اتفقت دول
مجموعة السبع وعمالقة الإنترنت في العالم مثل "غوغل" و"فيسبوك"، الجمعة، على العمل معا لتكثيف الجهود لمنع نشر الدعاية الإسلامية المتطرفة على الإنترنت.
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي بعد اجتماع مع نظرائه في مجموعة السبع استمر يومين إن "هذه هي أولى الخطوات تجاه تحالف كبير باسم الحرية".
وأكد مينيتي أهمية الدور الذي يلعبه الإنترنت في "تجنيد وتدريب وتشدد" المتطرفين. وقال مسؤولون إن الاتفاق يهدف إلى إزالة المحتوى الجهادي من الإنترنت خلال ساعتين من نشره.
وقال القائم بأعمال وزير الداخلية الأمريكي إيلين دوك إن "أعداءنا يتحركون بسرعة التغريدة (على تويتر) ونحتاج أن نواجههم بالسرعة نفسها".
ومع اعترافها بالتقدم المحقق، شددت وزيرة الداخلية البريطانية امبر رود على ضرورة أن "تتحرك الشركات بشكل أسرع ليس فقط لإزالة المحتوى المتطرف، بل أيضا لمنع نشره أصلا".
وركز اجتماع المجموعة الذي عقد في فندق يطل على البحر في جزيرة اسكيا الإيطالية على سبل مواجهة واحد من أكبر التهديدات الأمنية التي تواجه الغرب ألا وهو العودة المحتملة للمقاتلين الأجانب إلى أوروبا عقب سقوط معاقل تنظيم الدولة.
وتوجه عشرات ألاف المواطنين من دول غربية إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف تنظيم الدولة بين 2014 و2016، عاد البعض منهم وشنوا هجمات أوقعت عشرات القتلى.
وحذر مينيتي الأسبوع الماضي من أن الجهاديين الذين يخططون لشن هجمات ثأرية في أوروبا بعد هزيمة الجهاديين في سوريا، ربما يتسللون إلى أوروبا على متن مراكب المهاجرين المنطلقة من ليبيا.
وعلى هامش الاجتماع، وقعت الولايات المتحدة وإيطاليا اتفاقا للتشارك في قواعد بيانات بصمات اليد في مسعى للكشف عن المتطرفين المحتملين الذين يتخفون في هيئة طالبي لجوء.
وتهدف "مذكرة التفاهم التقنية" الموقعة بينهما إلى كشف المشتبه بهم، والتفرقة بين المتهمين بأعمال جنائية والإرهابيين.
"الحد من التشدد"
والخميس، وعد رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك بتقديم دعم مالي أكبر للمساعدة في إغلاق طريق الهجرة المحفوف بالمخاطر من ليبيا إلى إيطاليا.
وقال توسك إن الاتحاد سيقدم "دعما أقوى لجهود إيطاليا مع السلطات الليبية" وإن هناك "فرصة حقيقية لإغلاق الطريق الرئيسي عبر المتوسط".
وتراجعت أعداد المهاجرين انطلاقا من سواحل ليبيا، بنسبة 20 بالمئة هذا العام.
ولعبت إيطاليا دورا رئيسيا في تدريب قوة خفر السواحل الليبيين على وقف تهريب البشر عبر مياهها الإقليمية، وفي التوصل إلى صفقات مثيرة للجدل مع ميليشيات ليبية لوقف انطلاق مراكب المهاجرين.
كما ناقش الوزراء أفكارا حول سبل معالجة مشكلة محاكمة العائدين، وسط تساؤلات حول نوعية الأدلة المستخدمة، وكيفية جمعها، وإذا ما كان يمكن استخدامها في المحاكم المحلية.
ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا لتقديم مزيد من الجهد بخصوص أمن الطيران، خصوصا عبر مشاركة بيانات المسافرين.
"البرامج الخبيثة للإرهاب"
ودعت مجموعة السبع -بريطانيا، كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، والولايات المتحدة- شركات الإنترنت العملاقة للعمل مع شركائها الأصغر لقيام درع إلكتروني ضد
التطرف.
وقال مينيتي: "إن علاقة تنظيم الدولة بالإنترنت مثل علاقة السمك بالمياه"، مشيرا إلى أنه حان الوقت لتطوير دواء لـ"برامجها الخبيثة للإرهاب".
وأوضحت الوزيرة رود أن الحكومة البريطانية ستقوم بدورها عبر تعديل القوانين بما يسمح بمعاقبة من يتابعون ويشاهدون المحتوى المتطرف على الإنترنت بعقوبات حبس تصل إلى 15 سنة.
لكن جوليان ريتشاردز الخبير في مركز جامعة باكنغهام لدراسات الأمن والاستخبارات أشار إلى أنه من غير المرجح أن تحذو باقي دول مجموعة السبع حذو بريطانيا في هذا المضمار.
وقال ريتشاردز إن "مقاربة بريطانيا الصعبة لتقديم إجراءات تشريعية تحاول أن تجبر الشركات على التعاون واقتراح فرض أحكام طويلة بالسجن على من يتشددون على الإنترنت، هي غالبا غير مستساغة أو حساسة سياسيا في دول متقدمة عديدة أخرى".
ويعقد وزراء دول مجموعة السبع جلسة العمل الثانية على جزيرة نابولي لمناقشة مكافحة "الإرهاب" على الإنترنت.