خلفت وفاة توأم حديثي الولادة بقرية إملشيل المغربية استياء عارما لدى سكان المنطقة، خاصة وأن والد التوأم اتهم المستشفى الميداني بالمنطقة بالإهمال والتسبب في وفاة طفليه، لافتا إلى أن حالة زوجته حرجة، الأمر الذي دفع بوزارة الصحة للدفاع عن المستشفى وإخلاء مسؤوليته عن الوفاة.
وكان والد التوأم، زايد واعقا، قال في تصريح لموقع "العمق المغربي" إن زوجته باغتها ألم المخاض صباح أمس الأربعاء، وتوجه إلى المستشفى الميداني بالمنطقة، الذي لا يبعد عنه سوى بـ10 دقائق تقريبا من أجل طلب المساعدة، إلا أن حراس الأمن منعوه من الدخول ورفضوا مساعدته.
وأضاف زايد أنه غادر المستشفى بعدما لم يجد أي مساعدة لإنقاذ زوجته، فاتجه مباشرة إلى مركز الدرك الملكي بخصوص حالة زوجته، ليتدخل رئيس المركز الذي اتصل بسيارة إسعاف التي حضرت بدون طاقم طبي.
وتابع الزوج: "حضرت سيارة الإسعاف ووجد السائق أن نصف الجنين قد خرج وزوجتي في حالة خطيرة، ليعود إلى المستشفى لنقل فريق طبي من أجل تقديم المساعدة وإنقاذ أم التوأم".
وأكد زايد أن زوجته البالغة من العمر37 عاما نقلت إلى المستشفى الميداني في حالة جد خطيرة فيما فارق التوأم الحياة بسبب الإهمال.
ومن جانب آخر، استنكر مندوب الشبكة المغربية لحقوق الإنسان والرقابة على الثروة وحماية المال العام بدائرة املشيل، محمد حبابو، التصرف غير المسؤول للأطقم الطبية العاملة بالمستشفى الميداني بإملشيل، والذي يتنافى مع التعليمات الملكية بخصوص الاعتناء بسكان المناطق الجبلية، خاصة في أوقات البرد.
وطالب حبابو الدولة بفتح تحقيق ومحاسبة الأطر الطبية وجميع المتورطين في وفاة توأم إملشيل.
وردا على اتهام أب التوأم، نفت وزارة الصحة أن يكون سبب الوفاة ناتج عن إهمال الطاقم الطبي للمستشفى الميداني.
وقالت الوزارة في بلاغ توصلت "عربي21" بنسخة منه، إن المستشفى الميداني المتنقل بإملشيل تلقى إخبارا بوجود امرأة داهمها المخاض بدوار موتزلي الذي يبعد بكيلومتر واحد عن مكان المستشفى، وسارعت فرقة مكونة من سائق سيارة الإسعاف ومولدة بالتنقل إلى مكان تواجد المرأة.
وأضاف البلاغ، أن المولدة وجدت المرأة تلد للمرة السابعة، دون تتبع لحملها بالمركز الصحي إملشيل، وقد وضعت توأما ميتا بالمنزل بطرق تقليدية مع بقاء المشيمة داخل الرحم، الشيء الذي تسبب لها في نزيف دموي حاد مع انخفاض في الضغط الدموي مما استدعى نقلها، على وجه السرعة، صوب المستشفى المتنقل بإملشيل.
وأكدت وزارة الصحة أن الطبيب المختص في الإنعاش والتخدير والطاقم المساعد له قاموا بالتكفل الطبي الذي تستدعيه حالتها الصحية بعدما تم استخراج المشيمة ووقف النزيف، كما تم حقنها بكيسين من الدم من نفس فصيلتها لتعويض الكمية التي فقدتها، إضافة إلى الأدوية الحيوية والمصل الذي حقنت به عبر الوريد، مما أدى إلى تحسن حالتها الصحية وتجاوزها مرحلة الخطر.
وأوضحت الوزارة، "أن السيدة أجريت لها تحاليل مخبرية للمرة الثانية، بينت أن نسبة الصفائح الدموية ضعيفة، حيث ارتأى الطاقم الطبي المختص، وتحسبا لأي مضاعفات على صحتها، نقلت إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالراشدية".
وأشارت الوزارة إلى أن هذه الحالة تعتبر الثانية في أقل من 24 ساعة التي تم نقلها من منطقة إملشيل والحالة الرابعة التي تم إنقاذها بواسطة المساعدة الطبية الاستعجالية للتوليد في أقل من أسبوع.
ولفت البلاغ إلى أنه ورغم أن مجموعة من النساء الحوامل بمركز إملشيل، استفدن، منذ انطلاق عملية رعاية، من الفحص الطبي والفحص بالصدى من طرف طبيب اختصاصي في طب النساء والتوليد بالمستشفى المتنقل بإملشيل، مع حثهن على الوضع بالمؤسسات الصحية، إلا أن أخريات لازلن يغامرن بالولادة بالمنازل دون تحسب لما يترتب عنها من مخاطر على صحتهن وعلى صحة المواليد.
وحاصرت الثلوج، التي تساقطت بنسب قياسية في الآونة الأخيرة، العديد من القرى المغربية في جبال الأطلس، ما دفع بسكان هذه المناطق لدق ناقوس الخطر من أجل فك العزلة عنهم، خاصة وأن معاناتهم تشتد في كل فصل شتاء يحل بهم.
إصابات خطيرة في حادث "دهس" وسط المغرب (شاهد)