يشهد قطاع غزة منذ نيسان/ أبريل الماضي حصارا جديدا فوق الحصار القديم الممتد لأكثر من 11 عاما؛ ورغم توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح وقدوم حكومة الوفاق إلى غزة، إلا أن الأزمات الإنسانية لا تزال تتفاقم يوما بعد يوم وبشكل كارثي.
وأمام هذه الأزمات التي يرى الفلسطينيون أن المسؤول
الأساسي عنها الاحتلال الإسرائيلي، ظهرت في الأيام الأخيرة دعوات شعبية لعدم
الانتظار تحت مطرقة الموت البطيء، واللجوء إلى خيارات سريعة حتى تنقذ ما يمكن
إنقاذه.
وبدأت هذه الدعوات تنطلق نحو تنظيم مسيرات سلمية
حاشدة وتتجه إلى الحدود الشرقية لقطاع غزة، لمحاولة مواجهة الحصار الإسرائيلي
الخانق بصدور عارية تفضح ظلم الاحتلال أمام العالم.
دعوات إلى الإسراع في تطبيق الاعتصام السلمي بالقرب من الخط الفاصل مع الاحتلال
بدوره، قال الناشط السياسي أحمد أبو ارتيمة إن
"كل هذه الكوارث الإنسانية المتتابعة في قطاع غزة، يجب أن تعجل من تطبيق
الاعتصام السلمي للاجئين الفلسطينيين بالقرب من الخط الفاصل مع الاحتلال".
وأكد أبو ارتيمة في تعليق اطلعت عليه
"عربي21"، أن "النقاش الآن يجب ألا يكون حول الفكرة إذ لا بديل
عنها، بل يجب أن يكون حول سرعة البدء بها"، متسائلا: "إن كنا نموت لا
محالة فلماذا لا نحدث ضجيجا؟ ولماذا لا نزعج عدونا؟ ولماذا نختار التأقلم البغيض
مع الموت؟".
وأضاف الناشط السياسي أن "هذه الدعوة لكل
الفصائل والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني والاتحادات الشبابية، لأخذ زمام
المبادرة".
اقرأ أيضا: رفع العقوبات عن قطاع غزة.. متى يدخل حيز التنفيذ؟
واتفق مع رأي أبو ارتيمة الصحفي الفلسطيني أيمن
دلول، قائلا: "مطلوب اليوم وليس غدا اجتماع الفصائل الفلسطينية والنقابات
المهنية، لتحديد خطوات اقتحام حدود غزة مع الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع دلول في تعليق له على فكرة اقتحام الحدود،
واطلعت عليه "عربي21"، قائلا: "على أن تكون الرموز الفلسطينية في
مقدمة المقتحمين بأبنائهم ونسائهم وكل ما يملكون، وليكن أوسع حراك يشهده
التاريخ".
وأردف دلول: "ما دمنا ذاهبين للموت لا محالة،
فلنمت بعد إيلام عدونا"، مشددا على أنه "لا مجال لانتظار الموت دون
ضجيج".
وفي الموضوع ذاته، رأى الناشط الشبابي رامي الزايغ،
أن خطوة اندفاع الناس نحو الأراضي المحتلة، هي خطوة نحو الحياة، داعيا للعمل لها
بكل السبل والقوة.
شعب فلسطين لم يقبل الذل ولا المهانة على مدار حقب الاستعمار والصراع
وأكد الزايغ في تعليق اطلعت عليه
"عربي21"، أن القيام بهذه الخطوة من شأنه أن يربك الحسابات، ويحدث
الفوضى وعدم الاستقرار التي يخشاها العدو، مشيرا إلى أن "إسرائيل والسلطة
الفلسطينية تسعيان بكل السبل لتثوير الناس على حماس في غزة"، مضيفا:
"لذلك يجب أن يكتووا بالنار التي يريدون أن يكووا غزة بها".
وشدد على أن "شعب فلسطين لم يقبل الذل ولا
المهانة على مدار حقب الاستعمار والصراع، ولم يعش يوما متسولا ولا مهتما فقط بأزماته
المعيشية كما يعيش اليوم".
وأكمل قوله: "نحن ندير أزمات وهم يصنعونها
ويتلذذون بمعاناتنا، وخياراتنا معدومة وقاسية وصعبة"، مستدركا: "لكن
الموت بكرامة خير من الموت البطيء بذل ومهانة".
ورأى الزايغ أن "استشهاد العشرات في هذه الخطوة
ليس بالأمر الكارثي، فليس ما هو كارثي أكثر مما نعيش الآن"، بحسب قوله.
اقرأ أيضا: بالأرقام.. تعرف على تداعيات حصار غزة خلال عام 2017
واعتقد الناشط الشبابي أن أي "خطوة واندفاعة،
ستجلب الحل وتغير الوضع القائم"، مؤكدا أنه "مهما كانت تكاليفها يجب أن
تنفذ".
وفرضت السلطة الفلسطينية عقوبات على قطاع غزة في نيسان/ أبريل الماضي، من خلال عدد من الإجراءات التي شملت خصم أجزاء كبيرة من رواتب الموظفين وحجب أخرى، إلى جانب تخفيض قدرات الكهرباء المغذية من إسرائيل، ووقف مخصصات الأدوية والتحولات الطبية.
وأشار المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بداية الشهر الحالي، إلى أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، رفع نسبة الفقر إلى 65 بالمئة.
وذكر المركز أن البطالة ارتفعت نسبتها في الآونة الأخيرة إلى 47 بالمئة، لافتا إلى أن 80 بالمئة من أهالي قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الخارجية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات المعيشة اليومية.
كيف اقتحمت إسرائيل القارة السمراء وماذا حققت؟
تعرف على الأسباب التي تقف عائقا أمام تحقيق "صفقة القرن"
ما حقيقة فشل وحدة "يمام" الإسرائيلية في اشتباكات جنين؟