لم تتوقف محاولات المليشيات الإيرانية لتعزيز تواجدها جنوب سوريا خلال السنوات الماضية، بالرغم من التوافق الدولي على ضرورة إبعادها عن الحدود الأردنية، وعدم السماح لها بالتواجد بالقرب من الشريط الحدودي مع الجولان المحتل.
وكانت الدول المؤثرة جنوب سوريا دعمت فصائل المعارضة لإيقاف تمدد تلك المليشيات الإيرانية باتجاه الحدود السورية-الأردنية، والحدود مع الجولان المحتل بعدما باتت على بعد بضعة كيلومترات منها أواخر حزيران الماضي.
ويتركز تواجد مئات العناصر الإيرانية جنوب سوريا في مدينة درعا ومنطقة مثلث الموت بريف القنيطرة الشمالي، إلا أن انتشار قوات روسية في تلك المناطق خلال العام الحالي حد من سلطتها، ما دفعها لابتكار طرق جديدة للالتفاف على تلك التوافقات.
وشهدت محافظة درعا تشكيل اللواء 313 التابع للحرس الثوري الإيراني خلال الأشهر القليلة الماضية، بهدف تجنيد أكبر عدد من الشباب في صفوفه، خاصة من المطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية في صفوف جيش النظام.
أحد الشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية ويدعى علي المصري هرب من مدينة درعا باتجاه مناطق سيطرة المعارضة وروى لـ"عربي21" ما حدث مع بعض رفاقه قائلا: "اختار رفاقي الالتحاق بهذا التشكيل الجديد لدرايتهم بأن وجودهم ضمن صفوفه سيؤمن لهم الحماية من الخدمة في صفوف الجيش النظامي، وبالتالي سيضمن بقاءهم ضمن محافظتهم ولن يتم اقتيادهم إلى جبهات القتال في باقي المحافظات".
وتابع المصري: "يتم الانتساب إلى هذا التشكيل في مقر اللواء 313 الواقع في مدينة إزرع، ويحصل المنتسبون على بطاقة تحمل شعار الحرس الثوري الإيراني كميزة تضمن لهم التنقل دون تعرض قوات النظام لهم، ثم يخضع المنتسبون إلى دورات تدريبية في مدينتي إزرع والشيخ مسكين ويتقاضون رواتب شهرية قد تصل إلى 200 دولار أمريكي".
بالمقابل، قلل قياديون في الجيش الحر من أهمية تلك الخطوة بالقول: "لن تؤثر تلك الخطوة على المجريات الميدانية، لأن أغلب المنتسبين لتلك التشكيلات هدفهم الهروب من الخدمة في جيش النظام وليس القتال"، مشيرين إلى أن حزب الله عمل على تجنيد الشباب بنفس الطريقة في محافظي درعاو السويداء دون أن يحدث ذلك أثرا خلال المعارك الأخيرة بحي المنشية بدرعا البلد، حيث تكبد الحزب خسائر فادحة في صفوفه، واظطر للانسحاب من المعركة والرضوخ لهدنة التاسع من تموز الماضي".
يذكر أن محاولات المليشيات الطائفية الإيرانية فرض نفسها جنوب سوريا لم تقتصر على تجنيد الشباب ضمن صفوفها، وتجاوزته باحتلال عدد من القرى والبلدات وتهجير أهلها كما حدث في منطقة مثلث الموت أواخر عام 2016 .