ما دلالات ورسائل انتخاب العاروري نائبا لرئيس مكتب حماس؟
غزة- عربي21- أحمد صقر08-Oct-1701:26 PM
شارك
العاروري الأسير المحرر انتخب نائبا لهنية- أرشيفية
تعكس الخطوة التي أقدمت عليها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بانتخاب الأسير المحرر صالح العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، استراتيجية وتوجهات الحركة المستقبلية وفق مختصين، أكدوا أنها تحمل العديد من الرسائل والدلالات وتظهر مدى القلق الإسرائيلي.
العمل العسكري
وكان مصدر خاص من حركة حماس كشف لـ"عربي21" في وقت سابق أن "حماس انتخبت العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة".
والعاروري من ضمن الشخصيات التي صنفتها الولايات المتحدة الأمريكية، على "قوائم الإرهاب" لديها.
وبحسب ما يتوفر عنه من معلومات، فقد ولد العاروري في بلدة "عارورة" قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة عام 1966.
وتتهم إسرائيل العاروري الذي أمضى نحو 18 عاما داخل السجون الإسرائيلية، بالمسؤولية عن عمليات مسلحة قامت بها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ"حماس" في الضفة الغربية، من أبرزها خطف وقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين بتاريخ 12 حزيران/ يونيو 2014.
وأقام العاروري المبعد خارج فلسطين المحتلة سنوات عدة في تركيا، وفي أعقاب عودة العلاقات بين إسرائيل وتركيا، غادرها إلى قطر ومن ثم إلى لبنان، حيث طالبت منظمة "شورات هادين" الإسرائيلية الشرطة الدولية (الإنتربول) بإلقاء القبض على العاروري.
ورأى أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، أن "وصول العاروري للمركز الثاني في حماس، وتولي السنوار قيادة غزة، تعكس توجه الحركة وكوادرها نحو العمل العسكري بعيدا عن العمل الحكومي".
رسالة تحدّ
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن انتخاب العاروري "سيأخذ حيزا من الاهتمام على المستوى الإسرائيلي والدولي، ويمكن لبعض الدول وخاصة دولة الاحتلال التي تتهم العاروري بالوقوف خلف عمليات عسكرية في الضفة الغربية المحتلة في الآونة الأخيرة، أن تسِم حركة حماس بالإرهاب".
وأكد البسوس أن "حماس بذلك توجد توازنا وتمثيلا قياديا بين شقي الوطن؛ فهنية من قطاع غزة والعاروري من الضفة الغربية المحتلة"، موضحا أن "حركة حماس ستركز في المرحلة القادمة على البناء الداخلي لها، وترتيب صفوفها من جديد بعد أن استنزفها العمل الحكومي في قطاع غزة".
ورجح أستاذ العلوم السياسية، أن "تستغل إسرائيل انتخاب العاروري، في مزيد من الهجوم على الحركة في الضفة، كي لا تمنحها أي مجال لتطوير أدواتها وإعادة ترتيب صفوفها هناك، وهذا الأمر يتضح من الحملة الإعلامية الإسرائيلية المصاحبة للإعلان عن انتخاب العاروري".
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، أن انتخاب الأسير المحرر العاروري "يحمل العديد من الرسائل والدلالات، ويعكس أولويات حماس واستراتيجياتها خلال الفترة المقبلة".
وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أن "أهم رسالة تبرق بها حماس من خلال انتخاب هذه الشخصية الصلبة ذات الخلفية العسكرية والأمنية، هي رسالة تحد للاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لتهويد القدس المحتلة وضم الضفة الغربية، وأيضا لكل من يريد أن ينتقص من حقوق الفلسطينيين، مفادها أن أي توجه في هذا الطريق سيتم تعطيله بكافة الوسائل".
قلق إسرائيلي
وأضاف الدجني أن "حماس تسعى إلى تعزيز حضورها وإعادة بناء مؤسساتها، من أجل استعادة مكانتها في الضفة الغربية، وذلك عبر ما تحدثه هذه الخطوة من توازن سياسي جغرافي بداخلها"، مشيدا بانتخاب العاروري، لأن "القيادة القوية هي القادرة على الحفاظ والنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني"، وفق قوله.
وحول رؤيته لتأثير وجود الرجل الثاني في "حماس" خارج الأراضي الفلسطينية، لفت إلى أن ذلك سيؤدي إلى "ترميم وتطوير العلاقات ما بين حماس وطهران وحزب لله"، بحسب تقديره.
وبشأن رؤية وتقديرات الاحتلال لانتخاب العاروري، أشار المختص في الشأن الصهيوني، سعيد بشارات، إلى أن "الاحتلال تابع بشدة وعن كثب، موضوع انتخاب العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "إسرائيل التي تعرف جيدا من هو العاروري، تنظر إلى انتخابه بقلق شديد، وهو ما عكسه الاهتمام الإسرائيلي الواسع بانتخاب العاروري".
ولفت بشارات إلى أن "إسرائيل ترى أن العاروري (قائد الضفة) ويحيى السنوار (قائد غزة) ومحمد الضيف (قائد كتائب القسام)، تربطهم علاقات ممتازة ومتميزة، وعليه فإن هذا الاختيار يدل على أن حماس ليس في أجندتها التنازل عن سلاحها، كما أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورا على مستوى العمل على كافة الصعد في ما يتعلق بالضفة الغربية".
وأضاف أن "إسرائيل اعتبرت أن اختيار العاروري يحمل رسالة واضحة للأطراف كافة خاصة تل أبيب والسلطة الفلسطينية، مفادها أن حماس بقيت كما هي، ولم ترجع إلى الوراء، كما تمنى وسعى من نظموا الحصار ضدها"، وفق قوله.