دعا حزب
البناء والتنمية المصري إلى "ضرورة حشد كافة الجهود الوطنية، وتوحيد الجبهة الداخلية، وجمع كلمة المصريين عن طريق إطلاق عملية مصالحة وطنية شاملة باعتبارها واحدة من أهم عناصر القوة في التعامل مع أزمة
سد النهضة الإثيوبي"، مؤكدا أن "سد النهضة جعل من تماسك الجبهة الداخلية فريضة الوقت".
وقال في بيان له، مساء السبت، وصل "
عربي 21" نسخة منه، إنه يتابع ببالغ الاهتمام "التطورات المتسارعة في ملف سد النهضة، والتي كان آخرها ما أعلنه وزير الري المصري عن تعثر المفاوضات بعد رفض الجانب الإثيوبي للتقرير المبدئي للمكتب الاستشاري" .
وأضاف: "إذ تُقرر دروس التاريخ وحقائق الجغرافيا أن نهر النيل هو الشريان الذي يمد مصر والمصريين بالحياة منذ آلاف السنين، فإن حزب البناء والتنمية يرى أن هذا الشريان بات مهددا بصورة تؤثر سلبا على إمدادات مصر من المياه بما ينعكس سلبا على سائر مجالات التنمية".
ولفت "البناء والتنمية" إلى أن الجانب الإثيوبي استغل مناخ ما بعد ثورة يناير 2011، والذي قال إنه اتسم من حينها وحتى اليوم بعدم التوافق السياسي من أجل فرض واقع جديد على الأرض، بحسب قوله.
وفي 23 آذار/ مارس 2015، وقّع "السيسي" ونظيره السوداني عمر البشير، ورئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين، خلال قمتهم في الخرطوم وثيقة إعلان المبادئ (يتضمن 10 مبادئ أساسية) لسد النهضة الإثيوبي.
وأعلن "السيسي" أن بلاده اختارت التعاون والبناء والتنمية في علاقتها مع السودان وإثيوبيا، وتسعى إلى تحويل نهر النيل إلى محور للتعاون والإخاء من أجل شعوب الدول الثلاث.
وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يقول الجانب الإثيوبي إن سد النهضة سيمثل نفعا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررا على السودان ومصر.
وعقب اجتماع اللجنة الفنية للدول الثلاث في القاهرة، يومي السبت والأحد الماضيين، أعلن وزير الري المصري، محمد عبد العاطي، أن المباحثات تعثرت لرفض إثيوبيا والسودان التقرير الاستهلالي الذي أعده المكتب الاستشاري، مطالبين بإدخال تعديلات عليه تتجاوز المتفق عليه.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، صدر التقرير الاستهلالي عن الاستشاري الفرنسي، ولم تتوافق الدول الثلاث عليه رغم اجتماعات مشتركة متكررة.
وكانت مصر أعلنت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، موافقتها المبدئية على التقرير الاستهلالي.
وتواصل إثيوبيا بناء سد النهضة الذي بدأت العمل به نيسان/ أبريل 2011، غير أنها لم تعلن رسميا موعدا لبدء تخزين المياه.