أطلق نشطاء فلسطينيون من
مدينة القدس السبت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للتنديد بقرار سلطات الاحتلال
في المدينة بتعميم المناهج الإسرائيلية على كافة المدارس العربية في القدس المحتلة.
وتأتي هذه الحملة عبر
مواقع التوصل الاجتماعي ضمن الحملة الوطنية التي أطلقها أكاديميون ومحاضرون
جامعيون بالتنسيق مع إتحاد أولياء أمور الطلبة في المدينة الأسبوع الماضي والتي
تهدف بحسب القائمين عليها لتسليط الضوء على الإجراءات الإسرائيلية التعسفية ضد
الطلاب المقدسيين في المدينة.
واستخدم المغردون وسم
#رفض_المنهاج_الاسرائيلي_واجب_وطني، #نعم_للمنهاج الفلسطيني، كما تضمنت التغريدات
معلومات عن الوسائل التي يستخدمها الاحتلال لتغلغل المنهاج الإسرائيلي في مدارس
القدس، ومنها تجميد بلدية الاحتلال موارد التمويل ووقف الدعم عن المدارس المقدسية
التي لا تطبق المنهاج الإسرائيلي.
تحريف المنهاج الفلسطيني
بدوره قال الناشط والمدون
الفلسطيني وأحد القائمين على هذه الحملة، راسم عبيدات، أن "هذه الحملة تأتي
بعد أن قامت سلطات الاحتلال بمراسلة مدراء المدارس العربية والطلب منهم استلام
الكتب الإسرائيلية لتعميمها على المدارس، وقد واجه القرار رفضا من مدراء المدراس
فجاءت الحملة لمساندتهم والوقوف ضد القرار الإسرائيلي."
ولفت عبيدات في حديث
لـ"عربي21" أن "السلطات الإسرائيلية عملت خلال السنوات الماضية على
تحريف المنهاج الفلسطيني تمهيدا لاستبداله بالمنهاج الإسرائيلي حتى لا يتسبب ذلك
في غضب الشارع المقدسي، موضحا أنه في العام 2006 تم حذف الأناشيد والقصائد
المرتبطة بالانتفاضة، وبعد عامين تم حذف كل ما يتعلق بحق العودة، كما أن الاحتلال
الإسرائيلي يتعمد نشر الكتب العربية في المدينة وهي تحتوي على أخطاء لغوية عبر
تحريف مجموعة من المصطلحات ليظهر ذلك أمام المراقبين الدوليين بأن الطالب
المقدسي لا يستوعب مادة اللغة العربية، وهي إجراءات تتم عبر دراسات علمية تشرف
عليها أجهزة الدولة المتخصصة."
تجدر الإشارة إلى أن
إسرائيل فرضت مناهجها في كافة مدارس القدس بعد نكسة 1967، وبعد مرور عامين على هذا
القرار ونتيجة للضغط الشعبي ورفض مدراء المدارس في القدس الالتزام بقرار السلطات،
سمحت بلدية القدس في العام 1969 بتعميم المنهاج الأردني في المدينة.
في عام 2000 خرج المنهاج
الفلسطيني للنور، وبدأت المدارس الواقعة في شرقي القدس بتعليمه، حتى المدارس
التابعة لبلدية الاحتلال ووزارة المعارف الإسرائيلية، لكن في عام 2005 أخذ
الاحتلال بتحريف المنهاج الفلسطيني وممارسة الضغط على المدارس لتعليمه بالموازاة
مع محاولة فرض المنهاج الإسرائيلي في المدارس المقدسية.
استغلال الأوضاع
الاقتصادية
بدوره أشار رئيس اتحاد
أولياء أمور الطلاب في مدينة القدس، زياد شمالي، إلى أن "بلدية القدس طرحت
مؤخرا خطة لدعم المدارس العربية بميزانية 20 مليون شيكل ( 6 مليون دولار) لتطوير
مرافق المدارس العربية وزيادة أجور العاملين فيها في سبيل إقناعهم بتدريس المنهاج
الإسرائيلي مستغلة بذلك الوضع الاقتصادي السيء الذي يعاني منها المقدسيون."
وأوضح شمالي في حديث
لـ"عربي21" أن "المناهج الإسرائيلية تحتوي على العديد من المفاهيم
التي تصب في مصلحة الاحتلال مستشهدا بأن كتاب "الحياة معا" الذي يتم
تدريسه في المرحلة الابتدائية يرسخ مفهوم الخدمة الإجبارية في الجيش والشرطة
الإسرائيلية وهي عملية تهدف لتغيير مفاهيم ومبادئ الطلاب العرب."
يشار إلى أن في القدس
مرجعيتان لقطاع التعليم، الأولى وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وهي تضم ما
نسبته 47 في المئة من المدارس العربية في القدس والبالغ عددها 120مدرسة موزعة
كالتالي، مدارس الأوقاف العامة بنسبة 14 في المئة، المداراس الأهلية بنسبة 31 في
المئة، مدراس (الأونروا) بنسبة 2 في المئة، ويتم تدريس المنهاج الفلسطيني في هذه
المدارس، ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد الطلاب الفلسطينيين في هذه المدارس إلا أن
تقارير إعلامية تحدثت أن عددهم يقدر بـ 39 ألف طالب.
أما النسبة المتبقية من
المدارس في القدس فهي تتبع السلطات الإسرائيلية وعددها 155 مدرسة تضم 177 ألف طالب
وطالبة.
أسرلة التعليم
بدوره قال مدير الإعلام
الإلكتروني في مؤسسة القدس الدولية من بيروت، وسام محمد، لـ"عربي21" أن
"سلطات الاحتلال تعمل على أسرلة التعليم في القدس من خلال سلسلة من الإجراءت
والسياسات التي تضعف من قدرته على الصمود أمام التعليم الإسرائيلي الذي يلقى دعما
ماليا وسياسيا من الحكومة، على عكس المدارس الفلسطينية التي تعاني من غياب شبه
كامل للدعم المالي واللوجستي وهو الأمر الذي أعطى مساحة أمام السلطات
الإسرائيلية لتمرير مخططاتها."
تعرف على الأسباب التي تقف عائقا أمام تحقيق "صفقة القرن"
ما حقيقة فشل وحدة "يمام" الإسرائيلية في اشتباكات جنين؟
هل تجد السعودية موطئ قدم لها في الوصاية على القدس؟