بعد سنة على رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية شهدت قرارات مثيرة للجدل، تعرف على أبرز المحطات التي ميزت العام الأول من ولاية دونالد ترامب:
حظر السفر: ملحمة قانونية
دون سابق إنذار وبعد أسبوع فقط من توليه السلطة، أصدر ترامب قرارا بمنع دخول القادمين من سبع دول غالبية سكانها من المسلمين لمدة 90 يوما، إضافة إلى حظر مدته 120 يوما على دخول جميع اللاجئين.
واجتاحت الفوضى المطارات الأميركية حيث كان يتم وقف المسافرين فور وصولهم، فيما شهدت الولايات المتحدة احتجاجات ضد الإجراء الذي اعتبر أنه يحمل تمييزا ضد المسلمين رغم إصرار ترامب على أنه يستهدف المتطرفين.
وأثار تحرك ترامب ملحمة قانونية استمرت طيلة العام الأول من رئاسته ولم تنته بعد.
وسارعت المحكمة إلى وقف قرار الحظر الأول ونسخة معدلة أزالت العراق من قائمة الدول المستهدفة، إضافة إلى صيغة ثالثة تضيف مواطني كوريا الشمالية وبعض المسؤولين الفنزويليين إلى اللائحة.
إقالة جيمس كومي
وفي أحد أكثر التحركات أهمية في فترته الرئاسية، أقال ترامب بشكل مفاجئ مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي في التاسع من أيار/مايو، حيث كان الأخير يقود التحقيق في مسألة إن كان فريق حملة الرئيس الانتخابية تعاون مع روسيا في محاولته هزيمة منافسته آنذاك هيلاري كلينتون.
وأقر ترامب لاحقا أنه أقال كومي على خلفية التحقيق المرتبط بروسيا.
وفي النهاية، جاء تحرك ترامب بنتائج عكسية، حيث أدت الإقالة إلى تعيين المدعي المستقل الأكثر نفوذا روبرت مولر لقيادة التحقيق في مسألة التدخل الروسي الذي وصفه ترامب بأنه "أخبار كاذبة".
ويرجح أن يكون مولر ينظر كذلك في مسألة إن كان ترامب ودائرته المقربة سعوا إلى عرقلة القضاء. وتم حتى الآن توجيه الاتهامات إلى اثنين من مساعدي ترامب، بينهم مدير حملته بول مانافورت. وأقر اثنان آخران، بينهما المستشار السابق للأمن القومي مايكل فلين، بأنهما كذبا على المحققين وباتا حاليا شاهدين.
"بيتسبرغ لا باريس"
في الأول من حزيران/ يونيو 2017، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس للمناخ، متراجعة بذلك عن التزامها بمكافحة الاحتباس الحراري رغم دعوات المنظمات المعنية بقضايا البيئة وزعماء العالم والصناعات وحتى ابنته إيفانكا إلى عدم القيام بذلك.
ووصف ترامب الاتفاق بأنه "سيء" بالنسبة للاقتصاد الأميركي معلنا بأنه انتخب "لتمثيل مواطني بيتسبرغ لا باريس".
وهذا الشهر، تحدث ترامب عن "احتمال" عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق في حال تم التوصل إلى شروط أفضل مثيرا تساؤلات بشأن مدى مصداقيته.
إثارة حفيظة كوريا الشمالية
وفي أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي، أطلق ترامب ضربة البداية لما تحول لاحقا إلى أشهر من سياسة حافة الهاوية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-اون متعهدا بتدمير الدولة المسلحة نوويا في حال هددت الولايات المتحدة.
ومع قرب انتهاء العام 2017، ازدادت حدة التهديد الكوري الشمالي النووي حيث تباهى كيم بقدرة ترسانة صواريخه على ضرب أي مدينة داخل الأراضي الأميركية فيما واجه ترامب انتقادات لإثارته التوترات.
لكن العام الجديد بدأ بمؤشرات على احتمال حدوث تهدئة مع توصل بيونغ يانغ إلى اتفاق هام أكدت فيه بأنها ستشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستجري في جارتها الجنوبية وسط تأكيدات من البيت الأبيض بأن خطاب ترامب القوي مدعوما بضغوط دبلوماسية مكثفة ساهم في تقريب الكوريتين.
