اعتصم المئات من المواطنين الأردنيين لليوم الثالث على التوالي مساء الجمعة في محيط السفارة الأمريكية في عمان؛ احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها.
جهاز الأمن يشكر الأردنيين
وشكر جهاز الأمن العام الأردني المواطنين المشاركين في الفعاليات الأهلية والشعبية كافة، التي عمت المملكة الجمعة بسبب "تعاونهم ووعيهم وتعبيرهم الراقي والحضاري عن رأيهم وتعاونهم التام مع رجال الأمن العام وقوات الدرك".
وقالت مديرية الأمن العام في بيان صحفي" جسد المشاركون إحدى أروع صور التلاحم مع أجهزتهم الأمنية، وندعو لمزيد من هذا التعاون والامتثال لتعليمات رجال الأمن العام وقوات الدرك الموجودين لحمايتهم وتأمين وضمان حقهم في حرية التعبير، وأن ينبذوا أي تصرف أو سلوك فردي أو سلبي يعكر صفو النظام العام".
وقال مصدر أمني الجمعة في تصريح صحفي إن قلة وعددا محدودا من المعتصمين أمام السفارة الأمريكية في عمان، أقدموا على إلقاء الحجارة باتجاه القوة الأمنية الموجودة في المكان، وعلى إثر ذلك جرى ضبط أربعة أشخاص منهم وتم اصطحابهم للمركز الأمني للتحقيق معهم، بعد أن أصيب رجلا أمن بجروح طفيفة.
مقاطعة المنتوجات الأمريكية
وطالب المعتصمون السلطات الأردنية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وإلغاء معاهدة وادي عربة، بينما دشن ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة البضائع الأمريكية ردا على قرار ترامب.
حيث دعا رئيس لجنة مقاومة التطبيع النقابية، ياسر أبو سنينة، الأردنيين إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، باعتبار المقاطعة السلاح الوحيد للشعب الأردني.
كما طلب نقيب المحامين الأردنيين مازن ارشيدات من اتحاد المحامين العرب عقد جلسة طارئة لمناقشة القرار الأمريكي، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لوقف القرار ومخاطبة المؤسسات الدولية والقانونية الفاعلة حول مخاطر القرار الذي يتعارض مع القوانين الدولية.
مسيرات غضب
وخرج عشرات الآلاف من الأردنيين في مسيرات غضب عقب صلاة الجمعة من مختلف مناطق المملكة؛ احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وشهدت العاصمة عمان مسيرة حاشدة انطلقت من أمام المسجد الحسيني في وسط عمان، دعت لها الحركة الإسلامية في الأردن وفعاليات شعبية وحزبية، تحت اسم "جمعة الغضب للقدس"، بينما عمت المسيرات مدن المملكة كافة.
وهتف المشاركون "بالروح بالدم نفديك يا أقصى...الموت ولا المذلة.. وهاي القدس عربية غصب عن الصهيونية.. سمع حكام العرب ثورتنا كلها غضب..لا شرقية ولا غربية فلسطين إسلامية".
وأكد رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة في كلمة ألقاها خلال مشاركته ونواب في مسيرة وسط البلد بعمان، رفض مجلس النواب للاعتراف الأمريكي بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي".
قائلا: "لن نقبل بالتراجع عن القرار الأمريكي وحسب، بل نريد اعترافا دوليا بقيام دولة فلسطين على ترابها الوطني، وعاصمتها القدس، والإصرار على حق العودة والتعويض، نقف اليوم جميعا صفا واحدا خلف قيادتنا وإرادة شعبنا، لنكون موحدين أمام طغيان الظالم وعبثه بمستقبل أجيالنا، ونتحدى قوى الشر والغطرسة، ونحذر من مغبة العبث بمصير شعب بأكمله، ناله الظلم على طول السنوات والعقود الماضية".
الملك يعلق
من جهته أشاد الملك عبد الله الثاني بالتظاهرات المنددة بقرار ترامب التي خرجت في أغلب محافظات الأردن، وقال عبر صفحته على تويتر: الأردنيون على الدوام هم نبض هذه الأمة، وما أظهره اليوم من مشاعر جياشة تجاه القدس، قضيتنا الأولى، بتلاحم وتآخ لا مثيل له، يعكس مقدار شموخ شعبنا ورقيه، وهو مصدر فخر لي ولكل عربي، حفظ الله الأردن درعا و سندا لأمتنا وأبنائها".
الملكة رانيا تعلق
بينما علقت الملكة رانيا العبدالله على المسيرات والوقفات التي اجتاحت المملكة بالقول إنها "وقفة جاءت رفضا للمساس بعروبة القدس، وتأكيدا علاقة الأجيال بالقضية الفلسطينية".
وكتبت الملكة عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي " الفيسبوك " وقفة غضب موحدة وقفها الأردنيون اليوم رفضا للمساس بعروبة ??#القدس??. وقفة أكدت على علاقة الأجيال بالقضية الفلسطينية?
الخارجية الأردنية
من جهته قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الاحتلال هو أساس التوتر في المنطقة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع مسؤولة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد فيديريكا موغيريني، مساء الجمعة، أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خرق للقانون الدولي.
مشددا "لا سلام من دون إنصاف الفلسطينيين وتلبية حقهم في الحرية والدولة المستقلة".
ما بعد هزة ترامب.. ما هي خطوات الدبلوماسية الأردنية القادمة؟
برلمانيون أردنيون أمام السفارة الأمريكية ودعوة لتظاهرة شعبية
تركيا والأردن يجددان رفض أي قرار أمريكي يمس القدس المحتلة