أعلن رئيس حزب الإصلاح والتنمية المصري، والبرلماني السابق، محمد أنور السادات، عدم مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، نظرا لتعرضه وحملته الانتخابية وبعض مؤيديه لـ"مضايقات وتهديدات وإرهاب".
وقال في مؤتمر صحفي عقده بمقر حزبه بعد ظهر اليوم الاثنين إنه قيم مع حملته الانتخابية خلال الأيام الماضية الموقف بشكل الكامل، ولذلك قرر الاستجابة لرغبة حملته بعدم خوض الانتخابات مؤكدا أن الموضوع أكبر من جمع توقيعات أو إعداد توكيلات، فليس هناك اطمئنان أن تجري الانتخابات بالصورة التي كان يتمناها ويطالب بها وبالتالي فلن يخوض معركة خاسرة.
وأضاف :"لن نخوض معركة خاسرة، وهذا قرار نهائي في ما يخص انتخابات 2018، لأنه ليس قراري الشخصي بل قرار حملتي الانتخابية ومن كانوا يعملون معي على الأرض، وتم اتخاذ القرار نزولا على رأي الحملة ومؤيديها".
وتابع:" قرارنا هذا ليس نابعا من الخوف. أنا مبخفش ومش معروف عننا الخوف، لكن ممكن أخاف على أعضاء الحملة في ظل قانون الطوارئ لأن بعض الشباب قد يكون عرضه للتجاوز".
واستطرد:" احنا مستمرين وسنعبر عن مواقفنا أيا كانت العواقب التي من الممكن أن تكون كثيرة، خاصة أنه ليس هناك احترام لكرامات وحرمات الناس"، مشدّدا على أن "تثبيت الدولة لن يكون إلا بإرساء قيم العدل والمساواة بين الجميع".
ولفت السادات إلى أنه اضطر لعقد مؤتمره الصحفي بمقر الحزب، "لأننا لم نستطع الحجز في أحد الفنادق، نتيجة تدخلات أجهزة الأمن".
اقرأ أيضا: مؤيدون للنظام يطالبون بتولي السيسي الرئاسة مدى الحياة
انتخابات أم مبايعة
وأكمل:" عايزين انتخابات حقيقية ومنافسين ولا عايزين استفتاء ومبايعة، وإذا كان كدا نوفر على مصر كل هذه الأموال"، مضيفا:" اللي بيحصل هو نظام الغجرية ست جيرانها، لأنهم منزلين مرشحين معروفين بعينهم عشان يهينوا ويشتموا المرشحين الآخرين، ويبقى الأمر مرشحين في بعضيهم"، مؤكدا تعرضه بشكل شخصي خلال الفترة الماضية لحملات تشويه ومضايقات كثيرة.
وحول موقفهم من دعم مرشح بعينه في الانتخابات، قال:" بالتأكيد سيكون لنا رأي بعد غلق باب الترشح بما أن الحزب ليس له مرشح، إلا أنني لا أشعر ولا أطمئن أن الانتخابات ستتم بالطريقة التي كنا نتمناها"، مشيرا إلى أنه "ضد مقاطعة الانتخابات، كي يتعود الناس على المشاركة والإدلاء بآرائهم".
ورأى أن رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي هو الأوفر حظا بكثير في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مستدركا:" لكن قد تحدث مفاجآت، وهذا أمر وارد إذا كان هناك مرشحون قادرون على قلب الموازين".
وتحدث السادات عن بعض ملامح برنامج الانتخابي، قائلا:" لدينا مقترحات محددة بشأن الأزمة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، وهذا نتيجة دراسات وجهد خبراء وأصحاب تجارب وليست مجرد عناوين، وهي موجودة لدينا بشكل تفصيلي ومتاحة لكل من يطلبها أو يود الاستعانة بها".
وتحفظ على الدور الذي تلعبه المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية والاقتصادية، قائلا:" لا نريد تحميل القوات المسلحة أكثر من طاقتها، ولا نريد أن نثقلها بأعباء كثيرة، فلدينا وزارات وشركات وهيئات مدنية يجب عليهم العمل وعدم التكاسل، ولابد أن يقوم الجميع بدوره المنوط به، ونريد أن تركز القوات المسلحة على دورها الدستوري والحفاظ على الحدود".
وانتقد ما يصفها نظام السيسي بالمشروعات القومية والعملاقة، قائلا:" مهما كانت هذه المشروعات مفيدة للمستقبل إلا أنها تفتقد للأولويات والمتطلبات التي يحتاجها المواطن، ولا توجد أي معلومة متاحة بشأنها، حتى إن القائمين عليها لا يعرفون مصادر تلك الأموال، والشعب لم يكن شريكا في تلك المشروعات، بغض النظر عن نجاحها، فلابد أن يكون الشعب طرفا فيها من خلال مؤسسات حقيقية ومنتخبة ولها دور فعال، إنما رأينا لا أحد يُستمع إليه".
واستدرك بقوله:" لا أحد ينكر أن هناك إنجازات تحدث، إنما كان من الممكن أن تصبح أفضل ويشعر بها المواطن بشكل أسرع من خلال تحديد الأولويات، فالمواطن مازال يعاني نتيجة رفع الدعم، ولا يصح أن نقول للناس اصبروا وتحملوا معنا".
