تمكنت قوات النظام بوقت نسبي من السيطرة على آخر معاقل "تنظيم الدولة"، وهي مدينة البوكمال السورية على الحدود العراقية السورية، ولم يصمد التنظيم في هذه المعركة كثيرا.
وحول المناطق التي سيتوجه إليها التنظيم الآن، يقول صهيب جابر الصحفي في "شبكة فرات بوست": "انتقل عناصر تنظيم الدولة بعد سيطرة قوات النظام على البوكمال إلى الضفة الشمالية الشرقية لنهر الفرات، وأجزاء مما تبقى له في الريف الشرقي وضفة الشامية وهي مدن العشارة وأجزاء من القورية وقرى الشعيطات، وتجمع عناصر التنظيم المحليين في منطقة السكرية بمحيط البوكمال، واستهدفوا الميليشيات الإيرانية اليوم صباحا بأربع عربات مفخخة".
وقال الصحفي في حديث لـ"عربي21": "الحصار مطبق على عناصر تنظيم الدولة الآن في الضفة الشامية لنهر الفرات، وهو حصار مطبق من النظام في نفس الضفة والقوات الكردية من الضفة المقابلة".
ويرجح الصحفي في حديثه أن التنظيم سيتبع سياسة الهجمات المباغتة بعرباته المفخخة والتفجيرات، كما حدث في محيط حقل كونيكو منذ ثلاثة أيام، وكما حدث أيضا منذ خمسة أيام في محيط الميادين، وهو ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 عنصرا من النظام.
وأكد أنه لا يمكن تحديد عدد عناصر التنظيم في دير الزور حاليا نظرا لاختفاء العشرات منهم في البادية بالإضافة لمن انسحبوا إلى وادي الفرات ضمن الأراضي العراقية، لكنها تبلغ أقل من ربع العدد الذي كان في صفوف التنظيم في العام 2014.
وعن المساحة الجغرافية التي بقيت تحت سيطرة التنظيم، يقول جابر: "المنطقة التي بقيت تحت سيطرة التنظيم في سوريا تقدر بأقل 5% من الأراضي السورية، وأقل من 3% من ديرالزور".
أما عن أوضاع المدنيين في مناطق دير الزور، يقول الصحفي في "شبكة فرات بوست": "المدنيون هم ضحية كل الجهات، فقوات "قسد" تستهدفهم بقناصين في الريف الشمالي لدير الزور، وتمنعهم من العبور إلى مناطق نفوذها، ومن حالفه الحظ بالعبور يموت جوعا أو بسبب نقص الرعاية الطبية في مخيمات الموت التي تديرها القوات الكردية".
وأضاف أن قوات النظام نفذت إعدامات ميدانية بحق عشرات المدنيين، إضافة إلى الحصار المفروض على المدنيين في حويجة كاطع "جزيرة نهرية على مشارف مدينة دير الزور"، وهذا الحصار مفروض عليهم منذ 6 أيام وهناك قتلى من الأطفال والنساء.
وفي هذا الصدد، يرى الكاتب والباحث في شؤون الجماعات الجهادية شمس الدين النقاز، أن تنظيم الدولة في الفترة الأخيرة بدأ يعاني من انهيارات متسارعة فقد أصبح تنظيم الدولة في وضعية حرجة وصار غير قادر على الصمود في مناطق تواجده، لأن في ذلك استنزافا رهيبا له في العدة والعتاد والمقاتلين خاصة مع وجود مؤشرات تؤكد أن الأخير يعاني بعد انسحابه من مناطق سيطرته التي كانت منطلقا لتجنيد المقاتلين الجدد ومضافات للمقاتلين الأجانب.
وقال الكاتب في حديث لـ"عربي21": "تبقى هناك مسألة مهمة وهي أن التنظيم انتقل من مرحلة حرب الجيوش المباشرة إلى حرب العصابات واستنزاف الخصوم، إضافة إلى وضع الأطراف المتصارعة على الساحة السورية على خطوط مواجهات مباشرة رجاء حصول الاشتباكات فيما بينهم".
وأكد أن تنظيم الدولة سيتوجه في الفترة الأخيرة إلى الصحراء والحدود السورية العراقية الشاسعة جدا، فهي ملاذهم ومركز لانطلاق عملياتهم المستقبلية.
واعتبر أن الهزائم التي يعاني منها التنظيم ليست آنية بل لها أسباب منذ انطلاق عمليات التحالف، فهزائم تنظيم الدولة أمام النظام لا تعتبر سريعة حسب قراءتي لمجريات الأحداث، فهزيمته استغرقت أكثر من أربع سنوات شاركت فيها كل القوى الإقليمية والدولية، ناهيك عن تحالف دولي يعتبر الأكبر في تاريخ التدخلات العسكرية الخارجية.
وأشار إلى أن استراتيجية تنظيم الدولة انتقلت منذ أشهر إلى حرب العصابات، والانطلاق من الصحراء أو الاعتماد على الخلايا النائمة لتنفيذ تفجيرات وعمليات تصفية منتقاة بدقة.
وحول الانعكاسات المتوقعة بعد البوكمال على مناطق المعارضة وخاصة معركة إدلب التي يهدد النظام باقترابها، يقول الكاتب: "إن السيطرة على البوكمال ستكون ضربة كبيرة لهيئة تحرير الشام لأن قوات النظام أصبحت الآن تنتظر الضوء الأخضر التركي للقيام بعملية عسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة، ولكن ذلك صعب في الوقت الراهن مادام الاتفاق الروسي التركي مؤجلا بشأن إدلب".
وفي هذا الإطار، كان القيادي الإيراني علي ولايتي صرح، أن إيران مع النظام السوري ستبدأ معركة للسيطرة على إدلب بعد ما سماه تطهير الشرق السوري.
وبخصوص هذا الموضوع، يرى القيادي المقرب من الجهادين الملقب "أبو همام الشامي"، أن سيطرة النظام على مدينة البوكمال ستكون لها تبعات على مناطق تحرير الشام، وأن المعركة معها اقتربت.
وقال القيادي في حديث لـ"عربي21": "تنظيم الدولة انهار عمليا، وسيتحول لتنظيم كما كان وسيقوم بحرب عصابات لكنها غير مجدية في الصراع القادم إلا إذا كانت ضرباتها منسقة مع تحرير الشام والمعارضة، حيث ستقوم قوات النظام بمعارك ضد فصائل المعارضة، وهنا يجب أن يستغل التنظيم انشغال النظام ضد الفصائل، والعكس يجب أن تقوم الفصائل بالاستفادة من ذلك".
واعتبر أنه بعد طي ملف التنظيم في الشرق السوري بقيادة أشهر ضباط النظام سهيل الحسن، فإن الأخير سيقود المعارك ضد تحرير الشام وفصائل المعارضة وهذا سيكون قريبا.
مقتل 16 مدنيا بينهم أطفال بغارات على دير الزور
بعيدا عن الجبهة.. متطوعون من الرقة يحلمون بإعادة إعمار مدينتهم
هل اشترى نظام الأسد القمح من تنظيم الدولة "داعش"؟