شارك العشرات من الناشطين والمتضامنين في تجمع احتجاجي يدعو إلى "عالم خال من الجدران" نظمته حركة المقاطعة الدولية BDS، بساحة "بوتسدامر بلاتز"، مساء الخميس.
وأقيمت الفعالية على مقربة من جدار برلين، الذي بني في 13 أغسطس/ آب 1961 ليفصل شطري برلين ما بين شرق وغرب لأكثر من ثمانية وعشرين عاما، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للعمل على عالم بلا جدران.
وتضمنت الفعالية التي شارك فيها العشرات من جنسيات مختلفة معرضا تعريفيا، يوضح مخاطر الجدران المقامة في العالم، وسلطت الضوء بشكل خاص على معاناة الفلسطينيين.
الفكرة فلسطينية
وقالت المتضامنة في حركة المقاطعة الدولية "BDS" برلين دوريس غنام : "قررنا اليوم بمناسبة ذكرى سقوط جدار برلين، أن نقوم بهذه الفعالية التعريفية، واستجابة للدعوة العالمية الموجهة لأجل اليوم العالمي للعمل من أجل عالم خال من الجدران".
وأضافت لـ "عربي21": "إن آثار الجدران من فلسطين للمكسيك هي الطرد والاستبعاد والقمع والتمييز والاستغلال، وبما أن البشر يتأثرون مباشرة بها، وقد شكلوا حركات لتطالب بالعدالة والحرية والمساواة، فقد قررنا أن نتضامن معهم من خلال فعاليتها هذه".
"ويوجد قرابة 70 جدارا حول العالم، تمزق التواصل وتسلب أراضي الناس وتفرض قيودا عليهم، وتسبب الآلاف من الوفيات كل عام، وتدمر سبل العيش والآمال للمزيد من الناس"، بحسب ما أوضحت غنام.
ولفتت إلى أن إسرائيل قد بدأت ببناء جدار منذ حوالي خمسة عشر عاما، يصل ارتفاعه إلى ثمانية أمتار وطوله إلى سبعمائة كيلومتر على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بهدف مصادرة 60% من الضفة الغربية وحبس السكان الفلسطينيين هناك، وهذا يضاف للجدار الإسرائيلي الذي يحيط بقطاع غزة منذ عام 1994 ويعزله تماما.
وأشارت غنام إلى أن الفلسطينيين لم يتوقفوا عن مقاومة هذا الجدار العنصري، وهم يطردون من أراضيهم باستمرار، فقد دعوا في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2003، وهو اليوم الذي سقط فيه جدار برلين، إلى الاحتفال باليوم الدولي للشرح عن جدار الفصل العنصري الإسرائيلي.
دور أساسي لإسرائيل
وأكدت أن إسرائيل قد لعبت دورا أساسيا في تحقيق هذا العصر العالمي الجديد من الجدران، وقد انضمت الولايات المتحدة إلى هذا الاتجاه وعززته بجدارها المفترض على الحدود مع المكسيك، مشددة على أن الجدران في العالم التي بنيت لتعيين الحدود القسرية تضاعفت في العقدين الأخيرين إلى ثلاثة أضعاف تقريبا.
وانتقدت المتضامنة الحكومات التي لا تدعم بالضرورة الجدران، وتقبل ضمنا وجودها، داعية لزيادة الوعي بالآثار المدمرة للجدران الضخمة المتزايدة التي تهيمن على عالمنا وحياتنا؛ وتكثيف التضامن والتواصل مع الذين تضرروا مباشرة من هذه الجدران.
تجربة شخصية
من جهتها قالت المتضامنة الألمانية آنية مطر: "إن الجميع هنا يحتفلون بسقوط جدار برلين، ولكنهم ينسون الجدران الأخرى التي لا تزال قائمة حاليا، وهي سيئة جدا".
وتابعت مطر في حديث لـ"عربي21 ": "إن هناك الكثير من الجدران في العالم، في فلسطين المحتلة، والمكسيك وإيرلندا وقبرص والصحراء الغربية، وبين إسبانيا والمغرب، وبالطبع هناك جدار في الرؤوس وهو العنصرية، إذ إن هناك من يقتلون، ويفصلون عائلات، ويقسمون الأرض، ويدمرون الطبيعة ولا يسمحون بأي حوار".
وتروي مطر تجربتها الشخصية مع جدار برلين قبل 28 عاما، إذ إنها كانت مفصولة عن أجزاء كبيرة من عائلتها، مستذكرة لقاءها بهم بعد سقوطه.
وتقول المتضامنة الألمانية: "التقيت بجدي وعمتي وأعمامي وأبناء العم فقط بعد أن بلغت سن الثالثة عشر، فقد نشأت في ألمانيا الشرقية، وكانت بقية العائلة في الغرب، لذلك أنا أعي تماما ماذا يعني وجود جدار، فقد عايشت ذلك هنا في ألمانيا".
ودعت الناشطة الألمانية جميع الناس في العالم لكسر الجدران، والتحدث مع بعضهم البعض، وعدم السماح بالعنصرية، فكلمة الجدار "لا يجب أن تكون في قاموس العصر".
الكشف عن زيارة قام بها لواء إسرائيلي للأردن.. لماذا؟
كيف ستساهم اتفاقية 2005 بمرور الأفراد عبر معبر رفح؟
كيف تقرأ الفصائل الفلسطينية الرد على التصعيد الإسرائيلي؟