نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن نادي
باريس سان جيرمان القوي، الذي يديره القطري ناصر الخليفي، والذي عبر في العديد من المناسبات عن رغبته في ضم كبار اللاعبين إلى صفوفه، وخاصة كريستيانو
رونالدو وليونيل
ميسي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن "نادي باريس سان جيرمان يسعى منذ أشهر إلى إغراء ميسي بعقد يمكن أن تصل قيمته إلى حوالي 300 مليون يورو يمتد لخمس سنوات". في الوقت نفسه يسعى النادي أيضا إلى ضم كريستيانو رونالدو، وذلك سواء على اعتباره الخطة "ب" في حال فشل في التعاقد مع ميسي، أو للتعاقد مع كليهما للعب معا في باريس سان جيرمان، ويعد ذلك بالفعل حلم تميم بن حمد آل ثاني، الأمير القطري الذي يدير النادي الباريسي، حيث يأمل هذا الشخص الذي أدهش العالم باختطاف نيمار من برشلونة، الآن في تحقيق حلم مستحيل، ألا وهو التعاقد مع أكبر الشخصيات في عالم كرة القدم.
وأوردت الصحيفة أنه منذ 15 من تموز/ يوليو الماضي، أعلن كل من نادي برشلونة فضلا عن العديد من وسائل الإعلام الكتالونية تجديد عقد ميسي إلى غاية شهر حزيران/ يونيو سنة 2021. وقد وقع والد ميسي على هذا العقد، في حين لم يقم ميسي بذلك إلى حد الآن، ولا يزال اللاعب المخضرم يستمتع بحريته. لكن السؤال المطروح: لماذا لم يوقع ميسي العقد إلى حد الآن؟
وأضافت الصحيفة أن ميسي ظل صامتا لعدة أشهر ومتردّدا بشأن اتخاذ مثل هذا القرار، وذلك بسبب حبه الكبير وامتنانه لنادي برشلونة، الذي التحق بصفوفه منذ الثالثة عشر من عمره، والذي أهّله أيضا حتى يصبح أفضل لاعب في العالم، من جهة، وخيبة الأمل التي أصابته جراء عملية التسييس التي تعرض إليها النادي، مما أدى إلى انقسامه، الأمر الذي جعله يتردد أمام فرصة العقد المغرية لنادي باريس سان جيرمان، من جهة أخرى.
والجدير بالذكر أنه في الوقت الذي سيتخذ فيه ميسي القرار النهائي، يخطط النادي الباريسي لاتباع إستراتيجية أخرى للتوقيع مع كريستيانو. في المقابل، اتخذ النجم البرتغالي بالفعل الخطوة الأولى من خلال مطالبة رئيس النادي فلورنتينو بيريز بتسهيل رحيله في نهاية الموسم، لكن طلبه قوبل بالرفض حاليا. ومن المتوقع أن ينتظر كريستيانو نهاية الدوري حتى يعمل على الضغط على نادي
ريال مدريد.
وذكرت الصحيفة أنه في إطار هذه الخطة وتحقيق حلمه بالتوقيع مع ميسي وكريستيانو، يستعد فريق باريس سان جيرمان إلى التفريط في لاعبين كبار وعرضهم في سوق الانتقالات، من بينهم كافاني، ودراكسلر، ودي ماريا، وإذا لزم الأمر، غونزالو غيدس. ويبدو أن النادي الباريسي على استعداد بأن يضحي بأي شيء مقابل تحقيق مساعيه، خاصة بعد إنفاق مبلغ 222 مليون يورو مقابل انتداب نيمار في الصيف الماضي والمبلغ الذي سيقدمه مستقبلا للتوقيع مع امبابي مقابل 145 مليون يورو.
وأضافت الصحيفة أن الصعود الباهر الذي شهده نادي باريس سان جيرمان في قائمة ديلويت لأغنى أندية كرة القدم في العالم، أصبح معلوما لدى الجميع. ففي سنة 2014، كان النادي الباريسي الفريق الخامس في العالم من حيث أعلى دخل تجاري. في المقابل، قبل سنة تقريبا من قدوم المسؤولين القطريين للعاصمة الفرنسية، كان النادي يرزح في المرتبتين الثلاثين والأربعين ضمن هذا التصنيف.
وتجدر الإشارة إلى أن قاعدة مداخيل نادي باريس سان جيرمان تعود بالأساس إلى عقد الرعاية من طرف الهيئة العامة للسياحة القطرية. وفي هذا الصدد، وقع النادي الباريسي مع هذه الهيئة أكبر عقد إعلاني في تاريخ كرة القدم، الذي يقدر بحوالي 200 مليون يورو سنويا.
وفي السنة نفسها، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق غير متناسب مع قيمة العلامة التجارية لباريس سان جيرمان، وفرض عقوبات على النادي الباريسي لعدم احترام الروح الرياضية المالية، من بينها 60 مليون غرامة مالية، والحد من عدد اللاعبين المسجلين في دوري أبطال أوروبا إلى 21 لاعبا عوضا عن 25 لاعبا خلال موسم 21014-2015، فضلا عن الالتزام بعدم تجاوز 30 مليون على مستوى العجز المالي في ذلك الموسم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الميزانية المالية لنادي باريس سان جيرمان قد تجاوزت بالفعل حد عقودها الضخمة مع بعض الشركات الراعية، من بينها بنك قطر الوطني وشركة الاتصالات أوريدو. وقد وصلت مداخيلها من الحقوق السمعية البصرية إلى 124 مليون يورو، في حين تتجاوز مرابيحها من شبابيك التذاكر 40 مليون يورو.
وفي الختام، أفادت الصحيفة أن القطريين قد فتحوا صنبورا من الأموال لإغراق سوق الانتقالات دون خوف من عمليات التدقيق الحالية من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لدرجة التوقيع مع البرازيلي ويندل مقابل 10 مليون يورو خلال السوق الشتوية. في غضون ذلك، ووفقا للفلسفة القطرية، لا يعدو الجمع بين كل من ميسي وكريستيانو أن يكون سوى مسألة إقناع، نظرا لأنه بالنسبة لمالكي النادي الباريسي، الأحلام تُشترى ولا تتحقق.