نفذ سلاح الجو الأميركي عدة ضربات جوية على مواقع تابعة لمقاتلي تنظيم "داعش" في صحراء
ليبيا، أسفرت عن مقتل عدد من عناصر التنظيم.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية "
البنتاغون"، أن "الغارة التي شنتها الطائرات الأمريكية تمت في صحراء وسط ليبيا، وأسفرت عن مقتل عدد من العناصر الإرهابية"، دون ذكر إحصائية بعينها، حسب قناة "فوكس نيوز الأميركية".
لماذا الآن؟
وخلال العام الماضي نفذت الولايات المتحدة أكثر من 500 ضربة جوية ضد "داعش ليبيا"، وخاصة في مدينة
سرت الساحلية، لحقتها غارة في أيلول/ سبتمبر الماضي أدت إلى مقتل 17 من مقاتليالتنظيم.
ولم تعقب حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا على هذه الضربات أو تحديد أماكنها، أو عن كونها جاءت بالتنسيق معها أم لا.
وطرحت الضربات الجديدة عدة استفسارات وتكهنات، حول دلالة توجيه الضربات في هذا التوقيت؟ وعن مدى تنسيق واشنطن مع حكومة السراج في طرابلس؟ وهل لهذه الضربات علاقة بما قامت به قوات حفتر منذ أيام من قصف أماكن في مدينة سرت بزعم وجود مناصرين لـ"داعش" بها؟
اتفاق مسبق
في هذا الصدد، رأى الباحث الليبي في الجماعات الإسلامية، علي أبو زيد، أن "الضربات الجوية الأمريكية تأتي ضمن اتفاق مسبق مع حكومة الوفاق، حيث زار رئيس الحكومة فائز السراج أكثر من مرة قيادة "الأفريكوم"، ولا يأتي الأمر ضمن تدخل واشنطن لإضعاف أي "مليشيات" وإنما "بهدف منع داعش من بناء قاعدة لها بعد هزيمتها في مدينة سرت".
وأوضح في تصريحات لـ"
عربي21"، أنه "إذا كان هناك طرف يجب إضعافه وتحجيم نفوذه فهو حفتر والذي لازال يعارض بشدة الاتفاق السياسي الليبي ويعرقل تنفيذه، لكن هذا الأمر يوضح بشدة أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ إلى الآن موقفا واضحا من حفتر ومشروعه"، وفق قوله.
احتلال أميركي
لكن أستاذ القانون الدولي والأكاديمي المصري، السيد أبو الخير، أشار إلى أن "داعش ومن قبل القاعدة هي من التنظيمات التي أنشئت عن طريق المخابرات الأمريكية بتمويل المال الخليجي وهى تستخدم لتفعيل الإستراتيجية الأميركية في المنطقة واحتلال بعض الدول".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، "لماذا لا تتواجد "داعش" وغيرها في فلسطين المحتلة، فلماذا تتواجد دائما في الدول التي تخطط أميركا للسيطرة عليها، والضربات الأمريكية لداعش أكذوبة، فأين صور الضربات وأين القتلى؟ وإذا حدثت فعلا ضربات فهي جاءت لإنقاذ ما تبقى من مشروع حفتر في ليبيا، وحكومة الوفاق متواطئة مع تحركات واشنطن هناك".
أين حكومة "الوفاق"؟
وقال الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، إن "الضربات الأخيرة لوسط الصحراء هي امتداد للضربات التي نفذت من قبل سواء بالتنسيق مع الجهة المسيطرة على تلك المناطق أو بدون تنسيق، وهو الأمر الذي جعل السيادة الليبية في مهب الريح".
وتابع: "وبخصوص موقف حكومة الوفاق، فهي التزمت الصمت تجاه عدة أحداث من قبل، وهو ما جعلها أمام أمرين: إما أن تكون صمتت مباركة للحدث أو أن الأمر وقع بعيدا عن اعتبارها جهة معنية، وهذا يضعها في صورة منزوعة السيادة وأن ما تتمتع به سيادة صورية"، وفق قوله لـ"
عربي21".
وأكد المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أن "أمريكا لديها تفويض مفتوح من حكومة السراج للتدخل في أي وقت، وحسب الحراك السياسى الأخير يمكن أن نفهم أن هناك مساع جادة من الدول العظمى لإنهاء الأزمة الليبية للتفرغ لأزمات أخرى ومنها أزمة الخليج".
وأضاف لـ"
عربي21": "داعش ومسمى "الإرهاب" هو الورقة التي تستعمل منذ وقت للتدخل في أي منطقة وفق أجندات محسوبة وترتيبات معلومة، وربما يكون هناك استهداف للكتائب الغير موالية لحكومة الوفاق، وهذه هى المرحلة القادمة في ليبيا"، كما قال.
ضربات استباقية
واستبعد الإعلامي الليبي، محمد علي، أن "تكون هناك ضربات مكثفة للتنظيم، إنما ستكون ضربات استباقية لأي تجمع لعناصر داعش، خاصة في الجنوب، والطائرات بدون طيار مستمرة في رصد أي تحركات لد
اعش حتى يومنا هذا".
وأشار في تصريحات لـ"
عربي21"، إلى أن "واشنطن لن تتدخل في ليبيا سواء لدعم حكومة الوفاق أو لأي سبب آخر، فكان الأحرى أن تتدخل في وقت هيمنة داعش على سرت"، وبخصوص موقف الحكومة من الضربات، فإنها أكدت أكثر من مرة أن هناك تنسيقا دوليا مشتركا للقضاء على تجمعات وفلول عناصر التنظيم.