نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الهجمات والحرائق التي ما فتئت تلحق بالكنائس في ظل النظام الاستبدادي الجديد في مصر، على الرغم من تواتر الوعود بوضع حد لها.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن القاهرة شهدت يوم أمس هجوما دمويا هو الأبشع من نوعه قبيل احتفالات رأس السنة الميلادية، الذي يوافق السابع من كانون الثاني/ يناير في التقويم الأرثوذكسي. ومرة أخرى، استهدفت الهجمات المتكررة في أرض الفراعنة، كنيسة قبطية.
وأوردت الصحيفة أن الانتهاكات ضد المسيحيين في مصر لم تقتصر على الهجوم الأخير، فقد جد في الأسبوع الماضي هجوم دموي ومأساوي للغاية، في بلدة جنوب البلاد، في محافظة الجيزة. وخلال هذه الحادثة، اعتدى عشرات الأشخاص على كنيسة، ودمروا أثاثها، كما ألحقوا الضرر بالعديد من المسيحيين.
اقرأ أيضا: الهجمات المسلحة على الأقباط بمصر في 2017 (إنفوغرافيك)
وبينت الصحيفة أن "الجريمة" والذنب الذي ارتكبته كنيسة سان تيودور في كفر الواصلين المصرية، تمثل في التمكن أخيرا من الحصول على موافقة السلطات المصرية لمنح المعبد صفة الكنيسة. ويعني هذا الإجراء أن يكون للكنيسة صليبا وجرسا. وتعمل هذه الكنيسة منذ 16 سنة، وترعى، في الوقت الراهن، في مبانيها المؤقتة، حوالي 1500 قبطي.
ونقلت الصحيفة أن مطالبة حوالي تسعة آلاف مسيحي ببناء الكنائس في مصر، قوبلت بموجة عنف طائفي منهجي، على مر العقود، نتيجة لذلك، فضل العديد من المسيحيين في بعض القرى عدم تقديم طلب لإضفاء طابع رسمي على أماكن العبادة الخاصة بهم، التي بقيت أشبه بأنفاق وسراديب الموتى.
اقرأ أيضا: جدل بمصر حول خلفيات ودوافع الهجوم على كنيسة حلوان
وأضافت الصحيفة أن نظام مبارك تغاضى دائما عن مثل هذه الانتهاكات. في المقابل، أدان نظام السيسي وضع أقباط مصر، ولكن من خلال التصريحات لا غير، ودون القيام بأي تحركات حاسمة. وعلى الرغم من موافقة البرلمان المصري، خلال السنة الماضية، على قانون يقضي بتسريع عملية بناء الكنائس، إلا أن عزل المسيحيين الأقباط في بلاد الفراعنة وعدم القدرة على حمايتهم، لا يزال متواصلا في ظل نظام السيسي.
وتجدر الإشارة إلى أنه وبغض النظر عن الإجراءات الأمنية الصارمة في الكنائس المصرية مع اقتراب احتفالات رأس السنة القبطية، إلا أن منع حدوث مجزرة لم يكن ممكنا في مصر السيسي.
وكشفت الصحيفة أن جملة من الاتفاقيات القديمة تقضي بحماية الأقباط، وضمان حقوقهم من خلال الوقوف في وجه تعرضهم للتمييز في الحياة العامة، وعدم وضع قيود أمام بناء الكنائس وإصلاحها. في المقابل، يعد الوضع على أرض الواقع مختلفا للغاية. وفي السنوات الأخيرة، ازداد حجم الاضطهاد وملاحقة الأقباط بشكل كبير.
اقرأ أيضا: تنظيم الدولة يتبنى هجوم كنيسة حلوان
وتنوعت طبيعة هذه الانتهاكات انطلاقا من عمليات حرق الكنائس المتكررة، وصولا إلى الهجمات التي تشنها جماعات متطرفة. ولعل الأسوأ من كل ذلك أنه غالبا ما يفلت مرتكبو هذه الاعتداءات من العقاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأقباط من أولى المجتمعات التي اعتنقت المسيحية في العالم، و أقدمها حيث يعود ظهورها في بلاد الفراعنة إلى القرن الرابع. كما يعد الأقباط من أكبر المجتمعات عددا في منطقة الشرق الأوسط. وإلى جانب كونهم مجتمعات فضلت الانعزال في صحراء مصر، تواترت في السنوات الأخيرة شائعات أخرى ضدهم، مفادها أن أقباط مصر شاركوا في انقلاب سنة 2013.
صحيفة تركية : قادة الانقلاب هؤلاء سيرتدون البدل البرتقالية
ما هي معالم سباق التسلح الخطير في الشرق الأوسط؟
نيويورك تايمز: لماذا تعد مصر حليفا سيئا يجب التخلي عنه؟