تقام في الولايات المتحدة مسابقة "ملكة جمال المسنات" لكي تكون واجهة "للجوانب الإيجابية للشيخوخة" بمشاركة نساء تجاوز عمرهن الستين من مشارب الحياة المختلفة، من طبيبة نفسية ورئيسة شركة وموظفة سابقة في "السي آي إيه".
وقد فازت باللقب للعام 2017، الخميس، كارولين سلايد هاردن، وهي مغنية سابقة تبلغ 73 عاما في أحد فنادق أتلانتيك سيتي في نيو جيرزي المعروفة بانتشار الكازينوهات في أرجائها والعدد الكبير من المتقاعدين فيها.
وتقول سلاي هاردن: "إنها سن الأناقة وهي البداية وليست النهاية". وقد تألقت بفستانها الحرير وتسلحت بأصولها المحلية وبسمتها العريضة وبشرتها الرائعة لتفوز بالمسابقة بسهولة بعد سنتين على وفاة زوجها الذي أمضت معه أكثر من خمسين عاما. وهي كانت تحمل لقب ملكة جمال نيو جيرزي.
ويزخر نادي "ملكة جمال أمريكا للمسنات" مع كل هؤلاء النساء اللواتي بلغ بعضهن عمر التسعين، بتجارب السرطان والطلاق والترمل. وقد استحدثت المسابقة في العام 1971.
لا لملابس البحر
لكن مهما كانت المحن التي مررن بها، فإن هؤلاء النساء يجمعن على أن الأوان لم يفت للقيام بخطوات رقص قليلة والغناء وارتداء فستان براق. وتهدف المسابقة إلى "الترويج للجوانب الإيجابية للتقدم بالسن" في وقت يستمر فيه عدد
المسنين بالارتفاع في الولايات المتحدة. فعدد الذين هم فوق سن الخامسة والستين بلغ 47.8 مليون أمريكي في العام 2015، أي 15% من مجموع السكان.
ويرجح أن يرتفع هذا العدد إلى 98.2 مليونا بحلول العام 2060 (25%).
في مسابقة أتلانتيك سيتي، لا مرور بلباس البحر للمشاركات اللواتي أتين من كل الولايات الأمريكية، بل بفساتين رائعة وتسريحات شعر جميلة وتبرج متألق.
وعند مرور ملكة جمال فلوريدا يصرخ رجل عاليا وبفخر "هذه والدتي". وتوضع العلامات للمتسابقات في أربعة اختبارات. فثمة مقابلة ثم تلخيص في 35 ثانية "لفلسفتهن في الحياة" ومرور بالفستان وعرض "الموهبة".
فقد أثبتت ملكة جمال تينيسي أنها لا تزال ترقص مثل راقصة محترفة مع دوران والتفاف في حين غنت ملكة جمال ماساتشوستس وهي ترتدي تنورة لرقص "فرانش كان كان"، أغنية "مامبو إيطاليانو"، فيما كانت ملكة جمال فرجينيا تشبه جولي آندروز في فيلم "ساوندز أوف ميوزيك".
وشاركت في إحياء السهرة فرق راقصات مسنات هن أيضا، رقصن السوينغ بقبعات زهرية فيما أدت أخريات أغاني الراب بشعر أشقر مستعار وجوارب سوداء.
وصرخ رجل من آخر القاعة "رائع! رائع!". وتقول فرانسيس كورتيس جونسون (68 عاما) التي شاركت في المسابقة ممثلة العاصمة الفدرالية واشنطن "هوليوود لا تفكر إلا بالشباب. يجب أن ينظر إلى جمال
الشيخوخة. الحياة هي أن نتقدم في السن، علينا أن نتقبل ذلك وأن نستغله".
وتنوي كورتيس جونسون أن تستمر في عملها كأمينة سر إدارية حتى سن السبعين على الأقل.
"سندريلا"
بعض المشاركات معتادات على مسابقات الجمال فيما بعضهن الآخر يخضن المغامرة للمرة الأولى على غرار ملكة جمال أوريغون، دايان هيناسي باول (61 عاما)، وهي طبيبة نفسية متخصصة في أعراض ما بعد الصدمة ولا تزال تمارس عملها.
وتقول ضاحكة: "يرى الناس أني أشبه ساندريلا. لم افكر يوما اني جميلة!".
أما ملكة الجمال المتوجة كارولين سلايد هاردن، فترى أنه ما من حل سحري للبقاء متألقة حتى بعد تجاوز السبعين. وتقول سلايد هاردن وهي رئيسة شركة تمارس الرياضة صباح كل يوم: "ينبغي الصلاة والأكل بطريقة سليمة".
وهي أم لولدين وجدة لثلاثة أحفاد وكانت تغني في الستينيات وتعرف المغنية الشهيرة ديون وارويك، وتدير جوقة كانت تغني فيها ويتني هيوستن وهي طفلة. وتقول إن عبارة "
مسابقة جمال" تخيف الكثير من الناس "إلا أنها أكثر من ذلك بكثير، إنها الجمال الداخلي".
وبعد فوزها تأمل سلايد هاردن في التعريف بهذه المسابقة ومساعدة المسنين عبر الولايات المتحدة. ويدعمهما ولداها كل الدعم شرط "ألا أعتمر التاج في السوبرماركت".