نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأيادي الخفية الأمريكية والروسية التي تقف وراء حملة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن جميع الطرق التي تتعلق بمسألة "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" تؤدي بالضرورة إلى الاصطدام باسمين اثنين، وهما نايجل فاراج زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة، والمليونير البريطاني آرون بانكس.
ويعدّ هذان البريطانيان من أولى الشخصيات التي حظيت بفرصة استخدام مصعد برج ترامب. علاوة على ذلك، كان لفاراج وبانكس شرف مصافحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى قبل أن يصافح رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي.
وأوردت الصحيفة أن علاقة ترامب بهذه الشخصيات ليست حديثة، حيث تعود جذورها إلى فترات سابقة. وقد تكونت العلاقة التي تجمع ترامب بفاراج وبانكس بواسطة ستيف بانون مؤسس الموقع اليميني المتطرف "بريتبارت نيوز"، والخبير الإستراتيجي السابق لترامب. وساهم أيضا في نشوء هذه العلاقة الملياردير الأمريكي روبرت ميرسر، صاحب شركة "كامبريدج أناليتيكا"، المختصة في تحليل البيانات والتسويق. ومن المرجح أن هذه الشركة وظفت "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" من أجل خدمة حملة ترامب الانتخابية.
ونقلت الصحيفة على لسان عضو الكونغرس البريطاني، بن برادشو، خلال الأيام الماضية، أن "هناك مخاوف على نطاق واسع إزاء التدخل الأجنبي، خاصة الروسي، في صلب الديمقراطيات الأوروبية".
وفي هذا السياق، دعا هذا البرلماني إلى فتح تحقيق بشأن "المال المظلم" الذي شاب حملة "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وأكد برادشو على ضرورة البحث في حقيقة تمويل مجموعة "ليف. إي يو"، "الذراع" الدعائية لفاراج وبانكس، خلال استفتاء انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويكتسي هذا الجانب أهمية فائقة؛ نظرا لأنه كان لهذه المجموعة تأثير حاسم في ترجيح كفة الميزان لصالح انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأوردت الصحيفة أن برادشو أكد، على ضوء الأبحاث التي يقوم بها معهد الأبحاث "أوبن يوروب" حول مسألة التمويلات ومساهمة بانكس في قضية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن "على اللجنة الانتخابية دراسة المعلومات الواردة إليها بعناية فائقة". وأضاف برادشو أنه "في ظل دور الكرملين وتأثيره الحاسم على انتخابات بلدان أخرى، يجب التأكد من أن مصادر تمويل حملة الاستفتاء قانونية، وليست متأتية من مصادر مشبوهة".
وأضافت الصحيفة أن آرون بانكس، الذي كان يعد بمثابة "الصندوق الذي يضخ المال" لفائدة حزب استقلال المملكة المتحدة، متزوج من الروسية إيكاترينا باديرينا. وخلال هذه السنة، انسحب بانكس من حزبه البريطاني، وأسس النسخة البريطانية من صحيفة بريتبارت. وتجدر الإشارة إلى أن الاستخبارات البريطانية حققت في إحدى المناسبات مع زوج باديرينا السابق؛ بسبب الاشتباه في عمله لصالح الحكومة الروسية.
وأقرت الصحيفة بأن شريك بانكس السياسي، نايجل فاراج، واصل وحده مسيرة الدفاع عن انسحاب بريطانيا، على الرغم من أن مكتب التحقيق الفيدرالي اعتبر أنه من الأشخاص الذين قد يتم التحقيق معهم على خلفية قضية روسيا غيت. أما بالنسبة للزعيم السابق لحزب استقلال المملكة المتحدة، آرون بانكس، فقد كان له لقاء خلال زياراته المتكررة إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع دانا روهراباشر، عضو الكونغرس الأمريكي، المفضلة لدى بوتين. أما في موسكو فقد كان لبانكس لقاء مع المحامية المقربة من الكرملين، ناتاليا فيسلنيتسكايا.
وأوضحت الصحيفة أن فاراج لم يخف إعجابه ببوتين، مع العلم أن هذا الأمر لا يعدّ سريا البتة. وتبعا لذلك، تم انتداب المدافع عن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي للعمل في قناة "آر تي"، ليطلق من خلالها هجماته التحريضية ضد الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الأخيرة. ومن الجوانب الغامضة حول فاراج، لقاءه مع مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج في السفارة الإكوادورية.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن نايجل فاراج سارع إلى تبرير اللقاء الذي جمعه بأسانج، ونفى تماما كونه جزءا من مؤامرة أو وسيطا في أي مسائل شائكة. في المقابل، أكدت الكاتبة والصحفية البريطانية كارول كادوالادر، في مقال لها على صحيفة الغارديان، أن هناك تحالفا "دنيئا" يجمع بين ترامب وبانون وأسانج وفاراج.
بازفيد: أكثر من 126 مليون أمريكي ربما تعرضوا لدعاية روسيا
روسيا وأوروبا.. غريمان يدافعان عن الاتفاق النووي الإيراني
التايمز: هكذا تتسابق القوى الأجنبية على تقسيم سوريا