لكن العديد من المحللين يشيرون إلى وجود مخاوف من أن تصرفات ترامب الانفعالية قد تزيد بشكل كبير من مخاطر حدوث أمر غير محسوب قد يؤدي إلى كارثة. وتباهى ترامب مؤخرا بأن زره النووي "أكبر بكثير" من ذاك الذي يملكه كيم.
عيد ميلاد مجيد أميركا
في 22 كانون الأول/ ديسمبر، وقع ترامب قانونا يشكل أكبر إصلاح ضريبي تشهده بلاده منذ عقود والذي اعتبر أكبر نصر تشريعي حققه حتى الآن يعد فشله في إلغاء قانون سلفه للرعاية الصحية (أوباماكير).
واعتبر ترامب أن التخفيضات الضريبية التي تبلغ قيمتها 1,5 ترليون دولار وكانت في صلب وعوده الانتخابية هي بمثابة "هدية عيد الميلاد" للشعب الأميركي.
لكن معارضيه الديمقراطيين وصفوها بأنها عبارة عن هدية للطبقات الأغنى تحمل خطر إحداث فجوة في الدين الوطني.
إلا أن ترامب والحزب الجمهوري على ثقة بأن الإصلاح سيصب في صالح الحزب في انتخابات منتصف الولاية التي ستجري هذا العام وتعد غاية في الأهمية.
ترامب صانع السلام
وصل ترامب إلى السلطة متباهيا بقدرته على تحقيق "اتفاق نهائي" للسلام في الشرق الأوسط، وهو أمر استعصى على الرؤساء الأميركيين على مدى عقود.
وفي 6 كانون الأول/ ديسمبر، خاطر بهذه الجهود عبر اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في قرار شكل تراجعا عن عقود من السياسة الأميركية.
ويعد مصير القدس من أبرز المسائل الخلافية حيث تصر إسرائيل على أن المدينة المتنازع عليها هي كلها عاصمتها فيما يرى الفلسطينيون في القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وأثار تحرك ترامب موجة من الاحتجاجات فيما حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أنه لن يقبل بعد الآن بأي خطة سلام تقترحها واشنطن.
وداعا بانون
منذ وصول ترامب إلى السلطة، تنافس الجمهوريون التقليديون مع الشعبويين المعادين للمؤسسات التقليدية في واشنطن والذين أوصلوه إلى السلطة -- بمن فيهم ستيف بانون -- من أجل أن يصبح الرئيس الناطق باسمهم.
ويبدو أن المؤسسة التقليدية حققت تقدما في الأيام الأولى من العام 2018. على مدى أشهر، سمح الرئيس لبانون، الذي كان كبير مخططيه الاستراتيجيين، بشن حرب ضد "مستنقع" واشنطن الذي يضم قادة الحزب والنواب نظر إليهم على أنهم يقوضون ثورة ترامب.
وبعد تركه البيت الأبيض في آب/ أغسطس، استمر بانون في دفع أجندة ترامب قدما عبر موقعه الإخباري اليميني "برايتبارت نيوز".
لكن عندما أدلى بانون بتصريحات اعتبرت مسيئة لترامب في كتاب صدر مؤخرا، دخل الرئيس في سجال علني مع حليفه السابق معتبرا أنه "فقد عقله".
ومع رفض داعميه الماليين له، تنحى بانون عن إدارة موقع "برايتبارت"، ما زاد من عزلة الرجل الذي لقب يوما ما بـ"العميل السياسي الأكثر خطورة في أميركا".
"عبقري مستقر للغاية"
وشكل الكتاب الذي صدر تحت عنوان "غضب ونار: داخل البيت الأبيض في عهد ترامب"، تهديدا للبيت الأبيض عبر تصويره الرئيس على أنه شخص غير متوازن ومعزول وقليل المعرفة.
ودفع ذلك الرئيس إلى وصف نفسه عبر موقع "تويتر" بأنه "عبقري مستقر للغاية" و"ذكي حقا".
لكن ذلك لم يساعد على مواجهة الجدل بشأن مدى أهلية الرئيس مع دخول عهده عامه الثاني حيث ناقشت وسائل الإعلام بشكل مكثف تغريداته العاصفة ولغته الجسدية وتوجهه لتكرار عباراته.
ترامب ينفي وجود "علاقة طيبة" تجمعه برئيس كوريا الشمالية
خامنئي يهاجم ترامب ويقارنه بالرئيس الأسبق رونالد ريغان
لاستامبا: واشنطن تنفذ تهديدها تجاه الأمم المتحدة