استعرض محلل عسكري
إسرائيلي بارز، جانبا من الوضع "القاتل" الذي تعيشه منظومة الجيش الإسرائيلي، وتعامله مع مروجي
المخدرات بداخله.
تدخين الحشيش
قبل نحو أسبوعين، قامت هيئة الأركان في
جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحبس جندية إسرائيلية تدعى "د" تبلغ من العمر (19 عاما)، وهي تعمل في مجال ميكانيكية الطائرات بسلاح الجو الإسرائيلي، ووجهت لها تهمة تدخين الحشيش، إضافة لمزاعم أخرى لم تثبت عليها بعد، بأنها شاركت في شراء المخدرات لزملائها الجنود.
وبعد مضي 7 أيام من
الاعتقال، اشتكت من آلام في الصدر وصعوبة في التنفس، وتم فحصها وإعادتها للزنزانة، ولكنها قبل يومين انهارت وهي بوضع خطير جدا الآن، وفق ما أورده المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هرئيل، الذي علق على الحادثة بقوله: "أرسلت الشابة للجيش سليمة ومعافاة، رياضية متميزة، وهي اليوم على شفا الموت، مع خلل دماغي شديد".
وشدد هرئيل في تقرير لها بصحيفة "هآرتس" العبرية، على ضرورة أن يقوم الجيش بفحص شامل لكافة الظروف التي وقعت فيها هذه الحادثة الخطيرة جدا، والعمل على استخلاص الدروس، كي لا تتكرر حالات مشابهة".
وأوضح أن حادثة المجندة "د" تشير إلى "وجود ثلاث نقاط ضعف معروفة، تكون معا البطن الرخوة للجيش الإسرائيلي في التعامل مع جنوده وهي؛
سياسة العقاب القاسية بسبب مخالفات المخدرات البسيطة، والوضع في السجون العسكرية وجودة الخدمات الطبية المقدمة للجنود".
هناك الكثير
وأشار المعلق العسكري، إلى أن "السياسة الأكثر صرامة التي اتبعها الجيش خلال السنوات الماضية، كلفته إزعاجا مستمرا لجهازه القضائي وسجن آلاف الجنود، ووصمة سجل جنائي يرافقهم لسنوات بعد تسريحهم".
وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فقد "قرر الجيش تغيير سياسة العقاب بحيث يخفف بصورة كبيرة التعامل مع الجنود الذين يتم إلقاء القبض عليهم، وهم يتعاطون المخدرات الخفيفة للمرة الأولى أثناء الإجازات".
ومن الناحية العملية، أكد هرئيل أن "الآلة العسكرية تحركت ببطء وما زال هناك الكثير من الجنود المتورطين بهذه المخالفات"، مضيفا: "هذه الظاهرة، وإلى جانب مشكلة التهرب من الخدمة العسكرية، ما زالت تلقي بثقلها على السجون العسكرية، التي توجد في مبان قديمة ومهملة، كما يتم فيها التعامل بقسوة مع السجناء الجنود".
وقارن المعلق، بين أداء الجهاز الطبي العسكري التابع للجيش الإسرائيلي في إنقاذ حياة الجنود المصابين بجراح خطيرة في ميدان القتال، وبين التعامل اليومي معهم، وقال: "عندما يتعلق الأمر بالعلاج اليومي للجنود، من الفحص الطبي وحتى التحويل إلى الأخصائي، فإن الجهاز يكون أكثر تعقيدا وتشوشا، إضافة إلى لامبالاة القادة والتشخيص الخاطئ للممرضين".
وأشار إلى أن جزءا من هذا الواقع، جاء "بسبب الحالات الكثيرة التي يتم فيها التوجه للطبيب بدون سبب والتظاهر بالمرض من قبل الجنود الذين يريدون الحصول على إجازة مرضية"، لافتا إلى أن الجندية الإسرائيلية "د"، على ما يبدو أنها "مرت بالمثلث القاتل لهذه المشكلات في الجيش الإسرائيلي".