تزايدت في الساعات الأخيرة الانتقادات التي وجهتها منظمات دولية
ووسائل إعلام غربية للنظام المصري؛ بسبب اعتقال المرشح الرئاسي سامي عنان، وانسحاب
المرشح خالد علي؛ بسبب الضغوط الأمنية على حملته، وطالبوا النظام بوقف التدخل في
الانتخابات الرئاسية.
وقبل
عنان وعلي، نكل النظام بكل من حاول منافسة السيسي على كرسي الحكم، حيث حكم على
ضابط الجيش الشاب أحمد قنصوة، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بالسجن ست سنوات؛
لإعلانه الترشح للرئاسة، بينما أُجبر رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق على الانسحاب
من السباق الرئاسي، كما انسحب المرشح المحتمل محمد أنور السادات؛ بسبب التهديدات
الأمنية لفريق حملته.
إدانة أمريكية لقمع السيسي
وفي هذا السياق، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في تعليق لها على
التطورات في مصر، إن المسؤولين الأمريكيين "قلقون إزاء التقارير حول اعتقال
وانسحاب واستبعاد مرشحين من العملية الانتخابية الرئاسية، وسط شكاوى من عدم عدل
هذه الانتخابات.
كما أدان رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور
جون ماكين، القمع الذي يمارسه عبد الفتاح السيسي ضد معارضيه السياسيين، واعتقال
مرشحي الرئاسة، مشككا في إمكانية إجراء انتخابات حرة وعادلة.
بيد أن وزارة الخارجية المصرية أعربت، في بيان لها الخميس، عن رفضها
الكامل لبيان ماكين، مشيرة إلى أنه يتضمن اتهامات جزافية ومغالطات غير صحيحة حول
الأوضاع في مصر ومسارها السياسي".
تخويف المنافسين
من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بسبب القبض على الفريق سامي
عنان، حيث قال المتحدث باسم المنظمة "ستيفان دوجاريك" يوم الخميس
للصحفيين: "إننا نحث السلطات المصرية على ضمان إجراء الحملة الانتخابية
بطريقة موثوقة وشاملة وسلمية وتشاركية".
كما قالت منظمة العفو الدولية إنّ القبض على سامي عنان يعد هجوما
صارخا على حرية التعبير والمشاركة السياسية في مصر، مؤكدة أن عنان مرشح من بين
آخرين اعتقلوا وأدينوا بتهم ملفقة من السلطات المصرية، التي كانت جريئة في اعتقال
أيّ شخص يقف أمام السيسي ومضايقته.
وأكدت المنظمة الدولية أن المرشحين المحتملين الذين انسحبوا من
السباق أو تم اعتقالهم بذلوا جهودا كبيرة في حملاتهم الانتخابية، لكنهم تعرضوا
لهجمات إعلامية وحملات ترهيب وتخويف.
على خطى بوتين
وقالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إنه مع اقتراب موعد
الانتخابات المصرية أكثر فأكثر، فإن الرئيس الحالي للبلاد يعتقل المرشحين
المنافسين له واحدا تلو الآخر، أو يحرمهم من حق الترشح؛ بحجة قانونية واهية، مشيرة
إلى أن السيسي ينتهج في هذا الشأن التكتيك الذي يتبعه الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين.
وأكدت "نيوزويك" أن السيسي يتصرف كشخص يعرف جيدا أنه فقدَ
دعم الشعب المصري له، ويخشى من المنافسة النزيهة، مطالبة الإدارة الأمريكية بأن
تغير طريقة معاملتها لنظام السيسي وفقا لهذا التغير.
أما صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقالت إنه على الرغم
من التوقعات بأنه لا أحد من المرشحين المحتملين خالد علي أو سامي عنان كان يشكل أي
تهديد انتخابي حقيقي للسيسي، الذي يحكم قبضته على البلاد منذ إطاحته بأول رئيس
مصري منتخب في عام 2013، إلا أن السيسي عقد النية لسحق أي منافس له، حتى قبل أن
يبدأ حملته الانتخابية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد انسحاب جميع المرشحين، فإن التحدي الأكبر
الذي يواجه السيسي الآن هو إقناع المصريين بالذهاب إلى صناديق الاقتراع للتصويت في
انتخابات يعلم الجميع أنها هزلية.
