سجلت العملة الإلكترونية "بتكوين" قفزات كبيرة في قيمتها السعرية مقابل الدولار، خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد أن تجاوزت حاجز الـ 7 آلاف دولار، مقابل 800 دولار في بداية العام الجاري.
وفي أسرع تطبيق عملي لانتشار العملة الإليكترونية والتفاعل الجماهيري معها، أعلنت روضة أطفال في مدينة نيويورك قبولها الحصول على الرسوم الدراسية بـ"البتكوين"، لتجنب نظام الدفع التقليدي بكروت الائتمان، وفقا لـ"بيزنس إنسايدر".
وقال رئيس الروضة، ماركو تشيوكا: "إن الروضة لن تربح من تقلبات السوق لأنها ترغب فقط في تسهيل المدفوعات للآباء"، مشيرا إلى أن "هناك رسوم معاملات بحوالي 1%، وهو ما يقل عن 2% أو 3% و4% في بعض كروت الائتمان".
اقرأ أيضا: من يقف وراء تسارع ارتفاع سعر العملات الإلكترونية؟
وتوقع كبير المحللين الاستراتيجيين بمصرف "دويتشه بنك" الألماني أن يشهد العالم قريبا "بداية نهاية النقود التقليدية".
ويرى المحلل لدى المصرف الألماني، جيم ريد، أن النظام النقدي الحالي يمكن أن يبدأ في الانهيار خلال العقد المقبل، الأمر الذي يخلق مناخًا مشجعًا على ظهور نظام بديل للعملة.
في المقابل، حذر محللون اقتصاد في تصريحات لـ "عربي21" من عمليات احتيال قد يتعرض لها المتعاملون بالعملات الإلكترونية، مرجحين زيادة الإقبال الجماهيري على التعامل بها خلال الفترة المقبلة، وخاصة من قبل الأفراد الذين يستهدفون تحقيق أرباح سريعة.
وأكدوا أن العملات الإلكترونية لا تخضع لسلطات رقابية أو وقوانين تحكمها، فضلا عن الغموض والسرية التي تكتنف عملية انتشارها والارتفاعات القياسية في قيمتها.
وقدر موقع "كوين ديسك"، الأميركي، المتخصص في رصد سعر العملات الرقمية، حجم التجارة في العملة "الرقمية بتكوين" حاليا بأكثر من 90 مليار دولار، وهو ما يعني أنها أصبحت أكبر من موجودات العديد من الشركات الأميركية الكبرى التي تصنع مؤشرات الأسهم الأميركية.
اقرأ أيضا: كيف علق "المركزي الأوروبي" على قفزات "بيتكوين" الصاروخية؟
أما موقع "ماركت كاب. دوت كوم" الأميركي، المتخصص في أسعار الصرف، فذكر يوم الجمعة، أن حجم رأس المال السوقي لعملة بتكوين بلغ 96.7 مليار دولار، في أعقاب الارتفاع الأخير في سعرها. وهو ما يعني أنها باتت من حيث حجم رأس المال السوقي أكبر من مصرف "غولدمان ساكس" المقدر رأس ماله السوقي بحوالى 92.9 مليار دولار ومصرف "مورغان ستانلي" المقدر بحوالى 89.1 مليار دولار.
وتأتي هذه التوقعات في الوقت الذي يتزايد فيه الاهتمام بالعملات الرقمية، لا سيما "بتكوين" التي تم تطويرها في الأصل اعتمادا على نظام النقد الإلكتروني "الند للند"، والتي من شأنها تحرير مستخدميها من الخضوع للعملات التقليدية التي تسيطر عليها الدول وتتآكل قيمتها مع نمو التضخم.
وفي الوقت الذي تحقق فيه "البتكوين" أرباحا تفوقت على جميع أدوات الاستثمار العالمية، فإن الكثير من المحللين الماليين لا يزالون متشككين في أنها ستحقق هذا الحضور القوي والاعتماد على نطاق واسع كي تصبح عملة تستخدم في المعاملات اليومية.
وقال الخبير في العملات الإلكترونية روبرت ويلسون، إن "العملات الورقية عند ظهورها شهدت أيضا معارضة شديدة، لأن الوسيط الذي اعتاد الناس على استخدامه في التداول كان الذهب، ومن ثم فإن إحلال الورق محل الذهب يبدو أمرا غير مستساغ أو مقبول اقتصاديا، وذلك على الرغم من أن العملات الورقية كانت مضمونة بغطاء ذهبي في ذلك الوقت، ورغم ذلك لم تلق ترحيبا، وهذا تماما وضع العملات الافتراضية".
اقرأ أيضا: هل تغير عملة "بتكوين" نظام الاقتصاد العالمي؟.. تعرف عليها
وأضاف: "العملات الإلكترونية في الوقت الراهن مثل "بتكوين" تشكل تحديا ضئيلا أو لا يذكر للعملات الورقية وللنظام المصرفي القائم على البنوك المركزية"، مؤكدا أن العملات الإلكترونية متقلبة جدا، ومحفوفة بالمخاطر.
وأوضح ويلسون أن "التكنولوجيا المستخدمة في التنقيب عنها وإصدارها معقدة جدا، ولا تتمتع بالشفافية المطلوبة بالنسبة لكثير من المنظمين، بل إن بعض التكنولوجيات المستخدمة في إصدارها يمكن اختراقها" لافتا إلى أن "هذا يطيل الأمد الزمني لانتشارها وحلولها محل العملات التقليدية ولكنه لن يمنعه، وهذه مسألة وقت".
"بيتكوين" تقفز 20 بالمائة في ستة أيام وتزحف صوب 7 ألاف دولار
وزير الاقتصاد التركي يوضح حقيقة انخفاض الليرة أمام الدولار