نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية مقابلة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أجرتها معه ثلاث مؤسسات إخبارية أمريكية يوم الثلاثاء.
وفيما يأتي نص المقابلة، التي ترجمتها "عربي21"، كما وردت في الصحيفة:
•كم هو عدد الجنود الأمريكيين هنا؟ وكم تتوقع بقاءهم، خاصة أن الحرب ضد تنظيم الدولة تسير نحو النهاية وتحت أي ظروف؟ وكذلك ما هي الوظيفة التي ستناط بهم مستقبلا؟
-وصل عدد الجنود الأمريكيين ذروته خلال معركة تحرير الموصل في محافظة نينوى، 5200 جندي على ما أعتقد، وبدأوا بتخفيض العدد الآن.
دورهم الحالي هو التدريب والدعم اللوجستي, وتوفير الغطاء الجوي لقواتنا, وستكون آخر مهماتنا تحرير غرب الأنبار، وتأمين الحدود مع سوريا, ومع إنهاء تلك المهمة لن تكون هناك حاجة للغطاء الجوي، لكن تبقى الحاجة في ثلاثة مجالات رئيسية الدعم اللوجستي والتدريب والتعاون الاستخباراتي.
لكن من المهم أن نتابع بعد هزيمة تنظيم الدولة عسكريا، حيث نخشى أن يكون بعض مقاتليه انتقلوا إلى بلدان أخرى.. لأننا نعرف أنهم ينتشرون وسيتسببون بمشكلات في أماكن أخرى، وليس من مصلحتنا ولا من مصلحة البلدان الأخرى أن يتجمع الإرهابيون مرة أخرى.
إلا أن ما يؤسف له هو أن بعض البلدان اعتقدت أنها تستطيع فصل أمنها عن أمن الآخرين.. يجب علينا العمل مع أصدقائنا في أمريكا وغيرها.. لإنهاء هذا الإرهاب، وبإمكاننا فعل ذلك.
•قامت القوات العراقية الأسبوع الماضي بالتقدم في شمال العراق لبسط السيطرة على مناطق، تدعي كل من بغداد وإقليم كردستان أحقيتها بها، وجاء هذا التحرك بعد أن أجرى الزعيم الكردي مسعود بارزاني استفتاء الاستقلال المثير للجدل في أيلول/ سبتمبر، فأين ستتوقف "القوات العراقية"؟ وهل انتهت هذه العملية عسكريا، أم أنها مستمرة؟
-لقد قلنا لهم علنا منذ الدعوة للاستفتاء في كردستان، كلنا مواطنون في بلد واحد، ولا يمكن أن ترسم خطا وتقول "سأحمي هذا بالدم"، هذا غير صحيح.
هناك عداوة كبيرة في البلد، وعلينا أن نصلح العلاقات بين المجتمعات، وكان توقيت (الاستفتاء) خطأ، ومن الخطأ أن يقرروا من جانب واحد بأنهم سينفصلون ويفرضون حدودا بالقوة.
أنا لست مؤيدا للحدود التي رسمت قبل 100 عام، وفرضت على المنطقة كلها، وأذكر أننا درسنا في المدارس أنها مؤامرة إمبريالية.
ولكن مرت 100 عام على تلك الحدود، وأقلم الناس حياتهم مع تلك الحدود، فإن كنت تريد تغييرها بالقوة، فإنك تدعو إلى سفك الدماء، وهو ما قد يؤدي إلى تفكك المنطقة كلها.
وحاليا نحن حريصون على عدم دخول مواجهة، وطلبنا واضح، المناطق المتنازع عليها يجب أن تكون تحت سيطرة الحكومة الفيدرالية، بموجب الدستور العراقي.
•لاحظنا تحركات لفتح علاقات مع السعودية، مثل إنشاء مجلس التنسيق السعودي العراقي.. فكيف تنظر صديقتكم الأخرى إيران إلى ذلك؟ وهل أصبحت العراق تؤدي دور الوسيط؟ وكيف يمكن لكم الموازنة بين هاتين القوتين؟
لدينا علاقات جيدة مع الجميع، ولا نؤدي دور الوسيط.