وقال:" كما أشدنا بدعوات تجديد الخطاب الديني، كان لابد أن يكون هناك تحرير للخطاب السياسي، وإحياء للعملية الديمقراطية، فهذه من الأمور الهامة التي ستقوم بتوحيد الشعب في مواجهة التحديات والأخطار، لكن للأسف لم تكن هناك أي جهود لتحرير الخطاب السياسي، وكنا بحاجة لانفتاح أكثر على الحريات طالما أنها تتم في إطار سيادة القانون، بينما وجدنا حملات التشكيك والتخوين لكل رأي مخالف أو معارض".
وشدّد على أن المصريين "بحاجة ماسة للم الشمل، وأن تكون هناك درجة من التسامح والثقة، وألا نصبح أسرى للماضي بكل ما فيه، فنحن بحاجة لإعادة ثقة الشعب في حكامه، ولا سبيل لأي إصلاح أو صلاح إلا لو اتفقنا أن مصر تتسع للجميع، وأن يستمع بعضنا إلى بعض".
وذكر "السادات" أن "هناك جهودا يقوم بها النظام المصري للم الشمل في فلسطين وليبيا وسوريا، لكن من باب أولى أن يقوم بها في مصر، فهذا هو السبيل لريادة بلادنا".
ورأى أنه لا توجد مشكلة في أن يكون المرشح الرئاسي أو رئيس الدولة ذا خلفية عسكرية، لأن "العبرة ليست بالخلفية العسكرية أو المدنية، بل بالتقاليد والقيم السياسية التي يتبناها أي رئيس، وبالمؤسسات التي يدير بها البلد، فهذا هو الفيصل، وقد رأينا أكثر من رئيس ناجح بخلفية عسكرية سواء في مصر أم في غيرها".
وعبّر "السادات" عن تخوفه من إقدام النظام على تعديل الدستور، خاصة في ما يتعلق بمدة الرئاسة، قائلا:" نتمنى ألا نشهد في الفترة المقبلة أي تعديلات في الدستور، لأنني أتوقع أن نشهد حملة كبيرة للتلاعب في المادة الخاصة بتحديد مدة الرئيس، ورغم أن السيسي أعلن رفضه لذلك، إلا أنني أتمنى أن يكون هذا الكلام قاطعا بشكل نهائي، خاصة أن البعض يقترح أشياء ليست في صالح البلاد".
اقرأ أيضا: حزب عنان لـ"عربي21": لن ننسحب من انتخابات الرئاسة المصرية
مناظرة علنية
وفي إطار متصل أعلن الناشط السياسي الدكتور ممدوح حمزة تحديه أن يوافق رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي على مواجهته في مناظرة علنية خلال عقد مؤتمر حكاية وطن الذي يعقد تحت رعاية السيسي في الفترة من 17 إلى 19 يناير/ كانون الثاني لعرض ما تم إنجازه خلال فترة توليه رئاسة الجمهورية.
وعلق حمزة في تدوينة له بصفحته بتويتر علي المؤتمر قائلا: "أتحدى لو يدعوني السيسي ويقبل المناظرة حول حال البلد علنا"، موضحا أنه أعد قائمة من الأسئلة الموضوعية من وحي كتابه "كيف نبني الوطن؟" عن إخلاء سيناء وسد النهضة وطبع النقود وكيفية سداد الديون، مطالبا السيسي بأن يتكلم عن عجز الميزانية، ونسبة التضخم، وعجز ميزان المدفوعات إن كان سيتحدث عن إنجازاته.
وحدد حمزة العديد من الأسئلة التي يطالب السيسي بالإجابة عليها في المناظرة، ومنها دوره في صفقة القرن ، قائلا: " أتحدى السيسي أن يعلن عن صفقة القرن المتفق عليها مع إسرائيل وأمريكا في مؤتمر حكاية وطن"، ثم وجه سؤالا آخر للسيسي عن شعوره وهو يرشح نفسه لرئاسة شبه دولة.
أعدت قائمة من الأسئلة الموضوعية من وحي كتابي "كيف نبني الوطن"
بالاضافة الي صفقة القرن وإخلاء سيناء وسد النهضة وطبع النقود وكيفية سداد الديون
وكان السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية قد صرح بأن مؤتمر "حكاية وطن" سوف يعقد تحت رعاية السيسي في إطار حرصه على تفعيل المشاركة المجتمعية، وتعزيز الحوار مع المواطنين، خاصة الشباب، ودورهم في مساندة جهود الحكومة لتنفيذ المشروعات القومية وخطط التنمية الاقتصادية.
ومن المقرر أن يقوم السيسي خلال المؤتمر بالرد على استفسارات المواطنين والتي تم طرحها في إطار مبادرة "اسأل الرئيس"، والتي استمرت في الفترة من 10 إلى 15 يناير/ كانون الثاني الجاري، وهي الحملة التي وصفها معارضو السيسي بأنها دعاية مجانية تشارك فيها كل مؤسسات الدولة قبل الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في مارس/ آذار المقبل.
مرتضى منصور يعلن منافسة السيسي ونشطاء يسخرون (فيديو)
شفيق يتراجع عن المشاركة بالانتخابات.. ونشطاء يعلقون
هل تنازلت مصر عن سيادتها لاستعادة السياحة الروسية؟