تحدثت صحيفة إسرائيلية عن زيف التصريحات الإسرائيلية التي تنادي بإغلاق "الأونروا" وتقليص ميزانيها، كاشفة أن "تل أبيب" تعمل بشكل سري على زيادة دعمها وتوفير التمويل لها؛ لأنها تعفيها من مهمات كثيرة.
خلف الكواليس
وأكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير لها اعده ليئورا شيؤون، أن "المس بوكالة الغوث والتشغيل (الأونروا)، سيضر كثيرا بالفلسطينيين، خاصة سكان قطاع غزة، ودون شك سيضر إسرائيل أيضا"، حيث هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدات لـ"الأونروا" في حال لم ترجع السلطة الفلسطينية لطاولة المفاوضات، وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، دعوته لإغلاقها.
وكشفت الصحيفة زيف التصريحات التي يطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقالت: "الصورة العلنية تظهر أنه ينتقد الأونروا ويدعو لتقليص تدريجي في ميزانيتها، لكن إسرائيل تعمل من خلف الكواليس بنشاط لزيادة ميزانيتها".
ونوهت إلى أنه "لن يكون غريبا إذا تبين أنه رغم الأقوال العلنية لنتنياهو، إلا أنه أرسل مبعوثيه لمحاولة إنزال ترامب عن الشجرة التي تسلقها"، موضحة أن "هناك علاقة مركبة بين إسرائيل والأونروا؛ فهي التي أعفتها بمساعدة الأموال الأمريكية والأوروبية، من ضرورة علاج أوضاع اللاجئين في المناطق المحتلة".
وأكدت "هآرتس"، أن " الأموال التي تدفع للأونروا من دول صديقة لإسرائيل (أمريكا، أوروبا، السعودية، ألمانيا، إيطاليا، السويد، اليابان، سويسرا، النرويج، هولندا وكند)، ساهمت في اقتصاد إسرائيل عبر الضرائب والاستهلاك والخدمات".
ولفتت إلى أن "ارتباط الأونروا - وهي مزود الخدمة الثانية من حيث حجمها في المناطق بعد السلطة الفلسطينية - بالدعم المالي، يجعلها متعلقة بشكل عملي بنوايا هذه الدول"، موضحة أنه "في حال اختفت الأونروا أو ضعفت، ستأتي جهات جديدة معادية لإسرائيل مثل إيران وستكون مسرورة بملء الفراغ".
تحويل المشكلة
وأضافت: " كما أن إضعاف الأونروا سيتسبب بضعف الأردن ولبنان، اللذين توجد فيهما مخيمات كثيرة للاجئين، وستؤدي لعدم الهدوء على الحدود مع إسرائيل"، منوهة إلى أن "الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة الأكبر والأكثر ثراء في الشرق الأوسط، وهي الوحيدة المتماهية مع مجموعة إثنية محددة ومع نضالها من أجل التحرر".
وأفادت الصحيفة بأن "الأونروا وعقب ضغط أوروبي وأمريكي تقف من خلف إسرائيل، تحاول تقييد تدخل موظفيها الفلسطينيين في نشاطات حماس"، كاشفة جزءا من التعاون الخفي بين "الأونروا" و"إسرائيل"، حيث "قامت بإبلاغ تل أبيب بوجود نفق أسفل مدرسة بغزة (وفق المزاعم الإسرائيلية)، وقامت بإغلاقه".
وذكرت أن "إسرائيل راضية عن النشاطات التي تنفذها الأونروا في غزة، مثل؛ إقامة المخيمات الصيفية للأطفال التي تنافس المخيمات الصيفية لحماس"، مؤكدة أن "إسرائيل استغلت ضعف السلطة والانقسام الفلسطيني، لتحويل المشكلة الفلسطينية من مشكلة لاجئين لمشكلة إنسانية".
لقد "ساعدت إسرائيل الأونروا في الحصول على ميزانيات عن طريق التوجه مباشرة للدول المانحة، فعندما أعلنت كندا عن تقليص المساعدة لها عام 2010 طلبت تل أبيب سرا منا الامتناع عن ذلك، وذات الأمر تكرر عام 2011 مع هولندا"، وفق ما كشفته الصحيفة الإسرائيلية.
ونبهت إلى أن "هذه الخطوات لا تعني أن إسرائيل راضية عن الأونروا، بالعكس، فطالما هناك علاقة وثيقة بين المشكلة الفلسطينية وبين الأونروا، فإسرائيل ستعمل ضد الوكالة على الأقل بشكل رمزي وعلني"، مضيفة: "إسرائيل تعرف أن ترامب سيدرك أنه لا يوجد بديل للأونروا في الوقت الحالي".
نتنياهو: يجب أن تزول الأونروا من الوجود.. و"الأخيرة" ترد
نتنياهو يعلق على احتجاجات إيران .. كيف رد على روحاني؟
أردوغان: سنعمل مع الدول التي رفضت تغيير وضع القدس