تتقلص المساحات التي يسيطر عليها
تنظيم الدولة في
سوريا بشكل يومي مع اشتداد المعارك ضده على معظم الجبهات خاصة في الرقة ودير الزور، حيث بات من المعتقد أن التنظيم قد يوجه مقاتليه إلى جنوب سوريا.
وفي هذا السياق، نشرت وزارة الدفاع الروسية بيانا اتهمت فيه القوات الأمريكية بتسهيل حركة عناصر التنظيم في المنطقة المتاخمة لقاعدة التنف، على الحدود السورية العراقية، حيث جاء في البيان: أن "موسكو تريد معرفة كيف عبر نحو 300 من متشددي التنظيم في شاحنات بيك أب، من منطقة تسيطر عليها الولايات المتحدة، وحاولوا إغلاق الطريق السريع بين دمشق ودير الزور، الذي كان يستخدم لإمداد القوات السورية".
مصادر خاصة من داخل مناطق سيطرة التنظيم بحوض اليرموك، جنوب سوريا، أكدت لـ"عربي21"؛ أن عشرات المقاتلين تمكنوا من الوصول مؤخرا إلى
حوض اليرموك بالجنوب، قادمين من مدينة الموصل العراقية ومن شمال وشرق سوريا، شغل البعض منهم مناصب قيادية، ومن بينهم خبراء في تصنيع المفخخات.
وقال المصدر: "التنظيم يخطط لمرحلة جديدة من التوسع، تشمل بلدات الشيخ سعد وإبطع وحيط ومساكن جلين". فبعد أن استطاع عناصره التمدد إلى أربع قرى، هي تسيل وعدوان وسحم الجولان وجلين"، والتي كانت تحت سيطرة فصائل
الجيش الحر، في منتصف شباط/ فبراير الماضي، بات بإمكانه التحرك بحرية أكبر، واستقدام المقاتلين القادمين من الشمال (الرقة وريف حلب) على دفعات، على الرغم من استمرار حصاره من قبل فصائل الجيش الحر.
أبو بلال الكناوي، أحد مقاتلي الجيش الحر من أبناء بلدة حيط التي يحاصرها التنظيم، قال لـ"عربي21"؛ إن فصائل الجيش الحر تنبهت لتلك التحركات، وتمكنت من اعتقال خلايا تابعة للتنظيم في بلدة ابطع، وبدأت بالتحضير لمعركة فك الحصار عن بلدة حيط.
وأضاف الكناوي: "تأكد حصول التنظيم على قواعد صواريخ كونكرس عن طريق تجار السلاح، نشرها في محيط البلدات التي يسيطر عليها، وظهرت نواياه بالسيطرة على مناطق جديدة بالتنسيق مع خلاياه المنشرة بريف
درعا الغربي، ما دفع الفصائل لشن هجوم مباغت صباح الخميس الماضي؛ على مواقعه في محاولة لفكّ الحصار عن بلدة حيط التي يحاصرها منذ ثمانية أشهر".
وأوضح أن "العملية تهدف بالدرجة الأولى لفتح طريق لبلدة حيط قبل دخول فصل الشتاء؛ كون أهالي البلدة المحاصرة يعتمدون في تأمين احتياجاتهم على طريق ضيق عبر وادي اليرموك، وهطول الأمطار في تلك المنطقة سيؤدي إلى إغلاقه تماما".