دعا وزير الداخلية
الإسرائيلي الأسبق
عوزي برعام، إلى ضرورة قيام دولة
فلسطينية كأساس لإقامة جبهة سياسية إسرائيلية مشتركة مع الدول العربية السنية والاتفاق مع إيران.
ورأى الوزير الإسرائيلي، أن من "صاغوا عملية أوسلو؛ وعلى رأسهم إسحاق رابين، لم يكونوا ناضجين بعد للموافقة على قيام
دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، بما في ذلك تقسيم القدس".
وأكد في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "اتفاق أوسلو لم يكن ليوقع لولا ظاهرة الضبابية التي تقف في أساسه، حيث تم استبعاد المواضيع الهامة للمرحلة النهائية"، معتبرا أن "ظاهرة الضبابية والغموض، في بعض الأحيان تكون جيدة لأنها تمكن من التقدم وذلك لعدة أسباب".
وأوضح أن السبب "الأول؛ أنها تخلق ديناميكية للمفاوضات، تتضمن محادثات وزيارات متبادلة، وهذا من شأنه أن يقلل إلى حد ما من درجة العداء، والثاني؛ أن الموافقة المتبادلة على بعض المبادئ تخلق ديناميكية تمكن أحيانا من الجسر بين مشاكل تبدو غير قابلة للحل، والثالث؛ محاولة التوصل لاتفاق، كجزء من عملية استراتيجية لجهود التقارب مع العالم العربي".
ولفت الوزير الإسرائيلي، إلى أن "فضاء التوقعات للجانبين تجب رؤيته بمنظار واسع وعلى المدى البعيد"، مرجحا وجود "فرصة التوصل إلى اتفاق، ولكنه سيأتي عندما يفهم الجانبان أن هذا الاتفاق هو شر لا بد منه".
وفي حال رغبت "إسرائيل في خلق جبهة سياسية مع الدول العربية السنية، فعليها معالجة المسألة الفلسطينية بجدية"، وفق برعام الذي قال: "إذا أردنا التوصل في يوم ما إلى اتفاق مع إيران، فلا نستطيع القفز عن المسألة الفلسطينية".
وأشار الوزير، إلى أن "السنوات ستمضي بدون اتفاق، وستركع إسرائيل على ركبتيها وهي تتوسل من أجل إقامة دولة فلسطينية"، مؤكدة أنه "لا يوجد حل حقيقي في ظل دولة واحدة، تدير نظام أبرتهايد وتكون غارقة في حروب لا نهاية لها".
وقال: "أنا لا أتجاهل مجموعة من نواب الكنيسيت المهووسين، الذين اشتروا شقة في مبنى شاهق ويعلنون أنهم سيجعلون حياة السكان شديدة المرار إلى أن يتركوا شققهم، كي يرثها هؤلاء النواب وأصدقاؤهم".
وتابع: "هذا لن يحدث، لأن بعضهم يملك شقته، وبعضهم يملك قسائم من الأرض، التي ورثوها عن آبائهم، وفي لحظة الحقيقة، سيتغلغل الإدراك بأن هذه الطريقة قد تكون متوافقة مع "عملية الخلاص" المشكوك فيها، ولكن ليس مع وجود واستقرار إسرائيل".
وفي سياق متصل، أبلغ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أعضاء المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر "الكابينت" الأحد الماضي، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "يعد خطة سلام لدفع الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، ويريد التوصل الى الصفقة النهائية"، وفق ما أورته صحيفة "هآرتس" العبرية.
وأوضح نتنياهو، أن لديه انطباعات بأن ترامب "عازم جدا على دفع الخطة، فالموضوع الفلسطيني ثقيل ومهم لدى ترامب"، وتحقيقا لذلك فإن من المتوقع أن يصل اليوم المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات إلى "إسرائيل" لمواصلة الحوار مع الجانبين.
وأوضح مسؤول رفيع في البيت الأبيض، أن غرينبلات "سيصل إلى إسرائيل، وسيجري محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، وذلك استمرارا للقاءات التي أجراها ترامب مع نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في نيويورك على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة".