في الوقت الذي تعزز فيه "إسرائيل" من العمل على بناء الجدار تحت الأرض في الجهة الشرقية لقطاع غزة، زعم
جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حركة "
حماس"، حولت استراتيجيتها من الهجوم إلى الدفاع.
عشرات المقاتلين
وبحسب تقديرات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، "يبدو أن حماس تغير استراتيجيتها حيال الأنفاق، وبدأت تنتقل من التركيز على الهجوم عبر الحدود إلى التركيز على الدفاع الداخلي، بينما تعزز إسرائيل العمل على بناء الجدار تحت الأرض حول قطاع غزة"، وفق ما نقله موقع "تايمز أوف إسرائيل".
وذكر الموقع، أن "حماس استخدمت شبكة أنفاق عابرة للحدود بشكل مكثف خصوصا في حرب 2014، وأرسلت عبرها مقاتلين لداخل إسرائيل (
فلسطين المحتلة) لتنفيذ عمليات، وفي 2006، استخدمت أحد الأنفاق لأسر الجندي جلعاد شاليط".
ونجحت "حماس" في الاحتفاظ بشاليط أكثر من خمس سنوات، حيث نجحت في تحرير أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراحه في صفقة عرفت باسم "وفاء الأحرار".
وخلال الحرب الأخيرة التي استمرت 51 يوما، زعم الموقع أن جيش الاحتلال "دمر نحو 14 نفقا عابرة لحدود قطاع غزة، إضافة لـ 18 نفقا داخل القطاع"، موضحا أن "إسرائيل تخشى من إرسال حماس يوما ما لعشرات المقاتلين عبر الأنفاق لمهاجمة المناطق (المستوطنات) المجاورة لحدود غزة".
ولفت إلى أن "إسرائيل ومن أجل مواجهة هذا التهديد، بدأت في وقت سابق من الصيف ببناء حاجز تحت الأرض، يهدف لسد الأنفاق الموجودة في الوقت الحالي ولمنع بناء أنفاق جديدة".
ووفقا للجيش، فقد "حولت حماس تركيزها لتحسين وتوسيع شبكة الأنفاق داخل غزة، التي يمكن استخدامها لنقل المقاتلين والأسلحة في أنحاء القطاع، بعيدا عن المراقبة الإسرائيلية".
خسائر كبيرة
وأشار الموقع، إلى أن "الحركة التي يعتقد بأنها أعادت بناء مخزون صواريخها، تقوم بتعزيز محاولاتها لاستيراد أسلحة إضافية إلى القطاع من سيناء"، لافتا أن "الجيش الإسرائيلي يعتبر أن القطاع الساحلي متقلب، رغم تحسن الأوضاع الإنسانية فيه إلى حد ما"، وفق زعمه.
وانطلق بناء الجدار تحت الأرض الذي يصل طوله 60 كلم في وقت سابق من هذا العام، وتوقع قائد القيادة الجنوبية الجنرال ايال زمير، أن ينتهي البناء فيه خلال عامين، علما بأن الجدار يشمل؛ نظام دفاع متطور تحت أرضي يصل عمقه لعشرات الأمتار تحت الأرض، من أجل كشف وتدمير الأنفاق التي تحاول اختراق الحدود، إضافة لسياج حديدي فوق الأرض يحتوي على أجهزة مراقبة.
وبشأن محاولات الاختراق عبر البحر بواسطة وحدة "الكوماندوز" البحرية التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لـ"حماس"، أوضح الموقع، أن وزارة الحرب الإسرائيلية، "سوف تعزز منظومة الدفاع على شاطئ غزة، وتبني كواسر أمواج واجراءات دفاعية أخرى لمنع التسلل لداخل اسرائيل من البحر، كما حدث خلال حرب 2014".
وخلال حرب عام 2014، تمكنت للمرة الأولى وحدة بحرية مقاتلة تابعة لـ"كتائب القسام" من اقتحام قاعدة "زكيم" العسكرية، التي تقع على شاطئ بحر عسقلان المحتلة، إلى الشمال من قطاع غزة، حيث استشهد جميع أفراد الوحدة، البالغ عددهم أربعة، بعد تمكنهم من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال.
ويتوقع أن يكلف مشروع الجدار نحو 3 مليار شيكل (دولار=3.54 شيكل)، ومن أجل تسريع عملية البناء، تم بناء مصانع اسمنت بجانب حدود قطاع غزة، ويعمل حاليا عشرات عمال البناء وخبراء الهندسة من أنحاء العالم على المشروع، في عدة مواقع، من أجل تحسين أساليب العمل، وهم يرتدون سترات مضادة للرصاص وتحت حراسة جيش الاحتلال.