراسات الإسلامية بالجامعات البريطانية).
جدير بالذكر أن عددا من الدول شهدت أداء صلاة الغائب على "عاكف" مثل نيجيريا، وأمريكا.