أثارت عودة التصريحات التحريضية ضد حركة "حماس" لعدد من المسؤولين ووسائل الإعلام السعودية، تساؤلات حول أسبابها، وإذا ما كان لها علاقة بمواقف الحركة الأخيرة المتعلقة برفضها قرار دول الحصار بوضع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على قوائم الإرهاب.
وسبق أن رفضت "حماس" أيضا
تصنيف جامعة الدول العربية في اجتماعها الأخير في القاهرة، حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، قائلة إن "الذي يجب أن يدان هو إرهاب الاحتلال الإسرائيلي، وما تقوم به حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل".
من جهته، اتهم الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي العميد حسن الشهري السبت، حماس بالمسؤولية عن تفجير الروضة في شبه جزيرة سيناء المصرية، زاعما أنه تم تهريب الأسلحة في هجمات سيناء من قبل إيران والأنفاق في غزة.
وتابع الشهري في تصريحات
متلفزة قوله: "كنا نتوقع أن حماس عادت لرشدها، لكنها عادت لنفس الموقع ولم تستطع
أن تنسلخ من عباءة الإخوان".
وعادت صحيفة "عكاظ" السعودية الأحد، إلى مهاجمة حركة "حماس"، وقالت إنها "كشفت أن حزب الله اللبناني فتح حسابات مصرفية لقادة حماس في الجزائر، وأن الأموال التي ضخت في هذه الحسابات نقلت من بنوك محلية في الجزائر، وكانت مودعة باسم أشخاص تابعين للحزب ويقيمون في العاصمة الجزائرية".
ووفقا للصحيفة السعودية، فإن "الحسابات البنكية الجديدة فتحت باسم القيادي سامي أبو زهري، الذي انتقل من الإقامة في قطاع غزة إلى القاهرة قبل أن ينتقل للإقامة في الجزائر الشهر الماضي".
في المقابل، نفى المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري، الأحد، ما أوردته صحيفة عكاظ السعودية عن "فتح حزب الله اللبناني حسابات مصرفية لقادة حماس في الجزائر".
وقال أبو زهري في تصريح خاص
لـ"عربي21" إن "الشعب الفلسطيني يعتز بالدور الجزائري التاريخي في
دعم القضية الفلسطينية"، مستدركا القول: "إلا أن ما نشر عن فتح حسابات
باسمي في بعض البنوك الجزائرية هو كلام سخيف ولا أساس له من الصحة".
وأكد أبو زهري أن "هذه
الأكاذيب هي جزء من حملة منظمة يقف خلفها بعض المتصهينين العرب لخلط الأوراق
والتحريض على المقاومة"، وفق تعبيره، مشيرا إلى أنها تهدف إلى "التهيئة للتطبيع مع
الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية".
استراتيجية قادمة
من جهته، أوضح المحلل
السياسي، محمد النعيمي، أن تصريحات الإعلام والمسؤولين السعوديين لحركة حماس تأتي "من
باب بسط النفوذ ضمن صراع السعودية مع قطر والإخوان المسلمين".
وقال النعيمي
لـ"عربي21" إن "ما حدث في مصر تم بتنسيق المخابرات المصرية مع
إسرائيل وأمريكا"، مرجحا أن يكون اتهام العميد السعودي الشهري حماس بتفجير
سيناء الأخير يأتي "لوضع بعض الإشارات في سبيل تحقيق استراتيجية قادمة ربما
تكون إفراغ سيناء من العرب وتأمينها كوطن بديل للفلسطينيين".
وأشار إلى أن علاقة حماس في
السنوات الأخيرة مع السعودية سيئة، بسبب "الخذلان العربي"، ما دفعها للجوء إلى إيران
مكرهة في ظل إغلاق جميع الأبواب العربية أمامها.
اقرأ أيضا: عبد الله الأشعل يكشف لـ"عربي21" عن مخطط لتصفية "حماس"
وأكد أن الصراعات دائما
تكون متشابكة، ولا يمكن عزل صراع عن الآخر، مبينا أن دول الحصار الأربع وعلى رأسها
السعودية ترى حماس عدوا لها، بسبب تلقيها الدعم القطري خلال الفترة الماضية.
واستبعد أن تكون قرارات
حماس الرافضة لتصنيف دول الحصار للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كمنظمة إرهابية،
تأثير على عودة التحريض الإعلامي من السعودية وإعلامها، مشددا على أن سياسة
السعودية تجاه حماس لم تتغير منذ زمن سواء الرسمية أو الإعلامية.
هل يتسبب ملف "تمكين الحكومة" بفشل المصالحة الفلسطينية؟
ماذا وراء زيارة عباس للسعودية وأسبابها المحتملة؟
كيف ستساهم اتفاقية 2005 بمرور الأفراد عبر معبر رفح؟