لم تنتظر المواقع التابعة لمليشيات إيرانية كثيرا لتحدد هدفها العسكري القادم ما بعد السيطرة على مطار "
أبو الظهور العسكري" في ريف
إدلب الشرقي، واضعة نصب عينيها الوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعتين المحاصرتين من قبل المعارضة في ريف إدلب الشمالي.
ونقلت مصادر إعلامية موالية للنظام عن مواقع تابعة للمليشيات الإيرانية تأكيدها بأن الهدف المقبل هو الوصول إلى البلدتين اللتين تفصلهما عن المطار مسافة تقدر بحوالي 37 كيلو مترا.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر محلية مساء أمس الثلاثاء، أن طائرات عسكرية من طراز "أليوشن" ألقت صناديق مظلية يعتقد أنها محملة بالذخائر داخل البلدتين.
ورأت ذات المصادر، أن الخطوة تأتي في إطار التحضيرات للمعركة المقبلة، موضحة أن تزويد البلدتين بهذه الكميات الكبيرة من الذخيرة يؤذن بقرب الإعلان عنها.
وقال الخبير العسكري أحمد رحال: "إن النظام والمليشيات الإيرانية واللبنانية يخططان لاستعادة كل المناطق من يد المعارضة، وليس كفريا والفوعة فقط".
وعن كيفية فتح هذه المعركة رغم دخولها في اتفاق "خفض التصعيد"، أضاف الخبير العسكري في تصريح لـ"
عربي21"، أن ما جرى خلال الأشهر الأخيرة يؤكد أنه "لا قيمة حقيقية لهذه الاتفاقات".
وأردف قائلا: "ليست الخطورة في خرق هذا الاتفاق، بل في غياب وتراجع فصائل المعارضة، وانشغالها بخلافاتها الداخلية".
من جانبه، أشار الباحث خليل المقداد إلى أن قوات النظام لم تخف هدفها بالوصول إلى البلدتين المحاصرتين منذ بداية حملتها العسكرية الأخيرة على إدلب.
وأضاف المقداد في حديثه لـ"
عربي21": "حذرنا منذ البداية من أن النظام لن يقف عند مطار أبو الظهور، واليوم إدلب كلها في خطر".
ورأى الباحث أن ما يجري لا يخرج عن إطار التسوية النهائية وفق التصور الروسي، مبينا أن "مدينة إدلب هي المنطقة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة خارج التحكم الدولي والإقليمي".
بدروه اعتبر الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي أديب عليوي، أنه "من الطبيعي أن تضع المليشيات الإيرانية وحزب الله بلدتي كفريا والفوعة هدفا لها، لاعتبارات دينية طائفية وعسكرية أيضا"، مشيرا في تصريح لـ"
عربي21" إلى أن "غالبية المقاتلين داخل البلدتين هم من المنتسبين لحزب الله اللبناني".
وعن طبيعة المعركة في حال إعلانها، قال: "لا أعتقد أن الوصول إلى البلدتين بالأمر السهل، لأن المسافة الفاصلة ما بين المطار والبلدتين تعتبر من أقوى المناطق تحصينا من قبل المعارضة، وخصوصا أنها تشتمل على مدن وبلدات كبيرة من بينها سراقب، وسرمين، وبنش".
وتابع بأن احتمال فك الحصار عن البلدتين احتمال ضعيف، ولن يتم إلا في حال كانت هناك توافقات دولية، من دون أن يوضح أكثر، معتبرا أن الوصول إلى البلدتين يعني السيطرة على مدينة إدلب ناريا، وقد يمهد لسقوط مركز المدينة أيضا، لا سيما وأن المسافة الفاصلة ما بين البلدتين ومدينة إدلب لا تتجاوز الـ8 كيلو مترات.
وفي الشأن ذاته، أشار عليوي إلى اتفاق "المدن الأربع" الخاص ببلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، ومضايا والزبداني بريف دمشق، الذي تم التوصل إليه في الربع الأول من العام الماضي، ما بين النظام وإيران من جانب، و"هيئة تحرير الشام، وحركة أحرار الشام" من جانب آخر.
وقال الخبير العسكري: "لقد تم تطبيق هذا الاتفاق من طرف واحد، حيث سيطر النظام على مضايا والزبداني، بينما تمت المحافظة على كفريا والفوعة إلى الآن".
يذكر أن المعارضة لم تتمكن من السيطرة على البلدتين رغم الحصار المطبق منذ مطلع العام 2015.