من العجب العجاب، والمثير للاستغراب، أن تجد بلدا واحدا يجمع في الوقت ذاته بين رئيس مسجون وآخر مخلوع وثالث منقلب ورابع محتمل. وهي كلها أوصاف تصف الواقع، ولا ترضي كل رئيس منهم. فالمسجون يرى أنه الشرعي، والمخلوع يرى أنه مجرد سابق، والمنقلب يرى فيه نفسه الزعيم، والرئيس والمحتمل يسير على خيط رفيع يوشك أن يقع من عليه فيجد نفسه في الحبس أو خارج سباق المرشحين. وهي كلها أربع قوى رئيسية كبرى تمثل الدوائر السياسية الأوسع في مصر، وهي: الإخوان ومؤيدو الشرعية، وفلول عهد مبارك الذين تم إقصاؤهم، والقوى التي صعد بها السيسي لصدارة المشهد، بالإضافة للأحزاب والثورية الأخرى المعارضة للإخوان والنظام.
هذه هي التكتلات الرئيسية التي حكمت المشهد المصري خلال السنوات الخمس الماضية، وكانت تتحرك دائما خارج الإطار السياسي الطبيعي المصري الذي استأثر به السيسي ودوائره الضيقة. الآن توشك اللعبة أن تتغير مع احتمال وجود قائمة مرشحين يحرر المواطنون لهم توكيلات، وهو أمر لم تكن السلطة لترضى عنه. فمجرد أن يعلن رسميا مواطن مصري أنه ضد السيسي في ورقة بالشهر العقاري مختومة بختم النسر؛ أمر غير مرغوب فيه في ظل فلسفة النظام الشوفينية. لكن السياسيين والثوار حائرون، يفكرون يتهامسون من في المرشحين كومبارس ومن هو المناضل. كان السيسي يحلم بأن يتجنب هذه المعركة جملة وتفصيلا بمد فترة الرئاسة لست سنوات فيضمن عامين إضافيين. ما الذي يمنعه أو منعه؟ لا أحد يدري. لكن اليقين أنه كان يرغب ولم يقدر. شيء ما منع السيسي من تحقيق رغبته، شيء أقوى منه. وفي معرفته تكمن إجابة سؤال الكومبارس والمناضل، وحتى ذلك الحين لا يزال كثير من المصريين في حيرة: هل نصوت أو نقاطع؟
أربع قوى رئيسية كبرى تمثل الدوائر السياسية الأوسع في مصر: الإخوان ومؤيدو الشرعية، وفلول عهد مبارك الذين تم إقصاؤهم، والقوى التي صعد بها السيسي لصدارة المشهد، بالإضافة للأحزاب والثورية الأخرى المعارضة للإخوان والنظام
ربما يرى السيسي في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدوة ومثالا، فالغزل واضح في النموذج الروسي منذ أن دخل السيسي الاتحادية
لا بد أن يبقى الأمر في إطاره السياسي الحقيقي، وهو أنها ليست انتخابات عادية وفق منافسة شريفة، ولكنها جزء من مرحلة انتقالية تهدف لفتح المجال العام، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة معتقلين ووطن تباع أرضه