نشر موقع "سبيكتروم" الألماني تقريرا، تحدث فيه عن إمكانية
تحول فكرة السفر عبر
الزمن إلى حقيقة. وعلى الرغم من الجدل القائم حول فكرة السفر عبر
الزمن، إلا أن الأمر قد يصبح ممكنا عن طريق الثقوب الدودية في الفضاء.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الفلكي الأمريكي،
كارل ساغان، يعتبر أول شخص أثار فكرة
السفر عبر الزمن من خلال كتابه "كونتاكت".
وفي هذا الكتاب، حاول ساغان نقل شخصيته الرئيسية، إيليانور أرواي، من الأرض إلى النسر
الواقع. وفي الأثناء، سقطت أرواي في ثقب أسود لتظهر في مكان آخر بعيد عن المكان المقصود
بسنوات ضوئية عديدة.
وأكد الموقع أن هذا الكتاب أثار جدلا واسعا بين علماء الفضاء، حيث أكد
عالم الفلك الأمريكي، كيب ثورن أن أرواي لم تسافر من الأرض إلى النسر الواقع؛ نظرا
لأن الثقوب السوداء تبتلع كل ما يقتحمها. وفي المقابل، أفاد ثورن بأن السفر عبر الزمن
ممكن عن طريق الثقوب الدودية التخيلية، التي يمكن أن تنهار بعد تكونها بشكل مفاجئ وتختفي
قبل أن يخترقها أي شيء. وفي هذا السياق، أورد ثورن أنه "يمكن إغلاق فوهات الثقوب
الدودية من خلال جسم غريب يحتوي على طاقة سلبية تساهم في انحناء الزمكان".
وأشار الموقع إلى أنه منذ سنوات، يجري العلماء أبحاثا بشأن الثقوب الدودية
ومخاطرها النظرية. وفي نهاية المطاف، توصل العلماء إلى نتيجة مفادها أنه يمكن استخدام
هذه الثقوب كآلة زمن، ما من شأنه أن يفسح المجال لعودة الجدال بشأن المفارقات المتعلقة
بالثقوب السوداء.
وأوضح الموقع أنه في الوقت الراهن، ظهرت أنواع جديدة من الثقوب الدودية
التي يمكن من خلالها السفر عبر الزمن، والتي لا تحتوي على المادة الغريبة. وقد وضعت
هذه الثقوب حدا للجدل القائم بين علماء الفيزياء حول الثقوب الدودية. ومنذ سنوات، توصل
بعض علماء الفيزياء إلى نتيجة مفادها أن الثقوب السوداء فارغة من الداخل، وأن الزمكان
ينتهي في أفق الثقوب السوداء.
وأفاد الموقع بأنه في سنة 2016، أوضح الباحثان لدى جامعة هارفارد، بينغ
غاو ودانييل جافريس، والباحث لدى جامعة بوسطن، أرون وول، أنه يمكن السفر عبر الزمن
عن طريق الثقوب الدودية دون أن تغلق عن طريق المادة الغريبة، وذلك من خلال إنتاج الطاقة
السلبية الموجودة على مستوى فوهات الثقوب الدودية من الخارج عن طريق الاتصالات الكمية
التي تحدث بين الثقوب السوداء. وفي المقابل، تفطن الباحثون إلى أن هذا السيناريو يعادل
تماما الانتقال الآني الكمي.
وفي هذا الصدد، أورد الخبير في الثقوب السوداء والجاذبية الكمية لدى معهد
كاليفورنيا للتقنية، جون برسكيل، أن "اكتشاف هذا النوع من الثقوب السوداء التي
يمكن اجتيازها يعد أمرا مفاجئا". وفي سياق متصل، صرح برسكيل بأن "الأمر المثير
في هذه الثقوب السوداء يتمثل في أنه يمكن لأي خبير الدخول إليها ثم الخروج منها، ومن
ثم وصف ما شاهده في الداخل". ووفقا لهذه النظرية، يتبين أن الثقوب السوداء حقيقة
ثابتة، وأن كل ما يدخل فيها يعود مرة أخرى.
وأضاف الموقع أن عالم الفيزياء البريطاني، ستيفن هوكينغ، بين في سنة
1974، أن الثقوب السوداء تتبخر بعد أن تطلق طاقة بشكل بطيء في شكل جزيئات إشعاعية لا
تحيل إلى أي معلومات تذكر بشأن محتوى الثقوب السوداء. وعلى هذا الأساس، تختفي أي معلومات
بشأن ما سقط في الثقب الأسود في حال اندثاره.
وذكر الموقع أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة، أوضح عدد من العلماء، على
غرار عالم الفيزياء الأمريكي لدى جامعة كاليفورنيا، جوزيف بولشينسكي، أن الثقوب السوداء
مجرد أغشية فارغة من الداخل. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الكثير من العلماء ما زالوا
على قناعة بأن الثقوب السوداء تحتوي على أجزاء داخلية. وللاطلاع على محتوى هذه الثقوب،
يجب استخراج المعلومات المسجلة فيها.
وتابع الموقع بأن عددا من علماء الفيزياء، على غرار خوان مالداسينا ودوغلاس
ستانفورد وزهين بين يانغ، اكتشفوا وجود ثقب دودي يربط بين ثقبين أسودين بشكل وثيق يتبخر
أكبرهما بشكل سريع. والجدير بالذكر أن الثقوب الدودية لا يمكن أن تشكل ثورة في مجال
الغزو الفضائي، بل تمثل حلا واعدا بالنسبة لمعضلة جدار النار في أفق الحدث.
وفي هذا الصدد، أورد عالم الفيزياء، جون برسكيل، أن "جدار النار
شيء لا وجود له. وفي المقابل، يوضح اكتشاف الثقوب الدودية حقيقة التكامل بين الثقوب
السوداء". وأردف برسكيل بأنه "على ضوء هذه المعطيات، ندرك أن داخل وخارج
الثقوب السوداء ليسا نظامين مختلفين".
وبين الموقع أن الثقوب السوداء العابرة للزمن، خاصة تلك المتشابكة، تحمي
المعلومات من الضياع. وعلى هذا الأساس، يخرج كل شيء يخترق ثقبا من الثقوب السوداء من
الثقب الآخر. وفي هذا السياق، أفاد جون برسكيل بأن "الإشعاع الذي يخرج من الثقب
يعتبر بمثابة نسخة من داخل الثقب الأسود".
وفي الختام، نقل الموقع على لسان الخبير المختص في النظرية النسبية لدى
جامعة فيكتوريا، مات فيسر، أن "الثقب الدودي العابر للزمن لا يسمح إلا بنفاذ الأمواج
الأصغر من نصف قطر مقارنة بفوهته".