ألمح موقع أمريكي متخصص بالفنون إلى أن الأمير
بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود اشترى
لوحة "سلفاتور موندي- مخلص
العالم" بالنيابة عن ولي العهد السعودي
محمد بن سلمان.
واستعرض موقع "آرت نت نيوز" الأمريكي
في تقرير خاص خمسة أسباب "تجعل شراء أمير سعودي للوحة سلفاتور موندي أمرا
غريبا جدا".
وخلص التقرير إلى القول: "هل من الممكن أن
الأمير بدر آل سعود ببساطة اشترى اللوحة نيابة عن الأمير محمد بن سلمان؟".
وذكر الموقع، أن هناك خمسة أسباب تجعل من
شراء بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل
سعود للوحة ذات التعبيرات الدينية المسيحية أمرا غريبا جدا، مشيرا إلى أن السبب
الأول هو أن الأمير بدر تجمعه علاقة وثيقة مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن
سلمان، والذي يعرف عنه اهتمامه في المقام الأول بالعمل على المشاريع العقارية
الضخمة في المملكة، مضيفا أن من الغريب أن يصبح هذا الأمير مهتما فجأة باقتناء
الأعمال الفنية باهظة الثمن.
وأشار الموقع إلى أنه قبل ساعات من نشر هذا
السبق الصحفي المتعلق بهوية مشتري هذه اللوحة، نشر متحف اللوفر أبوظبي تغريدة على
موقع "تويتر" لمح فيها إلى أن "لوحة ليوناردو دا فينشي سوف تتوقف في بلد
مجاور". وحسب ما ورد في مقال نشرته صحيفة التايمز البريطانية، ليس من قبيل المصادفة
أن يكون الأمير بدر الحليف المقرب لولي العهد السعودي، صديقا مقربا لولي عهد
أبوظبي.
وأورد الموقع أنه من الغريب أيضا أن يشتري أمير
سعودي غير معروف مثل هذه اللوحة. فعلى الرغم من حملة الأمير محمد بن سلمان الهادفة
إلى نشر "الإسلام المعتدل" في السعودية، إلا أن جزءا كبيرا من المملكة
السنية لا يزال تحت تأثير التفسيرات الوهابية الصارمة للإسلام، الذي يرفض مثل هذه
الصور وينصح بإتلافها. وبما أنه لا يوجد في القرآن الكريم أي وصف للأنبياء فضلا عن
أن اليسوع يعتبر نبيا مسلما ومن سلائف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فمن المؤكد
أن ذلك من شأنه أن يجعل أهل السعودية ينظرون إلى هذه الصورة كإثم.
وأوضح الموقع، ثانيا، أن الإفصاح عن هوية مشتري
لوحة سالفاتور مندي كان في خضم التحول الجذري الذي تعيش المملكة العربية السعودية
على وقعه. فقد أمر ولي العهد الأمير السعودي، في إطار الحملة التي شنها ضد الفساد،
باعتقال أكثر من 10 أمراء، فضلا عن عدد من كبار رجال الأعمال والمفكرين والمسؤولين
الحكوميين ورجال الدين.
وبين الموقع أن اقتناء الأمير بدر للوحة
ليوناردو دا فينشي يكشف أن ممثلي النخبة السعودية لا يزالون يتمتعون بحرية
الإنفاق. وحيال هذا الشأن، نشرت صحيفة التايمز البريطانية مقالا كتبت فيه أن
"شراء لوحة بمبلغ قياسي وصل إلى 450.3 مليون دولار يعد مؤشرا واضحا على
الطبيعة الانتقائية التي تتسم بها حملة ابن سلمان ضد الفساد".
وأفاد الموقع، ثالثا، أن هوية الأمير لم تكن
معلومة لدى مزاد كريستيز، خاصة أن الأمير بدر لم يسجل كمزايد محتمل للوحة حتى
اليوم الذي سبق عملية البيع، ما دفع المسؤولين في مزاد كريستيز إلى إجراء أبحاث
للتأكد من قدرة هذا المزايد على شراء مثل هذه اللوحة الباهظة. ولكن، بعد أن دفع
الأمير بدر عربونا بقيمة 100 مليون دولار، ظل محامو مزاد كريستيز يحاولون البحث عن
مصادر تمويله وطبيعة العلاقة التي تربطه بالعاهل السعودي.
وأكد الموقع، رابعا، أنه من الغريب أن يشتري
الأمير بدر مثل هذه اللوحة نظرا لأن ميولاته بعيدة كل البعد عن الفن. من جانب آخر،
كان هذا الأمير من الأشخاص الذين شاركوا في مشاريع طموحة في المملكة. ووفقا لما
جاء في إحدى المقالات التي نشرتها صحيفة التايمز، يعمل الأمير بدر منذ هذا الصيف
مع الأمير محمد في مشروع لتطوير مدينة العلا، التي تحتوي على "موقع أثري
ويأمل ولي العهد أن يتحول إلى مقصد سياحي"، فضلا عن تعاونهما في التخطيط لبناء القصور السبعة.
وذكر الموقع، خامسا، أن هذا الأمير قد رتب لدفع
ثمن هذه اللوحة على أقساط على مدى ستة أشهر، حيث سيدفع القسط الأخير لهذه الصفقة
بتاريخ 14 أيار/ مايو 2018. وما يثير الدهشة هو أنه غير موقفه وقرر الدفع على
أقساط بعد أن أخبر كريستيز أنه يريد دفع ثمن لوحة ليوناردو دا فينشي دفعة واحدة.