قالت صحيفة ديلي بيست الأمريكية إن
المافيا الإيطالية دخلت في عصر
جديد وخاصة في صقلية بعد أن أصبحت تحت سيطرة العنصر النسائي.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته
"
عربي21"، إن
النساء أصبحن يحكمن هذه المنظمة الإجرامية بقبضة من حديد
بعد أن تم اعتقال أزواجهن من قبل شرطة مكافحة المخدرات الإيطالية، وهو ما حتّم
عليهن تولي المناصب القيادية.
وذكر الموقع أن مجموعة من النساء الإيطاليات تم القبض عليهن مؤخرا
لضلوعهن في أعمال إجرامية دموية.
وكان أكثر من 200 شرطي مسلح، وخمس وحدات كلاب
مختصة، وطائرتا هليكوبتر قد اجتمعت للإمساك بأقوى زعيمة للمافيا الصقلية التي
تُدعى "الدونا" الجديدة، علما وأن كلمة "الدونا" تعني باللغة
الإيطالية، امرأة.
وأشار إلى أنه تم اعتقال "ماريا أنجيلا دي
تراباني"، البالغة من العمر 49 عاما، وزوجة "سالفاتوري"، رئيس
المافيا الصقلية والملقب "بسالفينو صاحب العيون الجليدية" خلال الأسبوع
الماضي. وثبت مؤخرا أن ماريا كانت مسؤولة عن إعادة تنظيم "الكوزا
نوسترا" الصقلية بعد وفاة زعيمها الأكبر، "سالفاتوري" الذي يُعرف
أيضا "بتوتو رينا"، في السجن خلال الشهر الماضي.
ونقل التقرير أن "تراباني"، الملقبة "بسيدة
البيت"، أخذت على عاتقها تنظيم شؤون الأسرة المافيوزية، بما في ذلك إصدار
الأوامر المتعلقة بتسليط العقوبات التي قد تصل إلى حد القتل. في هذا الصدد، صرّح
أحد الشهود الذي يُدعى "بينتيتو"، أنها "تتصرف كرجل حقيقي".
وقد وُجّهت اتهامات لتراباني وشركاؤها باقتراف 33 جريمة منفصلة، بما في ذلك محاولة
ابتزاز رجال الأعمال المحليين وإجبارهم على دفع أموال لضمان حمايتهم من قبل
المافيا.
وأوضح الموقع أن السيدة "تراباني" هي
أحدث زعيمة عصابة تم القبض عليها ضمن مجموعة صاعدة من القائدات المجرمات في الوقت
الذي أصبح فيه العنصر النسائي بمثابة توجه ناشئ داخل أسر المافيا في صقلية. في
المقابل، لم تصبح هذه الإستراتيجية القيادية متداولة بشكل كبير داخل
العصابات
الأخرى في
إيطاليا من قبيل "الكامورا" في نابولي أو "ندرانجيتا"
في كالابريا، حيث لا تزال النساء تلعبن أدوارا أقل أهمية.
وأفاد عن "كلير لونغريغ" في كتابها
الصادر سنة 1998 تحت عنوان "نساء المافيا"، أن المعتقد السائد في
المجتمع الايطالي يتمثل في أن النساء لا يمكن ائتمانهن على سير الأعمال أو الصفقات
الهامة. ففي سنة 1983، برأ أحد القضاة في باليرمو امرأة متهمة بغسل الأموال على
أساس أن المرأة "لا تستطيع أن تكون مستقلة، باعتبارها غبية وغير قادرة على
المشاركة في عالم الأعمال الصعب". ولكن، يبدو أن "المادونات" أو
زعيمات المافيا قد قطعن شوطا طويلا في إثبات عدم صحة هذه الأفكار السائدة.
وأورد الموقع أنه قد أُلقي القبض أيضا في صقلية، خلال شباط/فبراير
الماضي، على ثلاث جدات عرفن باسم "ملكات كالتاجيروني الثلاث"، بعد أن
قام ابنهن بالتبني بالوشاية بهن إثر تورطهن في سلسلة من الجرائم. وقد حكمت كل من
"ماريا سكوديري"، البالغة 52 سنة، "وكونتشيتا سكاليزي" البالغة
60 سنة، "وباولا توريزي" البالغة 52 سنة، بقبضة من حديد ونشرن ثقافة
العنف والانتقام في المنطقة.
وأشار إلى أنه خلال سنة 2015، حكم على
"أورورا سبانو" البالغة من العمر 59 سنة بالسجن لمدة 25 سنة بسبب دورها
القيادي في منظمة تهريب المخدرات "ندرانجيتا" في كالابريا. أما زوجها
"لويجي بيلوتشو"، وهو الزعيم الفعلي للعصابة فحُكم عليه بقضاء 18 سنة في
السجن بسبب جرائم أقل خطورة.
ونقل عن المتحدث باسم الشرطة الإيطالية لمكافحة
المافيا الذي أفاد أنه من الطبيعي أن تبدأ النساء في تقلد مناصب أعلى داخل
المنظمات الإجرامية نظرا لارتفاع عدد الرجال المُعتقلين باستمرار. وأضاف المتحدث
أنه: "غالبا ما تكون النساء مطلعات على كافة جوانب العمل بشكل مفصل. علاوة
على ذلك، لا يمانع أفراد العصابة الذكور في طاعة الزعيمات، ذلك أن المرأة اليوم
أصبحت لا تقل شأنا عن الرجل في شيء". خلافا لذلك، لا يزال الرجال هم المتحكمون
بزمام الأمور على الرغم من تقلد النساء مناصب عليا في العالم الإجرامي.
ولفت إلى أنه يُمنع على هؤلاء النسوة طلب
الطلاق من أزواجهن، حيث أن المخرج الوحيد للمرأة المتزوجة من رجل عصابات هو الموت
بغض النظر عن مدى قوتها أو تأثيرها داخل المنظمة.