أفادت مجلة دير شبيغل الألمانية نقلا عن تقرير داخلي لحلف شمال الأطلسي، أن الحلف سيكون غير قادر على صد
هجوم روسي على جناحه الشرقي في حال حصوله.
وحددت الوثيقة التي حملت عنوان "تقرير حول التقدم في تعزيز قوة الردع والقدرة الدفاعية للحلف" أوجه قصور وثغرات عديدة في هذا المضمار.
وجاء فيها أن "قدرة حلف شمال الأطلسي على تقديم الدعم اللوجستي لقوة التدخل السريع في المنطقة الواسعة جدا التابعة للقيادة الأوروبية، قد تعرضت للضمور منذ نهاية الحرب الباردة".
وبالرغم من توسيع قوات الرد السريع التابعة للحلف، فإن ذلك لم ينجح بحسب التقرير بضمان قدرة "الرد بسرعة وبشكل مستدام في حال الضرورة".
وأشار التقرير أيضا إلى أن تقليص هيكلية القيادة منذ سقوط جدار برلين عام 1989، هو أحد الأسباب الرئيسية التي أضعفت قدرات الحلف الدفاعية.
ورفضت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونغيسكو التعليق على تقرير دير شبيغل، لكنها قالت إن قوات الحلف "تتمتع بجاهزية وقدرة على الانتشار أكثر من أي وقت مضى منذ عقود".
وقالت إن العمل "مستمر لضمان أن تبقى هيكلية قيادة
الحلف الأطلسي قوية"، وهو موضوع ستتم مناقشته خلال اجتماع وزراء الحلف الشهر المقبل.
وتراجعت العلاقات بين
روسيا وحلف شمال الأطلسي إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بسبب الأزمة الأوكرانية.
وبعد ضم روسيا للقرم عام 2014 علّق الحلف التعاون المدني والعسكري مع موسكو، وأعلنت أوكرانيا عن نيتها تقديم طلب للانضمام إلى صفوفه.
وسرّع الحلف أيضا التحضيرات للدفاع عن الدول الأعضاء في
أوروبا الشرقية، وضاعف حجم قوات الرد السريع ثلاث مرات، وأضاف إليها قوة جديدة يبلغ عددها 5 آلاف جندي للتدخل السريع.
وعزز الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة قواته في أوروبا الشرقية بأربع كتائب، مهمتها التصدي لأي مغامرة روسية مفاجئة في المنطقة.
ومع ذلك، فإن حلف شمال الأطلسي حافظ إلى حد ما على الحوار مع موسكو، ومن المقرر أن يلتقي سفراء الدول الـ29 الأعضاء في الحلف نظيرهم الروسي الخميس المقبل في بروكسل.