كشفت صحيفة
إسرائيلية، عن تفاصيل مثيرة لصيغة خطة السلام الأمريكية، التي ستطرحها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، لوضع حل للقضية
الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.
الصيغة الأمريكية
وأوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، في تقرير لها، أن "الخطة الأمريكية تقترح إقامة دولة فلسطينية دون إخلاء المستوطنات الإسرائيلية في هذه المرحلة"، وذلك نقلا عن محافل إسرائيلية على صلة بمجريات المحادثات التي تجري في واشنطن.
وأشارت إلى أن "
الولايات المتحدة ستقبل بمبدأ تبادل الأراضي، ولكن ليست على حسب حدود 1967، وفي ذات الوقت ستعترف واشنطن بغالبية المطالب الأمنية الإسرائيلية"، لافتة إلى أن "إسرائيل في ظل الصيغة الأمريكية ستحتفظ بتواجد عسكري في غور الأردن".
كما جاء في تقرير القناة، أنه "لن يتم في هذه المرحلة إخلاء بلدات إسرائيلية كانت أو عربية (تفريغ المستوطنات الإسرائيلية في الضفة من المستوطنين اليهود، أو طرد السكان العرب من فلسطين المحتلة عام 1948)، ولن تطرح مسألة القدس على جدول الأعمال، كما سيتم تأجيل طرح موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، والحديث عن مكانة المدينة كعاصمة".
وأشار التقرير، إلى أن الفلسطينيين سيحصلون على مئات ملايين الدولارات من الدول العربية، من أجل "تنمية اقتصادية هائلة".
وورد أن "الأمريكيين سيسوقون المبادرة بشكل كامل كخطوة إقليمية شاملة، وسيأتون إلى الطاولة ليس فقط بالطرفين، بل وبدول عربية كالسعودية؛ التي تعتبر المحور المركزي وهي من يمارس الضغط بشكل كبير على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لقبول الخطة الأمريكية".
الشجاعة السياسية
وفي ذات الموضوع، زعم مصدر كبير في البيت الأبيض في حديثه للصحيفة الإسرائيلية، أن التقارير التي تحدثت عن تفاصيل الصفقة الأمريكية "مخطئة ومضللة".
ويذكر أن التقرير الإسرائيلي، حظي بردود فعل في الساحة السياسية الإسرائيلية، وصرح الوزير أوري اريئيل، أن "الاتحاد الوطني لن يجلس في حكومة تعترف بدولة فلسطينية".
وقال النائب الإسرائيلي يوئيل حسون، رئيس "كتلة المعسكر الصهيوني": "من الخير أن رئيس الدولة يعود لجدول الأعمال العام في مبادرة إدارة ترامب، ولكن المشكوك أن لدى نتنياهو الشجاعة السياسية للسير نحو قرارات حسم جوهرية مع الرئيس الأمريكي".
أما النائبان يوآف كيش وبتسليئيل سموتريتش، فقد سعيا لتبريد الحماسة، وأوضحا أنه "من المهم الإيضاح منذ الآن، بأننا لن نوافق بأي حال على إقامة دولة فلسطينية غربي نهر الأردن، أو نقل أقاليم أخرى للسلطة الفلسطينية"، وفق ما نقلته صحيفة "معاريف" العبرية.
من جانبها، أكدت النائبة في "الكنيست" الإسرائيلي، عايدة توما، من القائمة المشتركة، أن الولايات المتحدة "لم تكن أبدا طرفا محايدا في القضية الفلسطينية، ولا يبدو أنها ستكون كذلك هذه المرة أيضا".
إعداد وتجهيز
وأكدت أن "ترامب يعمل على خطوة خطيرة تستغل الوضع الإقليمي لغرض فرض اتفاق لا يستجيب للاحتياجات القومية للشعب الفلسطيني، كما يمس بشكل كبير بحقه في الحرية، الاستقلال وتقرير المصير".
وأوضحت أن "اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين؛ يجب أن يقوم على أساس انسحاب كامل لحدود 1967، وإخلاء المستوطنات، وتكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، إضافة لحل عادل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين".
وشددت وفق ما نقلته "معاريف"، على أن "كل محاولة لفرض اتفاق بروح أخرى عبر التهديد والابتزاز، من شأنها أن تؤدي إلى الاضطراب وتدهور الوضع".
ويأتي الحديث المثير عن تفاصيل خطة السلام الأمريكية التي يطلق عليها البعض "صفقة القرن"، بالتزامن مع التوجه الأمريكي بعدم تجديد تراخيص العمل الخاصة بمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وهو ما رأى فيه بعض المراقبين، أنه "ابتزاز" سياسي للسلطة الفلسطينية من أجل القبول بالمقترح الأمريكي.
كما لم يتضح بعد موعد عرض أو الكشف عن تفاصيل المبادرة الأمريكية بشكل رسمي، حيث يعتمد الحديث في هذا الموضع على التسريبات من شخصيات إسرائيلية وأمريكية.
وأكدت الصحيفة، أن الزيارات المكثفة التي قام بها مؤخرا جارد كوشنير مبعوث ترامب للمنطقة ومعه ومسؤولون آخرون في البيت الأبيض، إلى "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية والدول العربية المجاورة (الأردن والسعودية)، تأتي في إطار الإعداد والتجهيز للمبادرة الأمريكية.