أكد رئيس مجلس
دير الزور العسكري، نبأ اعتقال المجلس الذي يترأسه، المنضوي تحت قيادة قوات
سوريا الديمقراطية (
قسد)، للقيادي العسكري البارز في صفوف المجلس ياسر الدحلة.
وعزا رئيس المجلس المعروف باسم "أبو خولة"، في حديث مع "
عربي21"، اعتقال قائد كتيبة البكارة (الدحلة)، إلى ارتكاب مخالفات عسكرية وتجاوزات بحق المدنيين، رافضا وبشكل قاطع الحديث عن أسباب أخرى للاعتقال.
وقال: "في المجلس لدينا قانون عسكري مؤسساتي صارم يطبق على الجميع، وكل من يتجاوزه، حتى لو كنت أنا، هو عرضة للاعتقال"، على حد قوله.
وأضاف أن الدحلة عسكري تجاوز ومن الطبيعي أن يتم اعتقاله، منتقدا ما وصفه بـ"التهويل والدعاية المغرضة التي تعطي الحادثة أكبر من حجمها".
وحول وقوف
الوحدات الكردية وراء أمر الاعتقال، كما ذكرت المصادر، قال أبو خولة: "الاعتقال أمر داخلي متعلق بالمجلس، ولا علاقة لبقية الأطراف بهذا الأمر بتاتا"، بحسب تعبيره.
وكانت مصادر محلية اتهمت الوحدات الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، بالوقوف وراء اعتقال الدحلة، وأنها تسعى إلى إشعال فتيل الخلافات القبلية داخل المجلس والمدينة برمتها كونها على "صفيح ساخن".
والدحلة هو قائد ما يسمى بـ"كتائب البكارة" المنضوية في مجلس دير الزور العسكري، وبرز اسمه بعد مساهمته في استعادة مساحات واسعة من
تنظيم الدولة، مع بداية المعارك في دير الزور، من أبرزها اللواء 113، وكتيبة النيران، ودوار المعامل، والمنطقة الصناعية.
وفي هذا الصدد، اتهم مدير "شبكة الخابور" المحلية، إبراهيم الحبش، الوحدات بإصدار أمر اعتقال الدحلة ابن قبيلة البكارة، وتنفيذه على يد المجلس العسكري الذي يترأسه أبو خولة ابن قبيلة العكيدات، لإذكاء نار الفتنة القبلية، وفق تقديره.
واعتبر الحبش، في حديث مع "
عربي21"، أن الوحدات متخوفة من التهميش الذي يطال المجلس العسكري "الضعيف"، بسبب قوة الدحلة ومركزه القبلي.
وقال: "ظهور شخصية عسكرية عربية محلية في دير الزور؛ ليس من صالح الوحدات قطعا، وهي التي تتطلع إلى السيطرة على مقدرات المدينة"، مضيفا: "الدحلة شخصية عسكرية لها حضور قوي وكان يقاتل في حركة أحرار الشام الإسلامية، ومن ثم قاتل في الرقة إلى جانب قوات النخبة التابعة لأحمد الجربا، وغادرها فيما بعد إلى المجلس العسكري؛ كون المجلس هو المنصة الوحيدة لقتال التنظيم في دير الزور، باستثناء النظام"، كما قال.
وردا على الاتهامات الموجهة من المجلس للدحلة بالتجاوزات والمخالفات العسكرية، تساءل الحبش: "أين التجاوزات بحق المدنيين والمناطق التي قاتل فيها مناطق لا يتواجد فيها مدنيون أصلا؟".
ومضى قائلا: "لقد أضعف ياسر الدحلة مجلس دير الزور العسكري الشكلي، ولذلك كان لا بد من اعتقاله لأنه يغلق البوابة التي ستدخل منها الوحدات إلى دير الزور، أي المكون العربي".
وحسب الحبش، فإن اعتقال الدحلة تم في مدينة الشدادي بالحسكة، وذلك بعد وصوله إلى المدينة لحضور اجتماع عسكري مع قسد.
من جانبه، اعتبر الناشط الإعلامي، عهد الصليبي، من مدينة دير الزور، أن اعتقال ياسر الدحلة "أمر متوقع"؛ بالنظر إلى الدور البارز للأخير في استعادة مساحات كبيرة في ريف دير الزور الشرقي من يد التنظيم.
وقال لـ"
عربي21": "المجلس العسكري الذي شكلته قسد في دير الزور؛ تشكيل ضعيف جدا، وعدد عناصره لا يتجاوز العشرات، إلا أن جاء الدحلة برفقة نحو 300 مقاتل كانوا يقاتلون سابقا في حركة أحرار الشام"، مضيفا: "بالتالي فإن وجود هذه المجموعة تهديد لوجود المجلس، ولقسد عموما التي تخشى وجود قوة عربية حقيقية في صفوفها"، كما قال.
يذكر أن المجلس العسكري لدير الزور التابع لقسد، أعلن في التاسع من أيلول/ سبتمبر الماضي، عن بدء حملة "عاصفة الجزيرة" لا ستعادة مناطق دير الزور الشرقية من قبضة تنظيم الدولة.