نشرت صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن مقترح الشراكة التركية الأوروبية، الذي عرضه الرئيس الفرنسي على ضيفه الرئيس التركي خلال زيارته إلى باريس، عوضا عن الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن ماكرون لا يرحب بقرار المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل،
التي دعت إلى وقف التفاوض نهائيا بخصوص انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وفي
المقابل، يدعو الرئيس الفرنسي الشاب إلى تجنب الدخول في قطيعة مع الأتراك.
وذكرت الصحيفة أن 19 سنة قد مضت وحلم انضمام تركيا
إلى الاتحاد الأوروبي لم يتحقق بعد، وخلال زيارة أردوغان إلى فرنسا يوم الجمعة،
يأمل في إعادة فتح أبواب الحوار مع المسؤولين الأوروبيين، وتعد هذه الزيارة الأولى
من نوعها إلى إحدى أكبر دول الاتحاد الأوروبي منذ أحداث الانقلاب الفاشل خلال شهر تموز/
يوليو عام 2016.
وأضافت الصحيفة أن "تطلع أردوغان إلى إحياء
المفاوضات من جديد مع الأوروبيين يبدو صعب المنال، خاصة أن تركيا قد شهدت على
الصعيد الداخلي إقالة 140 ألف موظف، وإيقاف 55 ألف شخص، مع تراجع حرية الصحافة والتضييق
على الصحفيين الأوروبيين في تركيا".
اقرأ أيضا: أردوغان: دخلنا مرحلة جديدة مع الاتحاد الأوروبي
ويوم الجمعة، عرض إيمانويل ماكرون على رجب طيب
أردوغان، خلال اللقاء الصحفي الموحد، "الشراكة" عوضا عن العضوية في
الاتحاد الأوروبي، وقد استند مقترح الرئيس الفرنسي على العلاقات المتميزة مع أنقرة
في إطار التعاون في مكافحة الإرهاب.
وأفادت الصحيفة بأن ماكرون لم يخف حقيقة أن الوضع
الحالي في تركيا يعرقل "تقدم" ملف العضوية التركية في الاتحاد الأوروبي،
وظاهريا، يوهمنا عرض الرئيس الفرنسي بأن ترتيبات إمكانية لحاق تركيا بالاتحاد
الأوروبي سهلة، ولكنها في الحقيقة معقدة أكثر مما نتصور.
ومن جهته، أكد رجب طيب أردوغان أن تركيا قد
"أرهقتها" المفاوضات الرامية لقبول عضويتها في الاتحاد الأوروبي، حيث
صرح بأنه "لا يمكننا أن نجدد بشكل دائم مطلب عضويتنا في الاتحاد الأوروبي".
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس بلدية إسطنبول السابق
(أردوغان) قد عمل مؤخرا على "مغازلة أوروبا"، فقد أعرب منذ أسبوع عن
أمله في تركيز "علاقات متميزة مع الاتحاد الأوروبي ومع الدول الأعضاء"
بهدف "كسب أكبر عدد من الأصدقاء وتقليص عدد الأعداء" على حد تعبيره.
اقرأ أيضا: يلدريم يسخر من توصية برلمان أوروبا حول انضمام تركيا للاتحاد
في المقابل، يعمل أردوغان على تجنيب بلاده حالة
العزلة، وقد وجد في الاتحاد الأوروبي توافقا في وجهات النظر من خلال إدانة قرار
ترامب الأخير بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ونوهت الصحيفة إلى أن ملف عضوية تركيا في الاتحاد
الأوروبي قد تم فتحه من جديد مع نهاية سنة 2015 بعد سنوات من إغلاقه.
وخلال تلك الفترة، كان موقف أنقرة قويا نظرا لأن
الأوروبيين قلقون من موجة الهجرة الوافدة على أراضيهم، وقد اشترطت تركيا الدخول في
مفاوضات جديدة بخصوص العضوية مقابل استقبالها للاجئين الوافدين نحو القارة العجوز،
لكن شهر العسل لم يدم طويلا بين الطرفين.
وذكرت الصحيفة أن مطلب الأتراك المتمثل في تحرير
التأشيرات وعلاوة مالية من الاتحاد الأوروبي تقدر بستة مليارات يورو للتعامل مع أزمة
الهجرة، قد قوبل بالرفض.
اقرأ أيضا: انقسام أوروبي حول انضمام تركيا إلى "الاتحاد"
وصوت البرلمانيون الأوروبيون على تجميد المفاوضات
خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2016 محتجين على عملية التطهير واسعة النطاق
التي حدثت في تركيا كرد على محاولة الانقلاب الفاشلة، معتبرا هذه العملية بمثابة
"انجراف سلطوي".
وأضافت الصحيفة أن معظم الدول الأعضاء في الاتحاد
الأوروبي ترفض تجديد المفاوضات مع الجانب التركي.
وحسب ما أفاد به المؤرخ والخبير السياسي، ساميم
أكغونول، لوكالة فرانس برس فإن "أردوغان فضل إجراء زيارة إلى ألمانيا عوضا عن
فرنسا، لكن يبدو أن أنغيلا ميركل كانت متعنتة".
وفي الختام، قالت الصحيفة إنه خلال شهر أيلول/ سبتمبر
الماضي، أكدت المستشارة الألمانية أنها تفضل إيقاف سير المفاوضات نهائيا مع أنقرة.
ولكن إيمانويل ماكرون لا يشاطرها الرأي، حيث دعا إلى تجنب "الدخول في
قطيعة" مع الجانب التركي.
كيف بسطت أوروبا نفوذها بكتابة تاريخ الآخرين؟
صحيفة تركية تكشف تحركات أردوغان في الكواليس حول القدس
يني شفق: الانتخابات المبكرة في تركيا أمر غير وارد