صورة بثتها وسائل إعلام تابعة لمليشيات كردية لعناصر ألمان مقاتلين في عفرين ضد تركيا- تويتر
نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرا
تحدثت فيه عن وصول قوات مسلحة تضم عناصر مقاتلة ألمانية إلى شمال سوريا، أثناء
عملية "غصن الزيتون" التي تقودها القوات التركية.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته
"عربي21" إن كتيبة "الحرية الدولية"، التي كانت تحارب ضد
تنظيم الدولة، وصلت إلى منطقة المواجهات شمال سوريا، والتي تضم جنودا من جنسيات
مختلفة من بينهم جنود ألمان.
وأشارت إلى أن القوات التركية والجيش السوري
الحر يقاتلا في شمال سوريا، ضد ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي ويوم الثلاثاء
الماضي، نشرت وكالة أنباء هاوار، القريبة من الوحدات مقطع فيديو تعلن فيه قوة
مسلحة أجنبية عزمها تنفيذ مهمة في عفرين قريبا.
وأفادت الصحيفة بأن أحد قادة هذه الكتيبة، الذي
ظهر في الفيديو ملثما بوشاح أحمر ويتحدث اللغة الإنجليزية بلكنة ألمانية، قد أكد
أنهم قوات دولية تابعة لوحدات حماية الشعب السوري جاؤوا إلى عفرين بهدف "حماية
سوريا من فاشية الدولة التركية" على
حد وصفه.
وأكدت أنه من المرجح أن ذلك الشخص الألماني هو
قائد الكتيبة، أو على الأقل يشغل منصبا هاما في الكتيبة. وفي الفيديو، يظهر حوالي
عشرة أشخاص آخرين يحيطون به، كان بعضهم ملثما. وقال ذلك القائد بلغة إنجليزية
ركيكة "جئنا من كل مكان، من ألمانيا وحتى الصين، من الولايات المتحدة وحتى
بريطانيا. من قبل، جئنا لنواجه إرهاب تنظيم الدولة، والآن عدنا لنحارب إرهاب
الدولة التركية".
وأوردت الصحيفة أن الوكالات الصحفية التابعة
لوحدات حماية الشعب عرضت يوم الجمعة فيديو آخر يظهر فيه انتشار هذه القوات في
مدينة عفرين. وقال أحد المقاتلين الفرنسيين في هذه القوات عبر الفيديو لقد جئنا إلى عفرين "لنقاوم الأتراك".
ونوهت الصحيفة بأن المدة الزمنية بين كلا
التسجيلين لم تتجاوز سوى 24 ساعة فقط، مما يدل على أن هذه القوات اجتازت مسافة 85
كيلومترا داخل الأراضي السورية التي يسيطر عليها الأسد بسرعة كبيرة. وبهذا، أراد
الأسد أن يرسل رسالة للرئيس التركي مفادها أنه غير راض عن هجوم الجيش على المليشيات
الكردية فوق الأراضي السورية.
وأوضحت أنه السوريين أنفسهم لا يمكنهم قطع هذه
المسافة بهذه السرعة، بسبب عبورهم على العديد من نقاط التفتيش التابعة للجيش
السوري وحزب الله والقوات الروسية.
وذكرت الصحيفة أن عضوة البرلمان الألماني عن
حزب الخضر، فرانسيسكا براتنر، طالبت الحكومة الألمانية بأن تنتقد الحرب السورية
برمتها وليس هجوم عفرين فحسب. ويوم الجمعة، أكدت براتنر لوكالة الأنباء الألمانية
أن الذين يخافون على حياة المدنيين في سوريا، يتوجب عليهم انتقاد كافة الهجمات
الجوية الروسية والهجمات التي تنفذها قوات الأسد، خاصة في مناطق وقف التصعيد في
إدلب والغوطة الشرقية، وليس التدخل التركي في شمال سوريا فحسب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على كافة القوى
المتناحرة في سوريا العمل على تحقيق عملية سلام حقيقية تحت مظلة الأمم المتحدة.
وأضافت براتنر أن محادثات أستانا التي جمعت روسيا وتركيا وإيران لا تهدف لتحقيق
السلام، وإنما تحديد مناطق ما يسمى بوقف التصعيد من بينها مدينة إدلب، التي من
شأنها أن توفر حماية للمشردين.