نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا، تناولت فيه الطريقة الجديدة التي من شأنها أن تساعد على مكافحة
الشيخوخة، وبالتالي العيش لسنوات أطول.
وترتكز هذه الطريقة المثالية بالأساس على عدم
تناول اللحوم والصوم. وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن عالم البيولوجيا، فالتر لونجو، عمل على دراسة العوامل المشتركة بين الأشخاص الذين عمروا لأكثر من مائة سنة وتوصل إلى السر الذي يكمن وراء ذلك.
وكشف لونجو عن هذه الأسرار في كتابه "
النظام الغذائي الذي يضمن لك طول العمر، تناول الطعام بشكل جيد كي تعيش في صحة جيدة حتى سن 110 سنوات".
وبينت الصحيفة أنه يمكن للإنسان أن يعيش نحو مائة سنة، في حال التزم بالمبادئ الغذائية التي ينص عليها كتاب لونجو، بدقة تامة.
وعلى الرغم من أن مهمة تلخيص هذه القواعد الغذائية معقدة نوعا ما، إلا أنه يمكن استخراج قاعدتين أساسيتين، غير قابلتين للتجاوز، ألا وهما إلغاء اللحوم من النظام الغذائي، والصوم على الأقل مرتين في السنة.
وأوردت الصحيفة أن طريقة لونجو تعتمد على خيارين متكاملين. يتمثل الخيار الأول في "النظام الغذائي الذي يضمن طول العمر"، والذي يضم دليلا للوجبات التي يجب تناولها كل يوم. أما الخيار الثاني، فينطوي على "النظام الغذائي المستوحى من
الصوم"، الذي يحدد جملة من القواعد التي يجب الالتزام بها خلال خمسة أيام. وتتمثل هذه القواعد في تناول 1100 سعرة حرارية خلال اليوم الأول، و800 سعرة حرارية خلال الأيام الأربعة المتبقية، وذلك في ظل الالتزام بنظام غذائي يحتوي فقط على الخضروات والمكسرات والفواكه والشاي.
وأوضحت الصحيفة أن "النظام الغذائي الذي يضمن طول العمر"، فضلا عن نظيره "المستوحى من الصوم"، له فوائد عديدة، على رأسها، علاج والوقاية من أمراض مثل السرطان والسكري. فضلا عن ذلك، أثبت هذا النظام الغذائي فعاليته في التصدي لأمراض القلب والشرايين، والزهايمر، وأمراض المناعة الذاتية، فضلا عن التخلص منها. علاوة على ذلك، يساعد النظام الغذائي المستوحى من الصوم على خفض معدلات الكوليسترول أو الجلوكوز، وأيضا الحد من خطر الإصابة بمختلف الأمراض.
وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث والنتائج التي توصل إليها الخبير الإيطالي موثوق فيها، حيث تستند إلى بحوث معمقة، وتجارب سريرية، ودراسات حول أشخاص تجاوزوا بالفعل المائة سنة.
وذكرت الصحيفة أن فلسفة لونجو تتحدى العديد من القواعد الراسخة في عاداتنا الغذائية. وفي هذا الصدد، أكد الخبير أنه "لا يجب تناول شتى أنواع الأطعمة، أو تناول عدد كبير من الوجبات في اليوم، على عكس ما هو سائد. في المقابل، يجب تناول كميات محدودة من الطعام على اختلاف أنواعه".
وأوردت الصحيفة أنه وحتى يتمكن الفرد من العيش إلى حدود سن 110، والتمتع بصحة جيدة طوال هذه السنوات، ينبغي أن يبادر بالتخلي عن بعض الأطعمة ضمن نظامه الغذائي. وعلى وجه الخصوص، يجب التخلص من العدو التقليدي الأول للصحة، ألا وهو السكر الأبيض. بالإضافة إلى ذلك، يوصي الخبير الإيطالي بتجنب أكل اللحوم أو البيض، على الأقل حتى بلوغ سن الخامسة والستين.
وفي هذا الصدد، أفاد فالتر لونجو أن "الأشخاص الذين تمكنوا من العيش حتى هذه السن، أي 110، اعتادوا على عدم تناول الأطعمة السابق ذكرها. فعلى سبيل المثال، يتبع سكان جزيرة أوكيناوا في اليابان، ولوما ليندا في كاليفورنيا، وإيكاريا في اليونان، وكالابريا وسردينيا في إيطاليا، هذه التعليمات بشكل تلقائي، حيث يعد ذلك من بين تقاليدهم".
وشددت الصحيفة على ضرورة عدم تناول العديد من الوجبات في اليوم الواحد. وفي هذا السياق أشار لونجو إلى أنه "منذ أن شرع الأشخاص في تناول خمس أو ست وجبات يوميا، باتت نسبة السكان الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي تعادل 20 في المائة. وانطلاقا من هذه النسبة، يجب علينا وضع حد لهذه العادة. وبالتالي، من الأفضل التقيد بتناول ثلاث وجبات أو وجبتين في اليوم، لكن يجب توخي الحذر وضمان توفير احتياجات الجسم من خلال هذه الوجبات".
وأوضحت الصحيفة أنه من المنصوح به اتباع النظام الغذائي المستوحى من الصوم، لمرتين في السنة. في الأثناء، يجب اتباع المبادئ التوجيهية التي ينص عليها كتاب لونجو وبدقة. وفي هذا السياق أكد الخبير أنه "في حال كان متبع هذه الحمية من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو أي أعراض مرضية أخرى، يمكنه اتباع هذا النظام الغذائي مرة واحدة في الشهر".
وقالت الصحيفة إن النظام الغذائي الذي يضمن طول العمر غير قابل للتطبيق خارج إيطاليا إلا عبر اتباع ما ينص عليه الكتاب. وفي الوقت ذاته، من الجيد أن يشرف أخصائي تغذية على هذا النظام الغذائي حتى يضبط قواعده. ومن المثير للاهتمام أنه ستجرى تجارب سريرية في المستقبل في إسبانيا، لتقييم تأثير "النظام الغذائي الذي يضمن طول العمر"، "والنظام الغذائي المستوحى من الصوم"، على متلازمة التمثيل الغذائي.