السيسي أصبح عبئا
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الجيش اعتقل رئيس الأركان الأسبق،
المرشح المحتمل للرئاسة سامي عنان، ووجه له مجموعة من الادعاءات والاتهامات
الخطيرة، في خطوة تهدف إلى دفعه خارج السباق، مؤكدة أن عنان أصبح آخر مرشح للرئاسة
يدفع للخروج من السباق بعد أحمد شفيق وأنور السادات وخالد علي.
وأضافت أنه بعد فشل السيسي في الاقتصاد والسياسية والأمن، فلا عجب أن
يقدم اثنان من كبار الجنرالات المتقاعدين نفسيهما بديلين له، لكن السيسي رد
باعتقالهما، وهو ما يؤكد أنه يعرف أن شعبيته تهاوت بشكل سريع، وأنه دون دعم النخبة
العسكرية فإنه لن يستمر في الحكم.
ونصحت "واشنطن بوست" إدارة الرئيس دونالد ترامب بمراجعة
موقفها بشأن علاقاتها مع النظام المصري، مؤكدة أن السيسي لم يعد صديقا للولايات
المتحدة، بل عبئا عليها.
"الطعام مقابل الأصوات"
وتحت "الطعام مقابل الأصوات"، قالت وكالة أنباء
"أسوشيتد برس" الأمريكية إن مصريين تلقوا أموالا أو مواد غذائية من رجال
أعمال مقربين من السلطة؛ لدعم السيسي، مقابل توقيع توكيلات للسيسي.
وقالت
الوكالة إنه من المؤكد فعليا أن السيسي سيفوز بفترة رئاسية ثانية، بعد أن أصبح
كافة معارضيه البارزين إما في السجن، أو غادروا الدولة، أو تم إسكاتهم، مشيرة إلى
أن شراء الأصوات وتخويف المعارضين كانت ملامح الانتخابات المصرية قبل ثورة يناير
2011.
وقالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إن الاعتقال أو المحاكمة
أو الانسحاب هو مصير جميع منافسي السيسي، ونقلت عن محللين قولهم إن السيسي وحلفاءه
في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية عازمون على التأكد من أنه لا يواجه تحديا
حقيقا لإعادة انتخابه، ولا نقدا عاما قويا أثناء الحملة الانتخابية".
تجاوزات مهنية
وفي
مواجهة هذا الكم الهائل من التقارير الغربية التي تنتقد قمع النظام، قالت الهيئة
العامة للاستعلامات المصرية (التابعة للرئاسة) إن ما ينشر في بعض وسائل الإعلام
الأجنبية ضمن متابعتها للانتخابات الرئاسية يخالف القواعد المهنية الدولية
المتعارف عليها في التغطية الصحفية.
وأكدت الهيئة، في بيان لها الخميس، تلقت "عربي21" نسخة
منه، أن بعض هذه التجاوزات تتعلق بالمصادر، مؤكدة أن بعض التغطيات الأجنبية شابها
الاقتصار على مصادر من جانب واحد، خصوصا فيما يتعلق بقضية الفريق سامي عنان،
وتجاهل اللجوء للمصادر الرسمية، خاصة الهيئة الوطنية للانتخابات، المختصة بكل ما
يتعلق بمجريات العملية الانتخابية.
وأضافت الهيئة أنها رصدت الهيئة في هذا السياق استخدام مصطلحات غير
صحيحة مثل "اعتقال عنان"، رغم أن ما يتم في مثل هذه الحالات يكون خاضعا
لقوانين الإجراءات الجنائية، مشيرة إلى قيام بعض وسائل الإعلام الأجنبية بالربط
بين واقعة عنان، وانسحاب الفريق أحمد شفيق والمرشح خالد علي.
كوميديا مرشحي رئاسة مصر.. هتلر أصبح قدوة ونقل الكعبة للمنوفية
خبراء يرصدون كيف أفسد السيسي الحياة السياسية بمصر
هذه أبرز تسريبات عباس كامل المدير الجديد للمخابرات (شاهد)