أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أنه سيسمح بنشر آلاف الوثائق السرية المتعلقة باغتيال جون إف. كينيدي، بعدما بقيت طوال عقود طي الكتمان.
وكتب ترامب صباحا على صفحته في موقع "تويتر": "شرط تسلم معلومات جديدة، سأسمح -بصفتي رئيسا- بفتح ملفات جي.إف.كاي، التي بقيت مغلقة فترة طويلة ومصنَّفة سرية".
ويغذِّي اغتيال الرئيس الأسبق، في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1963، في دالاس، الذي يعد لحظة مفصلية في تاريخ الولايات المتحدة، نظريات المؤامرة منذ عقود، حيث يشكك البعض في أن يكون لي هارفي أوزوالد المسؤول وحده عن العملية.
لذا، فإن نشر جميع الوثائق السرية المرتبطة بالعملية يعد خطوة انتظرها المؤرخون وأصحاب نظريات المؤامرة منذ مدة طويلة.
وجاء إعلان ترامب عقب تقارير أشارت إلى أنه لن يتم نشر جميع الملفات، على الأرجح لحماية مصادر استخباراتية على صلة بالقضية.
وسيتم نشر الملفات الخميس، أي بعد مرور نحو 54 عاما على اغتيال كينيدي، إلا في حال قرر الرئيس الأمريكي غير ذلك.
ونُشِرت ملايين الملفات السرية المرتبطة بكينيدي، بموجب قانون تم تمريره عام 1992، ردا على تزايد الدعوات من قبل العامة لكشف ملابسات الحادثة، في إثر صدور فيلم للمخرج أوليفر ستون عن الاغتيال كان مشبعا بنظريات المؤامرة.
ولكن القانون فرض حجزا مدته 25 عاما على نسبة قليلة من الملفات، تنقضي مدته في 26 أكتوبر/ تشرين الأول.
وتُقدِّر بعضُ التقارير عددَ الملفات التي تم التحفظ عليها بـ3100. وينتظر كذلك نشر النسخ الكاملة لعشرات الآلاف من الملفات التي بقيت أجزاء منها سرية.
وشكَّل اغتيال كينيدي (46 عاما) نقطة تحول بالنسبة للولايات المتحدة، إذ اتَّجهت البلاد إلى مرحلة من الاضطرابات المرتبطة بالحقوق المدنية وحرب فيتنام.
وخلص تحقيق جرى على مدى 10 أشهر، وأشرف عليه قاضي المحكمة العليا، إيرل وارين، إلى أن أوزوالد -وهو عنصر سابق في قوات "المارينز"، عاش في الاتحاد السوفيتي- تصرف بمفرده عندما أطلق النار على موكب كينيدي، وأصاب الرئيس بطلقتين في ظهره ورأسه.
وقتل أوزوالد، الذي ألقي القبض عليه، بعد يومين، أثناء نقله من سجن المدينة، بيد مالك ملهى ليلي يدعى جاك روبي.
لكن لجنة تحقيق خاصة تابعة لمجلس النواب خلصت عام 1979 إلى أن كينيدي "اغتيل على الأرجح نتيجة مؤامرة"، مرجِّحة أن شخصين أطلقا النار.
فيدل كاسترو والمافيا والاستخبارات السوفياتية!
ووجَّهت نظريات المؤامرة، التي برزت على مدى الأعوام، الاتهامَ إلى أطراف عديدين، بينهم فيدل كاسترو، والمافيا، والاستخبارات السوفيتية، والرئيس السابق ليندون جونسون، إضافة إلى وكالة الاستخبارات المركزية.
ودخل ترامب نفسه على خط الهوس الشعبي بالقضية خلال انتخابات العام الماضي الرئاسية، بحيث ربط بين والد منافسه الجمهوري آنذاك السيناتور تيد كروز واغتيال كينيدي.
وقال في مقابلة عبر الهاتف مع "فوكس نيوز"، في مايو/ أيار 2016، إن والد كروز "كان رفقة لي هارفي أوزوالد، قبل تعرُّض أوزوالد إلى إطلاق نار".
من جهته، وصف كروز اتهامات ترامب بأنها "جنون".
وفي هذا السياق، كتب عضو الكونغرس الديمقراطي، آدم شيف، تعليقا على إعلان ترامب، السبت، عبر "تويتر": "هل يعني ذلك أنه سيتم فضح والد تيد كروز؟".