عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها الشديد إزاء تقارير تتحدث عن وقوع مئات من
الضحايا المدنيين وتدمير مستشفيات ومدارس في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، خاصة في
دير الزور والرقة وغرب حلب، وذلك بفعل تعرضها لغارات مكثفة من قبل النظام وروسيا والتحالف الدولي.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في
سوريا ماريان غاسر إن الوكالات الإنسانية تجد صعوبة في الوصول لتلك المناطق بفعل ضراوة القصف حيث شهد الأسبوعان الماضيان ارتفاعا ملحوظا في العمليات العسكرية التي ترافقها مستويات عالية من الضحايا المدنيين.
وتشهد مناطق خفض التصعيد أيضا حوادث مشابهة في إدلب وريف حماة والغوطة الشرقية، حيث سجلت هناك أسوأ الهجمات الممنهجة لنظام الأسد وروسيا منذ الهجوم على الجزء الشرقي من حلب عام 2016.
وتفيد التقارير بأن عشرات المستشفيات قد دمرت خلال الأيام العشرة الأخيرة في دير الزور، مما أدى إلى حرمان مئات آلاف المدنيين من الوصول إلى أبسط الخدمات و الرعاية الصحية الأساسية.
اقرأ أيضا: مدنيو دير الزور والرقة الخاسر الأكبر بسلاح روسيا والتحالف
وهو ما دفع روبرت مارديني، المدير الإقليمي للجنة
الصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى للقول بأنه: "يجب ألا تتجاهل العمليات العسكرية مصير المدنيين والبنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها بقاؤهم".
وأضاف مارديني: "إن الانتصار بأي وسيلة ليس أمرا غير قانوني بل غير مقبول أيضا عندما يتعلق الأمر بهذه التكلفة البشرية، وندعو مرة أخرى جميع الذين يقاتلون في سوريا إلى ضبط النفس والالتزام بالمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي.
وتشتد المعارك في مدينة دير الزور شمال شرق البلاد بين قوات النظام وحلفائها من جهة وعناصر تنظيم الدولة الذي يسطر على المدينة، ما تسبب في تزايد أعداد المدنيين الفارين من العمليات العسكرية حيث تستقبل بعض المخيمات على مداخل الرقة ودير الزور يومياً أكثر من 1000 امرأة ومسن.