نشر موقع "ميديكال نيوز توداي" الأمريكي تقريرا حول ظاهرة استعمال أنواع معينة من العقاقير؛ لارتكاب جرائم الاغتصاب دون أدنى مقاومة من الضحية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن امرأة من أصل أربع نساء في الولايات المتحدة الأمريكية تعرضت للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي. وغالبا ما يكون المعتدي شخصا قريبا من الضحية قد قام بفعلته مستخدما هذا العقار. لذلك، ينبغي معرفة أنواع هذه العقاقير وآثارها الجانبية؛ للحيلولة دون سقوط المزيد من ضحايا الاعتداءات الجنسية.
وذكر الموقع أن أغلب المغتصبين يعمدون إلى إضافة هذا العقار إلى المشروبات، قبل أن تتناولها الضحية. وعندما تشعر الضحية بتغير مفاجئ في الوعي أو التركيز، فعليها الحرص على حماية نفسها قبل كل شيء.
ومن أهم الآثار الجانبية التي تظهر على الضحية بمجرد تناولها للعقار، الامتثال التام وعدم المقاومة أثناء الاعتداء عليها؛ نظرا لأنها تكون فاقدة للوعي كليا أو جزئيا.
وأفاد الموقع بأن أي عقار يفقد الضحية وعيها، سواء كان عقارا طبيا أو مخدرا مثل الهيروين، يطلق عليه اسم "عقار الاغتصاب". وتعدّ الكحول على رأس قائمة تلك العقارات وأكثرها شيوعا، خاصة داخل الجامعات، فهو يجعل الضحية أقل وعيا، ويحفز السلوك العدواني عند المغتصب.
وأكد الموقع أن الأدوية المضادة للقلق؛ من فئة بنزوديازيبين وألبرازولام وكلونازيبام، تسبب النعاس عند تناولها، ويمكن أن تستخدم كعقار للاغتصاب. كما يعدّ دواء فلونيترازيبام من أكثر العقاقير التي استخدمت في حالات الاغتصاب.
فعند تناوله، تشعر الضحية باسترخاء تام، وأحيانا تفقد التحكم في عضلاتها، وغالبا لا تتذكر ما حدث معها. ويدخل مخدر الكيتامين ضمن قائمة عقاقير الاغتصاب؛ لأن مفعوله يسري مباشرة بعد تناوله، ويسبب الأعراض السابقة ذاتها.
وأضاف الموقع أن الجسم يفرز مادة غاما هيدروكسي بيوتيرات بصورة طبيعية، التي تعدّ ناقلة للإشارات العصبية. لكن تناول هذا العقار بجرعات منخفضة يحد من نشاط الجهاز العصبي، ويتسبب على الفور في الإصابة باختلال في التوزان والشعور بالنعاس وعدم التركيز. وقد تؤدي الجرعات الزائدة من هذا العقار إلى فقدان كامل للوعي، وصعوبة الرؤية، وعدم القدرة على تذكر ما حدث.
وبيّن الموقع أن الضحية قد تتناول هذه العقاقير المنحلة في الشراب دون أن تتفطن لذلك. ولكن هناك عقاقير أخرى تتناولها الضحية بكامل إرادتها، على غرار الهيروين، علما بأنها عندما تكون تحت تأثير هذا المخدر لا تدرك أنها تتعرض للاغتصاب.
وحذر الموقع من مغبة ترك الشخص لمشروبه دون رقابة عند غيابه. ويمكن معرفة ما إذا كان المشروب يحتوي على أحد هذه العقاقير عند ظهور بعض الأعراض على الضحية، على غرار الشعور بآثار الثمالة، رغم عدم تناول مشروبات كحولية، أو عدم التركيز واختلال التوازن، أو فقدان الوعي. ومن بين العلامات التي تؤكد تعرض الضحية للاغتصاب أثناء فقدان الوعي، الملابس الممزقة أو الإحساس بآلام في الأعضاء التناسلية.
وأشار الموقع إلى أنه من الصعب التأكد مما إذا كانت هذه الآثار بسبب العقاقير أو المشروبات الكحولية. ويستطيع مدمنو الكحول وحدهم التفطن لهذا الأمر، فالشخص الذي يشعر بالثمالة أكثر من المعتاد، من المرجح أن يكون ضحية لتناول هذه العقاقير دون علم.
وفي حال تناولت إحدى الضحايا هذه العقاقير دون علمها، فيجب عليها فورا التوجه لشخص موثوق به، واطلاعه على الأمر، حتى يطلب المساعدة؛ لأن بعض العقاقير قد تؤدي إلى فقدان سريع للوعي.
وبعد ذلك، عليها التوجه إلى أقرب مركز طبي لإجراء الفحوصات اللازمة؛ لأن آثار عقاقير الاغتصاب عادة ما تختفي من الجسم بعد ساعات قليلة من تناولها. أما في حال توجه الضحية للمنزل مباشرة، فعليها إجراء الفحوصات الطبية في اليوم التالي؛ للتأكد من عدم تعرضها للاعتداء الجنسي.
الجدير بالذكر أنه على الضحية ألّا تستحم قبل إجراء الفحوصات؛ من أجل الحفاظ على الأدلة التي تدين الجاني في حال تعرضت لأي اعتداء، مع ضرورة الاتصال بالشرطة على الفور.
وأضاف الموقع أن هناك بعض الطرق التي تساعد على تجنب الوقوع ضحية لهذه العقاقير، على غرار عدم شرب كميات كبيرة من الكحول مع أشخاص غير موثوقين، والخروج دائما رفقة الأصدقاء، وعدم ترك الشراب دون مراقبة، مع رفض أي مشروب يقدم من قبل شخص غريب.
وفي الختام، قال الموقع إن الضحية دائما تشعر بالذنب بعد التعرض للاغتصاب، ما يدفعها إلى عدم إجراء الفحوصات، وصعوبة تجاوز الآثار النفسية لهذه الحادثة، إلا أن وعيها بضرورة التبليغ عن مثل هذه الاعتداءات من شأنه أن يساهم في القبض على الجاني.
هل يساعد تطور الطب في إطالة عمر الإنسان؟