نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للصحافي ماكس بيراك، يقول فيه إن قيام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتجميع السلطة في يده فيه خطورة قد تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن، حيث يقوم التحالف السعودي بخوض قتال مع الحوثيين المرتبطين بإيران لأكثر من عامين.
ويشير التقرير ، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ولي العهد قال يوم الأحد، بعد أن قام بعملية تطهير ضد أبناء عمومته من العائلة المالكة من المناصب الرسمية العليا، إن قوات التحالف ستقوم بإغلاق المرافئ اليمنية كلها، البرية والبحرية والجوية.
ويلفت الكاتب إلى أن هذا التحرك جاء بعد أن أطلق الحوثيون صاروخا بالستيا على العاصمة السعودية الرياض، مشيرا إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية كان قيد الوصول إلى المرافئ اليمنية، حيث أن هناك خشية من أن إغلاقا تاما سيؤدي إلى انتشار المجاعات على نطاق واسع.
وتذكر الصحيفة أن تحالفا تقوده السعودية تدخل في الحرب الأهلية اليمنية عام 2015، بعد أن سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، لافتة إلى أن التحالف دمر منذ ذلك الحين معظم الاقتصاد اليمني والبنية التحتية، حيث ينظر إلى الأمير محمد على أنه مهندس الحرب في اليمن.
وينوه التقرير إلى أن هناك حوالي 7 ملايين يمني الآن على شفير المجاعة، بحسب منظمات الإغاثة، و10 ملايين آخرين لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم الآتية، بالإضافة إلى انتشار وباء الكوليرا بشكل لا يمكن السيطرة عليه، حيث أن هناك أكثر من 800 ألف حالة أبلغ عنها، وهناك مخاوف من أن الرقم سيتجاوز المليون مع نهاية العام، مشيرا إلى مقتل أكثر من 10 آلاف مدني، كثير منهم في غارات التحالف.
وينقل بيراك عن مستشار السياسات الإنسانية لدى منظمة "أوكسفام" سكوت بول، الذي عمل في اليمن، قوله: "إن فكرة المزيد من القيود في اليمن هي مصدر قلق كبير.. وقد تكون هذه القيود مجرد تغير صغير، لكنها قد تكون أيضا تغيرا كبيرا".
وتورد الصحيفة نقلا عن السلطات السعودية، قولها إن القيود الجديدة التي ستفرضها تهدف إلى منع منافستها إيران من تزويد الحوثيين بالأسلحة، حيث تنكر إيران تماما أنها تسلح الحوثيين الذين يقولون إن الصاروخ الشبيه بصاروخ بركان الإيراني مصنع في اليمن، مشيرة إلى أن السعوديين تمكنوا من إسقاط الصاروخ الذي أطلق باتجاه الرياض يوم الأحد، ولم يتم التبليغ عن أي إصابات.
ويقول الكاتب: "قد يكون رد فعل السعودية ببساطة توبيخا علنيا لإيران بعد الهجوم الصاروخي، لكن بعض المسؤولين في المنظمات الإنسانية وصفوه بأنه مثال آخر على قيام الرياض بفرض عقوبات جماعية على اليمنيين، في محاولة منهم لكسر شوكة الحوثيين، وبالرغم من امتلاكهم لترسانة عسكرية كبيرة، معظمها تم شرؤاها من أمريكا، إلا أن السعوديين يقاتلون في حرب استنزاف ضد الحوثيين".
ويورد التقرير نقلا عن منظمات الإغاثة، قولها إن إغلاق المرافئ قد يضع المقاتلين الحوثيين في مواجهة مع المدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها، ما سيتسبب باقتتال على المؤن المحدودة، بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار الطعام سيضطر الحوثيين لصرف المزيد من نقودهم على الطعام بدل الأسلحة.
وتبين الصحيفة أنه يمكن لهذه الخطوة أن توقف الحركة من وإلى أهم ميناء بحري في الحديدة قبل هجوم عسكري لأخذه من الحوثيين، حيث يشكل ميناء الحديدة نقطة دخول معظم المساعدات الموجهة للشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون.
ويفيد بيراك بأن الطعام متوفر في معظم الأسواق اليمنية، إلا أن الحصار الذي تفرضه السعودية جعل استيراده مكلفا للمستوردين، ونتيجة لهذا فإن معظم اليمنيين لا يستطيعون شراءه، لافتا إلى أن المساعدات الإنسانية تشكل شريان حياة لما لا يقل عن ثلثي السكان في اليمن.
وبحسب التقرير، فإن مطار اليمن الرئيسي في صنعاء بقي مغلقا لأكثر من عام من قوات التحالف التي تقودها السعودي، حيث تقول منظمات الإغاثة إن عدد الناس الذين ماتوا بسبب هذه القيود أكثر ممن قتل في غارات التحالف.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن المدير المحلي لفرع مجلس اللاجئين النرويجي في اليمن معتصم حمدان، قال في بيان له الشهر الماضي: "إن منع سفر اليمنيين حكم على الآلاف بالموت من أمراض يمكن التشافي منها.. فبالإضافة إلى الغارات والكوليرا، تدمر الحرب في اليمن حياة اليمنيين على الأصعدة كلها".
فورين بوليسي: الملك سلمان وابنه يعيدان الحكم لمركزية ابن سعود
واشنطن بوست: السعودية على منعطف طريق وعلامات استفهام على الخلافة
ذا أتلانتك: الصراع على العرش السعودي يجري علنا