قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، يوني بن مناحيم، إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تستغل اتفاق المصالحة مع حركة فتح من أجل السير قدما في تحقيق هدفها الرئيسي.
وأوضح بن مناحيم في مقال نشره موقع "نيوز1" الإسرائيلي، أن الهدف الرئيسي الذي تنوي حماس تحقيقه من خلال المصالحة الفلسطينية هو تدمير "دولة إسرائيل"
وأكد بن مناحيم أن كلا من رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، كل بطريقته بأن هدف اتفاق المصالحة مع فتح "ليس تبني خط أكثر نعومة تجاه إسرائيل على الطريق نحو نوع من التسوية الدبلوماسية وإنما تعبيد الطريق أمام حماس في سبيل "تدمير الكيان الصهيوني"".
واعتبر أن تصريحاتهما "تناقض الطريقة التي ما فتئت مصر تصور من خلالها اتفاق المصالحة في حديثها مع إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب".
واستطرد أن "قيادة حماس، والتي هيمن عليها الآن الجناح العسكري للحركة، ترى عملية المصالحة فرصة لتنسيق المواقف مع إيران وكسب القوة لاستئناف النضال ضد إسرائيل".
وبين أن قيادة حماس ليس لديها نية "للتحول نحو نهج أكثر اعتدالا في المواقف والأيديولوجيا، بل لقد عبر وفد حماس الذي توجه إلى إيران بقيادة العاروري عن تحديه لسياسة ترامب تجاه إيران وكذلك لمطب إسرائيل بأن تقطع حماس ارتباطاتها بآيات الله في طهران كجزء من المصالحة الفلسطينية".
واعتبر المحلل الإسرائيلي أن حماس حريصة على الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع إيران ومصر، موضحا أنها تريد من خلال العلاقة مع القاهرة من تخفيف الحصار المفروض على غزة والسماح بفتح معبر رفح بشكل دائم.
وبخصوص العلاقة مع إيران قال بن مناحيم، إن حماس حريصة على العلاقة مع طهران "حتى تتمكن من تلقي الأموال والأسلحة وتعزيز قدراتها الاقتصادية والعسكرية".
وادعى المحلل الإسرائيلي أن حماس تحاول التخلص من عبء تسيير قطاع غزة المنهك اقتصاديا من خلال المصالحة، "ومن خلال الموافقة على تقديم ما تعتبره تنازلات كبيرة بشأن عملية المصالحة مع السلطة الفلسطينية، تهدف حماس إلى نقل مسؤوليتها في أسرع وقت ممكن عن مصير مليونين من الفلسطينيين في غزة إلى الحكومة الفلسطينية التي يرأسها رامي الحمد الله".
وقال إن حماس تصرفت بمنتهى الذكاء من وجهة النظر الدبلوماسية والإعلامية، "حيث نجحت في خلق الانطباع وسط الشعب الفلسطيني بأنها خضعت لشروط السلطة الفلسطينية للتوصل إلى مصالحة وطنية. وبهذا يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد وقع في مصيدة حماس".
واعتبر أن إصرار عباس على الاستمرار في العقوبات المفروضة على قطاع غزة يخدم حماس ويحقق لها أغراضها، "إذ ذهبت تصوره على أنه هو الذي يسعى لإفشال عملية المصالحة".
واعتبر أن احتفاظ حماس بأسلحتها وبجناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام، "يعني أنها تبقى فعليا الجهة المتحكمة بغزة وبأنها تحتفظ بقدرتها الردعية في مواجهة إسرائيل دون تحمل المسؤولية بشكل رسمي عن مواطني القطاع، فقد تحولت المسؤولية عن مصيرهم إلى السلطة الفلسطينية".
وأشار إلى أن اتفاق المصالحة "يمكن حماس من تعزيز نفوذها داخل الضفة الغربية، حيث ستتمكن من الآن فصاعدا من ممارسة العمل السياسي هناك بشكل علني، وسيتوجب على السلطة الفلسطينية إطلاق سراح جميع معتقلي حماس المحتجزين داخل سجونها، والتوقف عن إلقاء القبض على نشطاء حماس، وكذلك تمكين الحركة من تنظيم المهرجانات والمؤتمرات والمظاهرات".
وأوضح أن إسرائيل ستجد صعوبة في تبرير الاستمرار في حصار غزة بمجرد أن تنتقل صلاحيات الحكم فيه إلى السلطة الفلسطينية، "ولا ريب في أن تحرير حماس من عبء إدارة غزة ومن المسؤولية عن مصير سكانها سوف يمكن الحركة من تحويل مواردها المالية نحو مزيد من التجهيزات العسكرية، بينما تعمل على تلميع صورتها كفصيل فلسطيني أساسي معارض يقود النضال المسلح ضد إسرائيل".
واستطرد "وفي المقابل، سوف يمكن ذلك حركة حماس من تقوية صلاتها بإيران ومن التنسيق معها في مواجهة الخطة الدبلوماسية التي يسعى إلى تحقيقها الرئيس ترامب (ما يسمى بصفقة القرن)، والذي يستمر حتى الآن في رفض مبدأ حل الدولتين".
وأردف "وبينما ينتقل الحكم المدني في غزة من حماس إلى السلطة الفلسطينية، تقوم حماس في نفس الوقت ببناءقاعدة جديدة لها في لبنان، حيث يسهل لها اتفاق المصالحة العودة إلى "محور الشر"، بعد ما وقع من خلاف مؤقت بين جناحها العسكري من جهة وإيران وسوريا من جهة أخرى، وهو الخلاف الناجم عن السياسة التي تبناها زعيم الحركة السياسي السابق خالد مشعل".
هكذا عرقلت إسرائيل "صفقة القرن" التي يخطط لها ترامب
محلل عسكري إسرائيلي يعلّق على اتفاق المصالحة.. بماذا وصفه؟
موقع إسرائيلي: السيسي حبيب الإسرائيليين.. لماذا غير موقفه؟