ذكرت صحيفة "الغارديان" أن أسقفا بريطانيا انتقد المسيحيين الذين يؤيدون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل "مطلق"، ودعاهم للتفكير بالطريقة التي يرتبط فيها دعمهم لترامب بعقيدتهم الدينية.
وقال أسقف مدينة ليفربول الأسقف بول بايز في مقابلة مع "الغارديان" إن بعض الزعماء الدينيين الإنجيليين "يقبلون دون تمييز" الأشياء التي يقولها ترامب وحلفاؤه.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن بايز، قوله إن الإنجيليين يخاطرون بتشويه سمعة الدين، خاصة أنه لا يوجد مبرر لمناقضة تعاليم الرب، التي تدعو لحماية الفقراء والضعفاء، وأضاف بايز أن "بعض الأشياء التي قيلت من جانب زعماء دينيين تبدو وكأنها تواطؤ، مع نظام حكم يهمش الفقراء، فهو نظام يبني جدرانا فاصلة بدلا من الجسور، ونظام يقول إن الأشخاص المهمشين يجب استبعادهم من المجتمع، ونظام يقول نحن لا نرحب بعد الآن بالأشخاص الذين يرغبون في القدوم إلى بلدنا".
وتشير الصحيفة إلى أن ترامب أصدر بعد دخوله البيت الأبيض أمرا يمنع مسلمي دول ذات غالبية مسلمة من القدوم للولايات المتحدة، وشمل القرار كلا من ليبيا واليمن والصومال وتشاد وإيران وسوريا، بالإضافة إلى أن ترامب دعم أيضا مراجعة لقواعد الهجرة، من شأنها أن تنهي التنوع الذي تتميز به، وتحد من أعداد اللاجئين، الذين تتوفر لهم فرصة الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة.
ويلفت التقرير إلى أن قضاة أمريكيين رفضوا الشهر الماضي أمرا للرئيس ترامب، يقضي بخفض التمويل عن المدن الأمريكية التي ترفض التعاون مع مسؤولي الهجرة، وكذلك الحظر الذي فرضته إدارته على انضمام المتحولين جنسيا إلى صفوف الجيش الأمريكي.
وتورد الصحيفة نقلا عن بايز، الذي أصبح الأسقف الثامن لليفربول عام 2014، قوله إن الناس أحرار في تأييد الشعبوية اليمينية، لكنه تساءل كيف يتوافق ذلك مع العقيدة المسيحية، وأضاف: "حين يقول الناس مثل هذه الأشياء، فإنهم بحاجة لأن يكونوا قادرين على تبرير أنهم يقولونها باعتبارهم مسيحيين، وأنا لا اعتقد أن هذا ممكن".
ويقول بايز للصحيفة إن بعض من يزعمون أنهم قادة إنجيليون يدعمون بشكل مطلق أشخاصا بطريقة تظهر أنهم يتواطؤن، أو يقللون من أهمية الأشياء التي تعد في مجالات أخرى من حياتهم مهمة، لكنه أكد أن ليس الإنجيليون كلهم يدعمون ترامب، قائلا إن "هناك الكثير من المسيحيين الذين يحاولون استعادة الإنجيل كما وصلنا، حتى لو عنى هذا تحدي القادة السياسيين".
وينوه التقرير إلى أن أسقف كانتبري جاستين ويلبي قال الشهر الماضي إنه لا يستطيع فهم الدعم القوي لترامب بين الإنجيليين المحافظين في الولايات المتحدة، وأضاف: "لا أفهم في الحقيقة من أين جاء هذا الدعم"، لافتا إلى أن ويلبي انتقد في موعظته يوم عيد الميلاد في كاتدرائية كانتبري "القادة الشعبويين الذين يخدعون" شعوبهم، في تعليقات يبدو أنها موجهة ضد ترامب.
وتقول الصحيفة إنه بحسب استطلاع أجراه معهد "بيو" للأبحاث في واشنطن، فإن نسبة 80% من الذين عرفوا أنفسهم بالإنجيليين صوتوا لصالح ترامب في انتخابات عام 2016، وقال ثلاثة أرباعهم إنهم يدعمون رئاسته.
ويقول بايز: "لو كان ما أعتقده هو التعاليم الواضحة للإنجيل حول حب الجميع، فإن الرغبة في العدل، وتأكيد حماية المهمشين والعزل، تمت مناقضتهما، فأعتقد أن هناك حاجة لقول ذلك".
ويفيد التقرير بأن تصريحات الأسقف البريطاني جاءت بمناسبة إطلاق جمعية خيرية يترأسها، تهدف للقضاء على التمييز على أساس الجنس أو الميول الجنسية، وسيطلق على المنظمة اسم "مؤسسة أوزان"، التي ستعمل مع المنظمات الدينية حول العالم في قضايا تتعلق بالمثليين "أل جي بي تي أي" والموضوعات المتعلقة بالجنس، وستقودها جين أوزان المدافعة عن المساواة.
وبحسب الصحيفة، فإن تصريحات أسقف ليفربول تأتي بعد موعظة عيد الميلاد، التي ألقاها كبير أساقفة كانتبري جاستن ويلبي، وانتقد فيها "الزعماء الشعبويين"، دون أن يذكر اسم ترامب على وجه التحديد.
ويذكر التقرير أن بابا الفاتيكان شكك في العام الماضي في العقيدة المسيحية لترامب، على خلفية دعوته لبناء جدار حدودي مع المكسيك، وقال البابا فرانسيس: "الشخص الذي يفكر فقط في بناء الجدران الفاصلة، بدلا من بناء الجسور، لا يكون مسيحيا".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب، الذي التقى البابا بعد ذلك، قال في رد فعله على ذلك: "من المخزي أن يشكك زعيم ديني في إيمان شخص ما، أنا فخور بكوني مسيحيا".
ميدل إيست آي: ما دور العقيدة الإنجيلية بقرار ترامب الأخير؟
إندبندنت: هذا هو السبب الحقيقي لقرار ترامب بشأن القدس
الغارديان: رسالة ترامب لماي.. المتنمرون لا يحترمون المتملقين