نشرت صحيفة "
نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن نشر قناة "العربية" الإخبارية السعودية لخبر حول تمكن "قوات التحالف العربي من إنقاذ رهينتين فرنسيتين من قبضة الحوثيين في اليمن"، بيد أن صحيفة "باري-ماتش" الفرنسية قد كذبت هذا الخبر، علما بأن الرهينتين تعملان كمراسلتين لدى هذه الصحيفة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه كانت هناك عدة تساؤلات حول مصير المصورة الصحفية، فيرونيك دي فيغوري، والمراسلة مانون كيرويل برونال، اللتين فقدتا في اليمن. ولكن، يوم الخميس 16 تشرين الثاني/ نوفمبر، بثت
قناة العربية الإخبارية خبر إنقاذهما من قبضة الحوثيين.
وأوردت الصحيفة أن الحكومة الفرنسية لم تعلن عن أي عملية إنقاذ جديدة للرهينتين الفرنسيتين في خضم الحرب الأهلية الدائرة في اليمن، حيث اعتاد الحوثيون على تنفيذ عمليات اختطاف واحتجاز الرهائن من دول غربية. ومن بين آخر الفرنسيين الذين فقدوا في اليمن، موظفة في الهلال الأحمر التي تم تحريرها خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر.
وأفادت الصحيفة بأن محطة التلفزيون العامة في السعودية أكدت أن الصحفيتين، اللتين نشرتا صورا لهما أثناء ندوة صحفية عند عودتهما للرياض، "ضلّتا طريقهما داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون" حيث وقع "اختطافهما في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر.
وأشارت الصحيفة إلى أن قناة العربية، التي ذكرت في تصريحاتها عدة وسائل إعلامية يمنية موالية، أكدت أن إحدى الصحفيتين قد "هوجمت" "وحجزت آلة التصوير الخاصة بها لمسح الصور التي التقطت" منذ انطلاق عملها الصحفي في المنطقة.
ونقلت الصحيفة ردة فعل إحدى متابعات العربية على تغريدة نشرتها القناة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، التي أشادت بهذا الخبر قائلة "عمل جيد! هذا سبب إضافي للقضاء على المجرمين الحوثيين".
وأوضحت الصحيفة أن العديد من وسائل الإعلام الفرنسية نشرت بدورها هذا الخبر، صباح يوم الجمعة، استنادا على ما أذاعته قناة العربية تحت عنوان "إنقاذ صحفيتين فرنسيتين تواجدتا في اليمن". وقد جاء هذا قبل قيام الصحيفة الأسبوعية "باري-ماتش"، التي تعمل لصالحها الصحفيتان فيرونيك دي فيغوري ومانون كيرويل، بنشر بيان تؤكد فيه أنه "لم يقع احتجاز الصحفيتين كرهينتين قط".
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس قسم التصوير بصحيفة "باري-ماتش"، جيروم هيفر، أكد أن التواصل مع الصحفيتين "لم ينقطع" مضيفا "أنهما قد حظيتا بموافقة التحالف للهبوط في عدن، كما سمحت لهما السلطات الحوثية بالتوجه نحو الشمال الغربي للبلاد".
في الواقع، ظلت الصحفيتان، بعد الانتهاء من تقريرهما، محتجزتان لمدة خمسة أيام في فندق بصنعاء، داخل منطقة آمنة، في انتظار كسر الحصار الذي فرضه التحالف العربي، لكن قصف قوات التحالف لمطار العاصمة اليمنية أجبرهما على "التحرك". وقد أفادت صحيفة "باري-ماتش" بأنه "خوفا من تأثير التوتر الإقليمي على وضعهما، عزمت الصحفيتان على الوصول لحدود سلطنة عمان، شرق البلاد" لكن، في منتصف الطريق، اعترضت طريقهما "نقطة تفتيش للجيش الموالي للحكومة اليمنية المدعوم من قبل قوات التحالف في منطقة سيون، التي لم تسمح لهما بمواصلة رحلتهما".
وأوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية الفرنسية صرحت بأنها تدخلت في عملية عودتهما للبلاد، مؤكدة "كنا نتابعهما لعدة أيام، وقد قمنا بالتحرك بشكل مكثف. وقد قام الوزير الخارجية، جان إيف لو دريان، بالتفاوض مع محاوريه السعوديين حول مسألة تسللهما إلى البلاد، وعادت الصحفيتان إلى باريس صباح يوم الجمعة بعد زيارة قصيرة إلى الرياض".
وذكرت الصحيفة أن جيروم هيفر قد كذب الإشاعات التي نشرتها قناة "العربية" حول تنقل الصحفيتان في البلاد بدعم من المنظمات غير الحكومية، مضيفا أنهما "لم تتعرضا لأي نوع من الرقابة على محتوى تقريرهما". ولكن، على الأغلب تم استغلالهما في الحملة الدعائية التي نظمتها السعودية ضد أعدائها الحوثيين.