قال محرر الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسيفي برئيل، إن الملك سلمان بن عبد العزيز يعاني من مشكلة وهي ولي عهده.
ويشير برئيل في مقاله التحليلي، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن حرب السعودية في اليمن ولبنان لوقف التأثير الإيراني لم تؤد إلى نتيجة، وكانت مكلفةـ لافتا إلى أن الأمير محمد بن سلمان، الذي يمكن أن يتولى العرش قريبا، في وضع لا يحسد عليه.
ويقول الكاتب إن "سياسة ابن سلمان تلقت ضربتين هذا الأسبوع، ولن تكونا الأخيرتين، فقبل يومين قام المتمردون الحوثيون في اليمن بقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد يومين من إعلانه عن (طي صفحة الماضي مع التحالف العربي)، الذي أنشأه الملك سلمان قبل عامين تقريبا، وفي الوقت الذي هز فيه هذا الحادث البلاط الملكي، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، سحب استقالته التي تمت عبر ضغط سعودي كبير".
ويلفت برئيل إلى أن "السعودية شنت حربا شاملة ضد التأثير الإيراني في البلدين، ويبدو أنها دخلت منزلقا صعبا في كليهما، وحتى وقت قريب كانت السعودية تدعم الرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هاديـ الذي يقيم في السعودية الآن ولا يستطيع (أو غير مستعد) للعودة إلى بلادهـ واستبدل بقادة عسكريين سعوديين يقومون بشن حرب جوية ضد تجمعات المتمردين، حيث لا تترك إلا أثرا محدودا في حروب المدن والمناطق الجبلية".
ويقول الكاتب إن "ابن سلمان توصل إلى نتيجة بعدما أنفق مليارات الدولارات على الحرب التي بدأها، وهي أن الكلفة العالية لن تؤدي للنصر، وأن الاعتماد على هادي لا معنى له، ويقال إن الأمير يريد تخفيض خسائره العسكرية والانسحاب من اليمن، ويبحث عن ترتيبات دبلوماسية".
وينوه برئيل إلى أن "ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات الشيخ محمد بن زايد، هو الذي اقترح خطة مشتركة مع السعودية، التي تسمح لهما بالسيطرة على التحركات في اليمن، ومن هنا اقترح على ابن سلمان (ثورة داخلية) تدفع الرئيس المخلوع صالح لتغيير مواقفه، والانضمام إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بدلا من القتال إلى جانب الحوثيين".
ويكشف الكاتب عن أن "صالح، الذي كان يريد استعادة مكانته السياسية، وشن عدة حروب ضد الحوثيين، اشترط أربعة شروط: شطب اسمه من قائمة العقوبات الدولية، وموقع سياسي في اليمن الجديد، وحماية لعائلته، ومطالب مالية، وعلى ما يبدو وافق السعوديون والإماراتيون على مطالبه، التي شملت رفض هادي الرئيس الشرعي، وأعلن (ثورته الداخلية)".
ويعلق برئيل قائلا: "لو لم يقتله الحوثيون لكان للسعوديين والإماراتيين (رئيسهم) اليمني بجيش موال له يستطيع مواجهة الحوثيين، إلا أن الخطة فشلت، وكان الحوثيون يعرفون بالخطة، وحاولوا حتى اللحظة الأخيرة إقناعه، إلا أنهم عزلوه بعد خطابه الثوري".
ويبين الكاتب أنه "لم يعد للسعوديين ولا الإماراتيين مرشح جيد للرئاسة، والخيارات ليست جيدة، فاستمرار الحرب من أجل الإضرار بإيران أصبح مكلفا دبلوماسيا واقتصاديا، لكن المفاوضات تعني القبول بشروط الحوثيين، وترك اليمن تحت سيطرتهم، أي استمرار التاثير الإيراني".
ويفيد برئيل بأن "السعودية فشلت في محاولات تغيير النظام في اليمن، واكتشفت أنها لا تستطيع إملاء التحركات التي ستوقف التاثير الإيراني وحزب الله حتى في لبنان، الذي تتمتع فيه بتأثير مباشر ومهم، واعتقد الأمير ابن سلمان أن استقالة الحريري ستشل الحكومة اللبنانية، وستدخل البلاد في حالة من الفوضى، لكنه، مثل اليمن، لم يفكر بخطة خروج، فهل كان السعوديون يعتقدون أن الرأي العام اللبناني سيطالب بتطبيق المطالب السعودية، التي تركزت على إنهاء تدخل حزب الله في سوريا واليمن والعراق؟ وهل كانوا يعتقدون أن إيران ستطلب من حزب الله مغادرة سوريا؟".
ويجد الكاتب أن "إعلان الحريري يكشف أن السعودية لم تحقق أي شيء، فموافقة الحكومة بالإجماع على دعم سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول لن تمنع حزب الله من مواصلة العمل في البلدان الأخرى، وبعبارة أخرى فإن التغيير الوحيد في لبنان هو فرح إيران والصفعة التي تلقتها السعودية في الوجه".
ويرى برئيل أن "حقل الألغام المقبل للسعودية سيكون العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، ولم يبق أي شيء من خطة الأمير حول دولة فلسطينية محدودة عاصمتها أبو ديس، ولن تستطيع قيادتها الدعوة لعودة اللاجئين، والآن اصطفت السعودية مع الدول العربية والإسلامية التي عارضت قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "على ما يبدو فإن أمام محمد بن سلمان طريقا طويلا قبل أن يكون قادرا على إملاء السياسات في الشرق الأوسط".
خاشقجي: تدفع السعودية باليمن ثمن خيانتها للربيع العربي
ميدل إيست آي: هل سينتج عن مقتل صالح انهيار حوثي سريع؟
إيكونوميست: مقتل صالح فشل جديد لابن سلمان