دعت منظمة العفو الدولية الدول الأوروبية الخميس إلى وقف إعادة الأفغان غير المؤهلين للحصول على حق اللجوء إلى وطنهم، الذي وصفته بأنه "غير آمن بشدة".
وتجيء الدعوة بعد زيادة مطردة في العنف خلال السنوات الأخيرة، حيث كسبت حركة طالبان أراضي في أنحاء البلاد، وشهدت مدن -منها العاصمة كابول- موجة هجمات انتحارية.
وقالت المنظمة، في تقرير أصدرته الخميس: "تدعو منظمة العفو الدولية كافة البلدان الأوروبية لتنفيذ وقف اختياري لعمليات الإعادة إلى أفغانستان، إلى أن يتسنى حدوثها بأمان واحترام".
وأضافت أن الحكومة الأفغانية يجب ألا تتعاون مع إعادة الأفراد، رغم اعتمادها على المساعدات الخارجية.
ويأتي التقرير في أعقاب زيادة حادة في أعداد الأفغان العائدين من
أوروبا، إما نتيجة للترحيل القسري، أو "العودة الطوعية المدعومة". وقال التقرير إن إجمالي عدد العائدين زاد لنحو ثلاثة أمثاله من 3290 إلى 9460 خلال الفترة من 2015 إلى 2016.
وقالت آنا شيا، الباحثة في شؤون
اللاجئين وحقوق المهاجرين بمنظمة العفو الدولية: "تطبق الحكومات الأوروبية، في عزمها على زيادة عدد المرحلين، سياسة مندفعة وغير قانونية".
وأضافت أن الحكومات الأوروبية "تغض الطرف عمدا" عن الدلائل على وصول العنف إلى مستوى قياسي.
والأفغان من بين المجموعات الرئيسية التي تسعى للجوء في أوروبا؛ إذ بلغ عدد طالبي اللجوء منهم إلى أوروبا 108455 شخصا، أي أنهم الفئة الثانية الأكثر عددا بعد السوريين، بحسب وكالة الإحصاء الأوروبية (يوروستات).
غير أن الأعداد تراجعت في العام الأخير، لتهبط بنسبة 24 بالمئة من الربع الأول إلى الثاني، وبنسبة 83 بالمئة من الربع الثاني عام 2016 إلى الربع الثاني من 2017.
وفي مواجهة الناخبين الغاضبين لوصول مئات الآلاف من المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب ووسط آسيا، شنت الحكومات الأوروبية حملة صارمة، وتعهدت بإعادة طالبي اللجوء التي رفضت طلباتهم إلى بلدانهم.
وبحسب تقديرات للأمم المتحدة، قتل 1662 مدنيا على الأقل، وأصيب 3581 آخرين في أفغانستان، خلال النصف الأول من هذا العام.