العراق بحاجة ماسة إلى الاستثمار، وللأسف فإن العراق اعتمد على مدى الخمسين عاما الماضية على النفط، الذي شكل 90% من دخله، ولذلك علينا إنشاء اقتصاد مواز لا يعتمد على النفط، والطريقة الوحيدة لبناء ذلك الاقتصاد هو بالتعاون مع الدول الأخرى.
علينا بناء علاقات قوية مع الشعوب، وليس فقط مع الحكومات، فإن كانت العلاقة بين حكومات، فإن المؤسف هو أن الزعماء يختلفون أحيانا لأسباب شخصية، وهذا قد يفسد العلاقة تماما.
ولكن أن تمت تقوية هذه العلاقة بوجود مستوى من التعاون يلامس مصالح الناس في البلدين فإنه سيكون من الصعب تخريب تلك العلاقة.
•لقد صححت وزير الخارجية الأمريكي يوم الأحد عندما قال إن على المليشيات الإيرانية "العودة إلى بلدها"،(حيث كان الكلام عن المليشيات الشيعية التي تدعمها إيران، والمعروفة باسم الحشد الشعبي)، فما هي رؤيتكم بالنسبة لقوات الحشد الشعبي، هل سيتم حلها أم أنها ستدمج مع الشرطة والجيش؟
-دعني أقول ابتداء إن هناك خلافا بين أمريكا وإيران منذ ثورة 1979، وهذا ليس من صنعنا.
لكن ما نقوله للجميع، بمن فيهم جيراننا الإيرانيون وأمريكا، الذين أصبحوا أصدقاءنا من خلال دعمنا في حربنا ضد اتظيم الدولة، بأننا نرحب بدعمهم، ونحب أن نعمل مع كل منكما، لكن نرجو ألا تأتيا بخلافاتكما إلى العراق.
ويجب ألا ندفع ثمن خلافات في أماكن أخرى
أما بالنسبة للحشد الشعبي، فيجب أن تصبح قوة رسمية تحت قيادة الحكومة العراقية، وتدين بالولاء للمسؤولين والمؤسسات، وليس للأحزاب السياسية أو أي قوى خارج العراق.
•هل سيكون البلد جاهزا للانتخابات "المقررة في نيسان/ أبريل"؟
-أجريت الانتخابات في 2005/ 2006 تحت ظروف أكثر صعوبة من الظروف التي نعيشها، وكانت تخضع مناطق كثيرة لسيطرة الإرهابيين في وقتها، لكن الانتخابات أجريت.
ولذلك أظن أننا في وضع أفضل بكثير من ذي قبل: فقبل نهاية العام ستكون البلد كلها تحت سيطرة الحكومة العراقية، وسيتم إجراء الانتخابات.
•ما هو حال الديمقراطية العراقية؟ وكم هي حقيقية هنا؟
-هذا سؤال كبير، كان من المفترض أن يكون "الربيع العربي" حركة ديمقراطية، وانتهى بفوضى في العالم العربي، وهناك طرف يحاول أن يوصل الرسالة الخاطئة لشعوب المنطقة، بأن الديمقراطية سيئة لهم.
أظن أن علينا أن نعمل معا مع الناس، أنا أعرف أن الديمقراطية مهددة، وليس فقط في العراق، لكن في كل مكان آخر في العالم، وقد يبدو هذا فلسفيا، لكن ذلك يقلقني، خاصة بعد أن شاهدت ماذا يمكن للإرهاب أن يفعل.
يجب أن تشرك الناس في اتخاذ القرار، وهذا ما نحاول تحقيقه هنا.
حققنا الآن انتصارا ضد الإرهابيين، الذين أرادوا خلق خلافات في المجتمع، لكن الانتصار الحقيقي هو أن نعكس ما فعلوه بالعمل معا.
أنا فخور بتعددية المجتمع العراقي وفيها تكمن قوتنا، هذا هو موروثنا وهؤلاء هم نحن، ويجب علينا حماية هذا والحفاظ عليه، وآمل أن يرى الآخرون في المنطقة هذا الأمر.