وقعت
اشتباكات في منطقة
تاجوراء (شرق العاصمة الليبية طرابلس)، بين مجموعات مسلحة متواجدة هناك، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين حول اختطاف عناصر تابعة لإحدى الكتائب بالمنطقة.
وأكد ما يسمى "تجمع ثوار تاجوراء"، أن "الاشتباكات وقعت في منطقة بئر الأسطى ميلاد، وأن ما حدث هو محاولات لزرع الفتنة بين المجموعات التي تم الاتفاق بينها على عدم الانجرار وراء الأعمال العدائية".
أياد خفية
واتهم التجمع ما أسماه بالأيادي الخفية بنشر الفتنة بين الكتائب، موضحا أن "سبب المشكلة يعود لتوقيف ثلاثة جنود من كتيبة "الضمان" بتاجوراء، والتحفظ عليهم في مقر "النعام" الواقع شرق العاصمة طرابلس، مطالبا بتدخل أعيان المصالحة والحكماء في حل الإشكالية"، وفق بيان.
والسؤال: هل ستشهد طرابلس اشتباكات مسلحة موسعة؟ وأين حكومة
الوفاق من هذا؟
من هؤلاء؟
من جهته، كشف مصدر في وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، أن "المشكلة في منطقة تاجوراء عارضة وقعت بين مجموعتين، وليس لها أي خلفية سياسية أو إيدلوجية، لكن إذا تمكن أحدهما من الآخر يكون أنهى المشكلة من أساسها، لكننا نحاول التهدئة وكف الفتنة"، حسب وصفه.
وأوضح المصدر لـ"
عربي21"، وفضل عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر، أن "المجموعتين متجاورتان وبينهما سُور وفي نفس النطاق بينهما حساسيات وهم في تاجوراء الجنوبي، وكلاهما تابع للحكومة الشرعية، لكن إحداهما تضم تحتها مجرمين ومجموعات مناطقية منفلتة".
وتابع: "كتيبة سجن "الضمان" تعمل أغلبها وفق الشرعية وتدعم المؤسسات والدولة، لكن المجموعة الأخرى (النعام) رغم أنها تتبع الأمن المركزي بمدينة تاجوراء، لكن لديها تجاوزات ومشاكل كبيرة"، وفق قوله.
صراع نفوذ ومال
من جهته، أكد المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، أن "ما يحدث بين هذه الكتائب لا يعدو كونه صراعات على النفوذ والمال، لكن لا يخلو الأمر أيضا من بعض الصراعات السياسية، خصوصا بوجود قوة الردع وتوجه قادتها "إيديولوجي ديني متطرف" وتحظى ببعض الدعم من قوى إقليمية"، حسب كلامه.
وبخصوص موقف حكومة الوفاق من تكرار هذه الأحداث، قال لـ"
عربي21": "لا شك أن
الحكومة مهتمة بأمن طرابلس ومهتمة بمن يسيطر على العاصمة، لكنها تعلم الآن أن مثل هذه الصراعات لن تغير شيئا من التوازنات الداعمة للحكومة في طرابلس".
حكومة عاجزة
الصحفي الليبي، محمد العرفي، رأى من جانبه؛ أن "ما حدث هو نتيجة طبيعية لحالة الفوضى التي تشهدها البلاد فمن يمتلك القوة والسلاح هي مجموعات مدنية تجمعها ولاءات ومصالح شخصية يمكن توظيفها في أي نزاع سياسي".
وأضاف لـ"
عربي21"، أنه "من الممكن أن تنشطر هذه المجموعات وتتفجر في نفسها إذا ما اختلفت لأي سبب من الأسباب فهم لا تجمعهم عقيدة عسكرية واحدة تحمي الوطن وتدفع العداء عنه كما الحال في الجيوش النظامية"، كما قال.
وتابع: "وبخصوص غياب الموقف الرسمي، فالحكومة فقدت أهم حق من حقوقها وهو حق امتلاك واستخدام القوة فهي عاجزة عن الدفاع عن نفسها فضلا أن يكون لها موقف ينهي حالة الفوضى المسلحة".
وقال الإعلامي من طرابلس، محمد علي، إن "منطقة تاجوراء الآن ووفقا للترتيبات الأمنية هي آخر منطقة شرق طرابلس تتواجد بها قوة تشكل تهديد على أمن واستقرار العاصمة على اعتبار وجود ولاءات لجماعة أخرى لها مأرب في زعزعة الاستقرار السياسي في طرابلس"، وفق رأيه.
وأشار في حديثه لـ"
عربي21"، إلى أن "الصدام الأخير في تاجوراء لا يعني الصدام بين التشكيلات المسلحة في طرابلس، أما عن غياب الحكومة فخلفه معرفة سابقة بهذا الصدام وهي مواقف تهرب اعتاد الليبيين عليها دون أن تتبنى بشكل معلن هذه العملية".