نفت رئيسة المجلس الثوري المصري، مها عزام، ما نشرته وسائل إعلام مؤيدة للنظام المصري بشأن علاقتها بقضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، قائلة: "ليست لي أي علاقة لا من قريب أو بعيد بهذا الأمر، فلم أقابل ريجيني في حياتي قط، ولم أشارك في الإشراف على أبحاثه أو حتى توجيهه بأي صورة من الصور، فضلا عن أنني لست أستاذة في جامعة كامبريدج البريطانية".
وأكدت في تصريح لـ"عربي21" ما وصفتها بالأكاذيب والمغالطات الفجة التي روّجها الإعلام المصري الذي قالت إنه "لا يتمتع بأي قدر من المهنية أو المصداقية، وما هي إلا محاولة يائسة لإبعاد سلطة الانقلاب عن مسؤوليتها عن قتل ريجيني ومحاولة للتبرؤ من دمه".
ونفت "عزام" الأخبار التي تم تداولها بشأن طلب المدعي العام الإيطالي التحقيق معها في قضية "ريجيني"، قائلة: "هذا أيضا محض افتراء وكذب، لأن الاسم المذكور في الصحف الإيطالية هو الدكتورة مها عبد الرحمن أستاذة العلوم السياسية في جامعة كامبريدج ولست أنا المعنية، ولم تتم مساءلتي مطلقا سواء في بريطانيا أو إيطاليا بخصوص ريجيني أو غيره".
وأضافت: "ما يؤكد هذا، التصريح الذي أدلى به المتحدث باسم جامعة كامبريدج لجريدة التليجراف البريطانية، والذي رفض فيه مثول مها عبد الرحمن، وليس مها عزام أمام المدعي العام الإيطالي".
وناشدت رئيسة المجلس الثوري المصري وسائل الإعلام التي وصفتها بالمهنية والحرة في الداخل والخارج بـ"تحري الدقة في نقل الأخبار وترجمتها بشكل صحيح قبل الزجّ بأسماء الأحرار في أخبار كاذبة أو ادعاءات باطلة".
اقرأ أيضا: أسرة ريجيني تستنكر مطاردة مستشاريها ومحاميها في مصر
يُذكر أن قاضيان إيطاليان يُحقِّقان في اغتيال الطالب جوليو ريجيني بالقاهرة أصدرا أمر تحقيق أوروبي يطلب مقابلة مشرفته في جامعة كامبريدج، الدكتورة مها عبد الرحمن، وطلبا الاستجواب الرسمي والاطلاع على تفاصيل سجل هاتفها.
وذكرت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية، الخميس الماضي، أن محادثات لم يُكشف عنها من قبل تشير إلى أن الباحث شعر أنه دُفع لإجراء بحث حساس عن النقابات المهنية المصرية، بحسب ما نقلته صحيفة "The Telegraph"البريطانية.
وكان رئيس وزراء إيطاليا السابق ماتيو رينزي ذكر في وقت سابق أن جامعة كامبريدج يمكن أن تقوم بالمزيد للمساعدة في التحقيق في مقتل أحد خريجيها في القاهرة، قائلا: "نريد حقا الحقيقة حول جوليو ريجيني. الحقيقة، فقط".
وقال متحدثٌ باسم جامعة كامبريدج: "لن نرد على التكهنات المثيرة وغير المفيدة. لقد عبّرت الدكتورة مها عبد الرحمن مرارا عن استعدادها للتعاون بصورة كاملة مع المحققين الإيطاليين".
وأضاف: "لم نتلق بعد الطلب الرسمي كي تُدلي بشهادتها، ونتطلّع لتلقي طلب بأسرع وقت ممكن، كما طالبنا مرارا. وسيكون حديث الدكتورة مها عبد الرحمن في وسائل الإعلام قبل الإدلاء بشهادتها للسلطات الإيطالية أمرا غير ملائم تماما وينتهك عملية التحقيق".
وأَكدت تقارير إيطالية أن مسؤولا بإحدى النقابات المهنية، كان يعمل في نفس الوقت كمخبر أمنيّ، قد التقط مقطع فيديو لريجيني والتقط صورا له في اليوم نفسه. واختفى ريجيني بعد ذلك بـ 18 يوما.
وسافر ريجيني إلى مصر في عام 2015 لجمع المصادر والمواد اللازمة، حيث كان يعمل على ورقة بحثية عن النقابات المستقلة في القاهرة، وفي 25 كانون الثاني/ يناير 2016، بات في عداد المفقودين.
وعُثِر على جثته نصف العارية في 3 شباط/ فبراير بجانب أحد الطرق السريعة في القاهرة. وبعد إعادة جثته إلى إيطاليا، وجد أخصائيو الأمراض أنه تعرّض للتعذيب لعدة أيام.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد نقلت في وقت سابق من هذا العام عن مصدر سابق بإدارة أوباما قوله إن الولايات المتحدة أبلغت إيطاليا أن أجهزة الأمن المصرية عذَّبت "ريجيني".
صادم.. مئات آلاف المواليد سنويا لأمهات قاصرات في مصر
منظمات وقوى مصرية تدشن الموجة الثانية من حملة "إعدام إنسان"