تتواصل في مدينة
بنغازي التي تخضع لسيطرة قوات عملية الكرامة بقيادة اللواء المتقاعد
خليفة حفتر، عمليات القتل والإعدام خارج إطار القانون، والخطف، والاعتقالات، والاغتيالات، والتعذيب، وسط تكتم من المنظمات الحقوقية والإنسانية والمؤسسات الإعلامية.
وشهدت بنغازي (شرق)، الخميس الماضي، جريمة إنسانية ليست الأولى من نوعها التي تشهدها المدينة مؤخرا، وذلك عندما عُثر على نحو 36 جثة مجهولة الهوية بالقرب من منطقة الأبيار جنوب غرب بنغازي.
وذكرت مصادر مقربة من الواقعة لـ"
عربي21"، أن هذه الجثث عثر عليها في طريق الكسرات الواقعة بين منطقتي الأبيار وسلوق بضواحي بنغازي، ووجدت مكبلة الأيدي وعليها أثار تعذيب وأعدمت بطلقات نارية في الرأس.
وأبدى العديد من النشطاء بمدينة بنغازي عبر صفحاتهم في "فيسبوك" و"تويتر"، استياءهم من هذه الجريمة التي تكررت عدة مرات في المدينة دون الإفصاح عن الفاعلين، مطالبين السلطات الأمنية بإجراء تحقيقات عاجلة والقبض على الفاعلين ومحاكمتهم.
جثث في اليوم ذاته
وفي اليوم ذاته، عُثر على جثة مجهولة الهوية ملقاة قرب طريق البحر بمنطقة توكرة شرق بنغازي، وقد نقلت هذه الجثة إلى ثلاجة حفظ الموتى بمركز بنغازي الطبي إلى حين التعرف على هويتها، بحسب ما نقل موقع قناة النبأ عن مصدر بالمركز.
في حين عُثر في يوم الخميس، أيضا، على جثة شخص يدعى إبراهيم ماري كرور الذي يبلغ من العمر 17 عاما، ملقى قرب سوق البدرية (المصرية) وسط مدينة بنغازي متعرضا للطعن، وقد جرى التعرف عليه من قبل خاله بعد أن قام بالبحث عنه منذ تغيبه وانقطاع الاتصال به قبل يومين من العثور عليه، وفق ما نشرت بوابة الوسط عن مصدر أمني.
وقائع لجثث أخرى
وعثرت الأجهزة الأمنية بمدينة بنغازي، في 28 من تشرين الأول/ أكتوبر 2016، على 10 جثث مجهولة الهوية مقتولة رميا بالرصاص، في "شارع الزيت" بمنطقة شبنة وسط المدينة.
وكشفت مصادر أمنية، عن العثور على 6 جثث مجهولة الهوية بشارع الزيت في منطقة شبنة في الثامن من آب/ أغسطس الماضي، حيث جرى نقلهم إلى مركز بنغازي الطبي، وكشفت مصادر طبية من هناك عن أن الجثث كانت مرمية بمكب للقمامة مقتولة رميا بالرصاص ومكبلة الأيدي.
وقبل ذلك، أعلن مركز بنغازي الطبي، عن تسلمه لجثة المواطن هانيبال الحاسي، بعد العثور عليها في شارع الزيت ببنغازي، ناهيك عن الجثث الأخرى التي يعثر عليها بشكل متفرق من حين لآخر في هذا الشارع الذي أصبح يشتهر بين المواطنين بالمدينة بـ"شارع الجثث".
وقد عُثر أيضا في 21 تموز/ يوليو من العام نفسه، على 14 جثة عليها آثار تعذيب، ملقاة على جانب طريق النهر قرب مبنى صندوق الضمان في منطقة الليثي ببنغازي، ولاقت هذه الحوادث إدانات من منظمات محلية ودولية، التي حملت الجهات المختصة بالمدينة المسؤولية عن ذلك، مطالبة إياها بإجراء تحقيق وتقديم الجناة إلى العدالة، ولكن دون جدوى.
الرئاسي يستنكر
من جانبه، استنكر
المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، بأقصى عبارات الإدانة الجريمة البشعة والعمل المروع الذي استهدف 36 شخصا جرى تعذيبهم وتصفيتهم وإلقاء جثثهم في منطقة الأبيار ببنغازي.
وأعلن المجلس في بيانه اليوم الأحد، عن البدء بالتحقيق العاجل بالتنسيق مع النيابة العامة للكشف عن ملابسات هذه الجريمة واعتقال مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.
وقال المجلس، إن هذا العمل البشع لا يقوم به سوى من تجرد من إنسانيته ومن كل التعاليم الدينية والقيم الاجتماعية ويتناقض تماما مع ما يتطلع إليه الشعب من بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تحافظ على حقوق الإنسان وتجرم القتل خارج نطاق القانون.
وعهد المجلس الرئاسي، أسر الضحايا الذين قضوا جراء هذا العمل الإجرامي البشع بأنها لن تمر دون عقاب رادع وقصاص مستحق طال الزمن أم قصر، بحسب البيان.
يذكر أنه قد عُثر مساء يوم الخميس الماضي على قرابة 36 جثة مجهولة الهوية مكبلة الأيدي وعليها أثار تعذيب وطلقات في الرأس، بالقرب من منطقة الأبيار جنوب غرب مدينة بنغازي.
حفتر يأمر بالقتل
وكان قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد ظهر خلال تسجيل مرئي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يوجه الأوامر بقتل جميع الأسرى وعدم احتجاز أي منهم في السجون.
ولم تتوصل الأجهزة الأمنية في المدينة إلى هوية الواقفين خلف هذه التفجيرات وعمليات القتل وغيرها من الجرائم التي اعتبرتها المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية جرائم حرب وضد الإنسانية ومخالفة للقوانين الدولية.
وكشف وكيل وزارة داخلية
حكومة الوفاق، فرج اقعيم، في تموز/ يونيو 2016، عن أن لديه معلومات عمّن "يقتل ويعتقل باسم الجيش في بنغازي? خصوصا في الأشهر الأخيرة? وهم يستخدمون المتطرفين كذريعة، إلا أن المتطرفين غير موجودين في بنغازي، ووجودهم ينحصر في محاور القتال في القوارشة والصابري"، وفق قوله.
وسبق لاقعيم، أن اتهم قادة الجيش الليبي في شرق البلاد، وعلى رأسهم خليفة حفتر بارتكاب
اغتيالات وجرائم قتل خارج نطاق القانون، وإخفاء المدنيين دون معرفة مصيرهم.
استياء
وعبر معظم أهالي مدينة بنغازي عن استيائهم على الجرائم المتكررة التي ترتكب في المدينة من وقت لآخر، في ظل صمت الأجهزة الأمنية بالمدينة التي كان يبني عليها أهالي المدينة الآمال لبسط الأمن وتحقيق العدالة في بنغازي، وخاصة بعد الوعود المتكررة عقب انطلاق عملية الكرامة من قائدها خليفة حفتر لتحقيق هذه الآمال.
وتشهد المدينة خلال هذه الفترة اشتباكات متقطعة من حين لآخر في منطقة سيدي أخريبيش التي تحاصرها قوات عملية الكرامة منذ أشهر لتمركز أفراد من قوات مجلس شورى ثوار بنغازي في تلك المنطقة.